المؤتمر القومي العربي ينعى المناضل المصري الناصري أمين إسكندر

دمشق/ القاهرة – نعى نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي في دمشق، ماهر الطاهر، امس الثلاثاء، المناضل المصري والناصري الكبير، الأستاذ أمين إسكندر.
وقال الطاهر، في برقية نعي وصل بوابة الهدف نسخة عنها: “بقلوب يعتصرها الحزن والألم ودعت مصر وشعبها العظيم وقواها السياسية الحيّة قامة وطنية وقومية شامخة وقفت دائماً إلى جانب قضايا الحق والعدل والحرية والمبادئ السامية”.
وأضاف: “ودعت مصر و فلسطين والأمة العربية والحركة الناصرية والقومية المناضل المصري والعربي الكبير الأستاذ أمين إسكندر الذي أمضى عمره وحياته في الكفاح من أجل القضايا الوطنية والقومية للأمة، وبرحيله فقدت مصر أحد رموزها الشامخة وفقدت فلسطين والمقاومة الفلسطينية مدافعاً صلباً عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومدافعاً صلباً عن المقاومة العربية في عموم المنطقة”.
وختم بالقول: “نتقدم بأحر العزاء لعائلة الراحل الكبير ولشعب مصر وقواه الوطنية ولكل أحرار امتنا العربية ونعاهدك أيها الأمين بأننا سنواصل الكفاح حتى تحقيق كامل الأهداف والمبادئ والمثل التي ناضلت وقضيت في سبيلها”.

وفي القاهرة  جرى، امس الثلاثاء، تشييعت جنازة المفكر القومي أمين إسكندر، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الـ 70 عاما.
ويعد إسكندر، الذي لعب دورا في تشكيل وعي أجيال من الحركة الناصرية منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال كتاباته وتوليه مسؤولية التثقيف في عدد من الأحزاب الناصرية، أحد أهم رموز مقاومة التطبيع في مصر، والدفاع عن القضية الفلسطينية.
علامة مضيئة
حزب الكرامة اعتبر أن الراحل «يعد علامة مضيئة في مسيرة حزب الكرامة والتيار القومي والناصري، إذ تولى موقع وكيل مؤسسي حزب الكرامة، وكان أبرز كوادر الحزب والحركة المدنية المصرية».
وساهم إسكندر بعد ثورة 25 يناير، في تأسيس التيار الشعبي المصري «استكمالا لمسيرة نضال حزبي طويلة بدأت في السبعينيات منذ مشاركته في المنبر الاشتراكي وتأسيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير»، حسب الحزب، الذي وصف الراحل بـ«أبرز المفكرين القوميين المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة من أجل تحرير كامل أرضه وإقامة دولته المستقلة بعيدا عن حلول التسوية الانهزامية».
وأكد أنه «قاد من أجل القضية الفلسطينية داخل مصر وخارجها عشرات الأعمال الجبهوية والسياسية، أبرزها عمله كمنسق لحملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق للحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، وحملات مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، والمشاركة في مظاهرات عديدة لدعم الانتفاضة الفلسطينية والتنديد بالعدوان على الشعب الفلسطيني».
كذلك اعتبرت «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين» أنه برحيل إسكندر «تخسر فلسطين أحد المنافحين الكبار عنها وعن حريتها وحرية شعبها وحقوقه، وتخسر مصر العروبة أحد مناضليها الكبار في سبيل تأكيد عروبتها ودورها القومي، وتخسر أمتنا العربية أحد أبرز المدافعين عن حريتها وحقوقها وثرواتها ووحدتها، في وجه الأنظمة التابعة والخائنة لحساب المشروع الأمريكي – الصهيوني الإمبريالي».
وأضافت أن «الانخراط المبكّر لأمين إسكندر في النضال الوطني والقومي بالتزامن مع نكسة حزيران، كان بمثابة التعبير الحقيقي عن وعيه المُتقد بقضايا شعبه وأمته، الذي تجسد بالأدوار النضاليّة المشهودة له، منذ تأسيسه لمنتديات الفكر الناصري، ومشاركته في وثيقة الزقازيق ومظاهرات 1977، ثم عضويته المشهودة في مجلس الشعب، وكمنسقٍ للدفاع عن البطل سليمان خاطر، ودوره في تأسيس حركة كفاية في مواجهة نظام التوريث الذي حاول النظام فرضه، ومشاركته لاحقا في تأسيس الحزب الناصري ثم حزب الكرامة». وزادت: «في جميع مراحل نضاله كان نموذجاً للمناضل القومي العروبي الذي لم يهادن ولم يساوم في قضيته الوطنية المصرية والقومية العربية، وفي المركز منها قضية فلسطين التي بقي وفيا لها ومدافعاً عنها ومناضلًا في المحافل الوطنية والقوميّة والأمميّة كافة، حتى الرمق الأخير من أجلها».
واختتمت: «كانت للراحل الكبير علاقة مميزة على مر السنين مع الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وقياداتها، وخصوصًا القائد المؤسّس جورج حبش والأمين العام الشهيد أبو علي مصطفى».
وتعرض إسكندر للاعتقال مرات عدة خلال فترات حكم الرئيسين المصريين أنور السادات وحسني مبارك، وكان آخرها أثناء ثورة يناير/ كانون الثاني2011.
دعوة لإطلاق سراح المعتقلين
وقد تمسك إسكندر بالدفاع عن حرية الشعب المصري حتى لحظاته الأخيرة، وظل يطالب بالإفراج عن سجناء الرأي.
وقال في آخر منشور كتبه على صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «لماذا المعاندة؟ ما الضرر من الإفراج عن كل سجناء الرأي من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إلى أحمد دومة وهالة فهمي وعلاء عبد الفتاح وكل سجناء الرأي مهما كان عددهم، وعندها نبدأ مرحلة جديدة، والتهديد الحقيقي على مصر ناتج من الاستبداد والسلفية والكاب والعمة».
وكان قد كشف قبل وفاته عن منع نشر كتاب له بعنوان «صفر الرئيس في مصر»، وهو عبارة عن مقالات عن السيسي وسياساته وحصاده السلبي، حسب ما ذكر إسكندر. تولى إسكندر مسؤولية عدة مواقع وأعمال جبهوية، من بينها منسق حملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق الحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، كما يعد واحدا من أبرز القيادات المؤسسة لحركة «كفاية».
وساهم في كافة مشروعات وتجارب تأسيس أحزاب ناصرية، بدءا من المنبر الاشتراكي، ثم الحزب الاشتراكي، والحزب الناصري، وحزب الكرامة، والذي شغل فيه موقع وكيل المؤسسين.
كما انتخب عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في دورته الحالية وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري، وهو من أبرز قيادات الحركة المدنية الديمقراطية.
وللراحل العديد من المؤلفات، منها «ذاكرة ورؤيا» و«في نقد تحالف كوبنهاغن»، وكذلك عدد من الكتب المشتركة مثل «عبور الهزيمة والحركة القومية في مائة عام»، و«عصر القهر والفوضى»، و«نقد التجربة الناصرية ـ رؤى من الداخل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى