إستباقاً لعملية برية تركية.. أمريكا تدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة لقوات (قسد) الكردية العميلة في شمال وشرق سوريا

الحسكة – دفعت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا بتعزيزات عسكرية ولوجستية لمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية  (قسد) الكردية العميلة في شمال وشرق سوريا، في تحرك يأتي بينما تتعرض هذه المنطقة لتصعيد عسكري تركي بدأ في 19 نوفمبر/تشرين بغارات جوية مكثفة، بينما تستعد أنقرة لإطلاق عملية برية واسعة لبناء حزام أمني من الغرب إلى الشرق على حدودها.

وتأتي هذه التطورات بعدما تعرضت قاعدة عسكرية مشتركة تابعة للتحالف وقوات سوريا الديمقراطية لقصف تركي قتل فيها اثنان من مسلحي قسد، بينما سبق للولايات المتحدة أن حذّرت تركيا من تعريض قواتها للخطر.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويتابع تطورات الوضع في سوريا، فإن التعزيزات العسكرية الإضافية التي دفع بها التحالف الغربي إلى مناطق شمال وشرق سوريا قادمة من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق.

وقال المرصد إن “التعزيزات تتألف من نحو 100 شاحنة، حيث عبرت مدينة القامشلي واتجهت نحو قواعد أميركية في تل بيدر وقسرك جنوبي الحسكة”، موضحا أن هذه القافلة هي السادسة خلال الشهر الحالي التي تدخل إلى المنطقة المضطربة بالتزامن مع تصعيد جوي تركي ضد معاقل التنظيمات الكردية السورية المسلحة.

ويدعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، والتي اعلنت ما يشبه الانفصال عن الدولة السورية، وشكلت منطقة ادارة ذاتية كردية.

ويرجح أن التعزيزات العسكرية للتحالف تأتي على وقع استعداد تركيا لشن هجوم بري واسع بعد حملة جوية مكثفة على معاقل المسلحين الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بالمسؤولية عن تفجير اسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي الذي قتل فيه 6 أتراك وأصيب فيه العشرات ونفت التنظيمات الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني مسؤوليتهما عنه.

وتجاهلت تركيا الاعتراضات الأميركية والروسية على العملية العسكرية الجوية ورفضهما أيضا لعملية برية يجري التحضير لها، إلا أن موقف القوتين العالميتين المتدخلتين في الصراع السوري بدا أقل حزما من مواقف سابقة، ما أعطى الانطباع بوجود ضوء أخضر لتركيا ضمن تسويات أو صفقات محتملة يجري العمل عليها.

وجاء التصعيد التركي بينما أبدت أنقرة استعدادها لتطبيع العلاقات مع دمشق بعد نحو 11 عاما من العداء وعمل تركي دؤوب لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر الموقف التركي انعطافة في مسار النزاع وتحولا باتجاه تصفية المشكلة الكردية بالتعاون مع دمشق، وهو أمر ترغب فيه تركيا بشدة وتدفع روسيا  إلى انجازه.

ويتوجس أكراد سوريا من أن يكونوا ثمنا لصفقات تجري في غرف مغلقة بين روسيا وسوريا وتركيا، بينما يشعرون في الوقت ذاته بأن الحليف الأميركي خذلهم مجددا.

وأشار المرصد السوري كذلك إلى أنه رصد، يوم امس الاول الجمعة، دخول تعزيزات عسكرية للتحالف إلى مناطق انتشار وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تم استقدامها من المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق الذي يتعرض بدوره لقصف تركي وإيراني يستهدف معاقل تنظيمات كردية معارضة تركية وإيرانية.

وتشمل التعزيزات العسكرية التي دفع بها التحالف 30 شاحنة يعتقد أنها محملة بمواد لوجستية إضافة إلى صهاريج وشوهدت وهي تتجه إلى قواعد عسكرية تابعة للتحالف في الجنوب السوري بعد أن عبرت مدينة الحسكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى