بعد لقاء السيسي واردوغان.. وزير الخارجية التركي يرجح إمكانية تبادل السفراء بين القاهرة وأنقرة خلال الأشهر المقبلة

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الاثنين، إن هناك إمكانية لتبادل السفراء بين القاهرة وأنقرة خلال الأشهر المقبلة، في إطار محاولات تركيا لإعادة العلاقات مع مصر.
واضاف جاويش أوغلو، حسبما نقل عنه التلفزيون التركي “تي آر تي”، إنه “قد يتم تبادل السفراء بين مصر وتركيا في الأشهر المقبلة، وأنه قد يجتمع نائب كل من وزير خارجية مصر وتركيا”.
يأتي ذلك بعدما كشف فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، عن السبب وراء اتجاه بلاده مؤخرا نحو تطبيع العلاقات مع مصر وإسرائيل.
وقال أقطاي، في كلمة أمام لجنة الموازنة بالبرلمان التركي، إن “التحولات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط انعكست على مقاربات دول المنطقة أيضا”، وفقا لوكالة “الأناضول”.
وأضاف أن “الموقف التركي المتمثل بإعطاء الأولوية للتعاون الإقليمي أثمر عن فتح حقبة جديدة في العلاقات الثنائية مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد تصافح مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك للمرة الأولى بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، على هامش حضورهما حفل افتتاح كأس العالم في الدوحة.
وقال أردوغان، يوم الاثنين الماضي، إن “مطلبنا الوحيد” من مصر، لتطبيع العلاقات، أن تقول لمن يتخذ مواقف معادية ضدنا في البحر المتوسط: “نريد إرساء السلام في المنطقة”.
وفي التفاصيل، رجح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، الإثنين، إعادة تبادل السفراء بين بلاده ومصر في الأشهر المقبلة، بعد جفاء استمر لسنوات، في وقت فتحت مصافحة بين الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره المصري “عبدالفتاح السيسي،” الأسبوع الماضي، الباب أمام موجة من اللقاءات الدبلوماسية غير المعلنة بين مسؤولي المخابرات في البلدين.
وقال “جاويش أوغلو”، في تصريحات للصحفيين بأنقرة، إن تركيا ومصر قد تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وتعيدان تعيين سفيرين في الأشهر المقبلة.
وأضاف أن البلدين قد يستأنفان المشاورات الدبلوماسية بقيادة نائبي وزيري الخارجية في إطار عملية التطبيع “قريبا”.
وتأتي تصريحات “أوغلو” بعد يوم من إعلان الرئيس “أردوغان” أن عملية بناء العلاقات مع مصر ستبدأ باجتماع وزراء من البلدين، وأن المحادثات ستتطور انطلاقا من ذلك.
بينما نقلت وكالة “رويترز”، عن مصدر إقليمي مطلع، إن وفدين استخباراتيين من البلدين التقيا في مصر مطلع الأسبوع.
وقال مصدر آخر، وهو مسؤول تركي كبير، إن مناقشات “مهمة” بدأت بينهما.
وأضاف: “من المقرر أن تبدأ تركيا ومصر محادثات حول القضايا العسكرية والسياسية والتجارية بما في ذلك مشاريع الطاقة”.
ولم يعلق مسؤولون أتراك عندما سئلوا عن الاجتماع في مصر، كما لم ترد وزارة الخارجية المصرية بعد على طلب للتعليق.
وبعد سنوات من التوتر بين البلدين، صافح “أردوغان” نظيره “السيسي” في قطر الأسبوع الماضي، فيما وصفه بيان للرئاسة المصرية بأنه “بداية جديدة في العلاقات الثنائية بينهما”.
وفي برنامج حواري تلفزيوني تم تسجيله في محافظة قونية التركية، السبت، قال “أردوغان” إنه تحدث مع “السيسي” لنحو 30 إلى 45 دقيقة في ذلك اللقاء على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وأضاف “أردوغان”: “لقد ركزنا المحادثات هناك وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض.. بعد ذلك، دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات”.
وشدّد على أهمية الروابط بين تركيا والشعب المصري في المتوسط، مؤكداً أنه “يجب عدم إفساح المجال في هذا الصدد لجهات أخرى، مثل اليونان”، وقال: “لذلك أعتقد أنه ستكون هناك تطورات جيدة”.
وتوترت علاقات أنقرة مع القاهرة منذ أن قاد “السيسي” قائد الجيش آنذاك، الإطاحة بالرئيس السابق “محمد مرسي” المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في عام 2013 إثر احتجاجات على حكمه، وهو الذي كان يدعمه “أردوغان” بشدة.
وبدأ البلدان مشاورات بين كبار مسؤولي وزارتي الخارجية العام الماضي، وسط مساع من تركيا لتخفيف التوتر مع مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية.