هذه الكتب القيمة.. ملاحظات أولية
بقلم: د. زيد احمد المحيسن

خصني الاستاذ والمفكر الاردني الكبير، ابراهيم العجلوني بزيارة خاطفه الى مكتبي، واهداني نسخة من كتابه الجديد “هذه الكتب القيمة.. ملاحظات أولية” ناقش فيه مجموعة من المؤلفات بموضوعات مختلفة، منها نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام للدكتور علي سامي النشار، والفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الاندلسي، والاسلام في مرآة الغرب لكارين أرمسترونغ، وكتاب واشهد ان محمدا رسول الله – للكاتبة آنا مار شيمل ترجمة الدكتور عيسى علي العاكوب، وكتاب محمد الرسالة والرسول للدكتور نظمي لوقا، وكتاب الاعلام بمناقب الاسلام لأبي الحسن العامري تحقيق ودراسة الدكتور أحمد عبد الحميد غراب.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب؛ قد يكون هذا الكتاب نمطا غير مألوف في التأليف فهو لا يراعي التقميش الأكاديمي ولا أي شيء مما يسمونه الدراسة الموضوعية للنصوص وهو لا يتوخى عرض الأفكار أو مجرد تحليلها، ولكنه يعول على واقع الافكار والأطاريح والحقائق على ذات الكاتب ويرى إلى ما تستثير فيه من بواعث النظر ودوافع التدبر. فهو لا يعدو كونه ملاحظات أولية على هوامش كتب قيمة ماتزال قدرتها على رفد وعينا المعاصر وإنارته قائمة ويضيف في مقدمته أنه يقتضي أن ينظر اليها بما هي صيد للخاطر أثناء قراءة هذه الكتب.
الكتاب قيم ومفيد وفيه معلومات وفيرة تعزز للقارىء ثقافته وفكره وثقته بتراثه الاسلامي ونظرة الآخرين له والإشادة بهذا الدين العظيم وبصاحب الرسالة الاسلامية الخالدة سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتبريكات وهذا الكتاب هو السادس والاربعين للمؤلف . أمد الله في عمره وندعو له بالصحة والعمر المديد ، ونتمنى على الأخوة المسؤولين الذين حجبوا قلمه اليومي في الصحف الأردنية أن يعيدوا النظر إلى قراراتهم غير الصائبة ويسمح لهذه القامة الفكرية الكبيرة بالكتابة في صحفنا اليومية دون قيود أو حجب فالوطن بحاجة إلى هذه القامات الوطنية لتثقيف الأجيال وتحصينهم الفكري والثقافي من كيد العاديات الدخيلة التي لا تمت إلى قيمنا وتقاليدنا العربية والانسانية السامية.
فالإصلاح العام من شروط نجاحه أن نقف مع حرية الكلمة، فهي المقدمة الأولى للديمقراطية، فحرية الصحافة والكتابة هي الاس والمقام في نهج الاصلاح وتقدمه، والاستماع إلى كافة الآراء، والتعامل مع الجميع من خلال مسافة واحدة هو المطلوب حاليا لإثراء المشهد الوطني العربي والانساني بكافة اطيافه وتوجهاته. نقول هذا الكلام في وضح النهار وبلا مواربة أو رتوش أو مساحيق تجميل لا تستوي الديمقراطية والحرية في بلادنا من خلال التركيز على طيف واحد ومنع الآخرين من قول كلمتهم – فهذه ليست ديمقراطية كاملة بل إنها ديمقراطية عرجاء منقوصة تمشى على قدم واحدة – والله من وراء القصد.