صراع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني واستهدافاته
بقلم: توفيق المديني
منذ أن تعرضتْ تركيا لعملية إرهابية يوم السبت 19نوفمبر 2022، في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية في إسطنبول، والذي أسفر عن مقتل 6 وجرح 81 شخص، واتهمت فيها السلطات التركية “وحدات حماية الشعب ” الكردية التي تعتبرها تركيا جناحًا سوريًا لحزب “العمال الكردستاني”(PKK )المصنف على قائمة الإرهاب، شَنَّتْ القوات التركية الجوية عدَّةَ غاراتٍ على مناطق في سورية في الأيام الأخيرة، ما يؤكد، أنَّ الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمان لا تزال صراعًا قابلاً للتصعيد على ثلاث جبهات على الأقل.
وتبيِّنُ لنا الغارات الجوية المستمرة من قبل تركيا على مواقع “قوات سورية الديمقراطية”(قسد) ذراع حزب العمال الكردستاني في سورية، والغارات الجوية العدوانية الإسرائيلية على مواقع الجيش العربي السوري ،والغارات الروسية على مواقع التنظيمات الإرهابية في الشمال الغربي السوري، أنَّ المصالح الإقليمية لا تزال على المحك، حيث تستهدف كل دولة من الدول الثلاث خصومها لمنعهم من تعزيز نفوذهم في سورية.فالصراع في سورية ليس صراعًا معزولاً ولا حربًا أهلية يكون أصحاب المصلحة فيها سوريين فقط، بل هو صراع دولي وإقليمي على سورية.
الغارات التركية على مواقع “قسد” شمالي سورية
قصفت القوات الجوية( أكثر من 80 آلية جوية من مقاتلات حربية وطائرة مسيرة)، وكذلك قوات المدفعية التركية منذ الأحد ولغاية يوم الإربعاء23نوفمبر 2022 نحو 500 هدف للمقاتلين الأكراد في شمال العراق وسورية. وشُنَتْ هذه الهجمات على مواقع تابعة لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في شمال وشمال شرق سورية،شَمِلَتْ : تل رفعت، وتل تمر وعين عيسى والدرباسية، ومريمين، وقامشلي وعين العرب، وبليون ومطار منغ في شمال سورية، وسنجار وقنديل ومناطق أخرى في شمال العراق جرى تحديدها مسبقا من المخابرات التركية.
كما استهدف القصف التركي مواقع قريبة من قواعد عسكرية روسية في ريف حلب، وأنَّ المناطق المستهدفة بريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي تقع تحت سيطرة ما يعرف باسم “كتائب تحرير عفرين”.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية “تم ضرب 471 هدفا وتحييد 254 إرهابيًا حتى الآن” في إطار العملية العسكرية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسورية، حملت اسم “المخلب-السيف”، ضربت خلالها لأول مرَّة مواقع في منطقة “عين العرب”(كوباني).
وجاءت الهجمات الجوية التركية ، بعد تفجير تقسيم في إسطنبول ،إِذْ كشفت التحقيقات أنَّ المنفذين تلقوا تعليمات من “حزب الاتحاد الديمقراطي” الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني(PKK).
وكشفت الصحف التركية، أنَّ العناصر الجوية الروسية والسورية بقيت غير نشطة خلال العملية التركية، ووفقًا للمعلومات المتداولة في الصحافة التركية ،فإنَّ الاجتماع الذي عقد بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، ونظيره السوري علي مملوك لعب دورًا رئيسيًا في العملية.
ويأتي القصف بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الإربعاء الماضي ، أنَّ العمليات الجوية التركية ضد الأكراد بشمال سورية ليست سوى البداية، وإنَّ تركيا ستطلق عملية برِّيةٍ هناك في الوقت الملائم وذلك بعد تصاعد الضربات الانتقامية.
وقال أردوغان إنَّ تركيا عازمةٌ أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية عن طريق “ممر أمني” مع ضمان وحدة أراضي كل من سورية والعراق، حيث تنفذ أيضًا عمليات تستهدف المسلحين الأكراد، وفقا لرويترز. لكنَّ هدف تركيا الحقيقي هو احتلال الشريط الحدودي بأكمله بعمق 30 كيلومتراً بحجة إنشاء منطقة أمنة تكون ورقة للحفاظ على نفوذها في سورية، وعبر توطين فيها السوريون الذين لجأوا إليها طيلة سنوات الحرب، والبالغ عددهم حوالي 3.6مليون .
وتابع أردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان: “مستمرون في العملية الجوية وسنضرب الإرهابيين بقوة من البر في أنسب وقت لنا”.
في غضون ذلك،الولايات المتحدة وروسيا اضطرتا لفتح المجال الجوي الخاضع لسيطرتهما أمام المقاتلات التركية التي قصفت أهدافا بالعمق، في رسالة تركية بأنها لن تسمح بـ”دولة منظمة العمال الكردستاني” بجوارها.
ونفى الرئيس التركي إجراء أي محادثات مع الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين بخصوص العملية العسكرية، مستدركًا بالقول: “لكنَّ السيدين بايدن وبوتين يعلمان أنَّه يمكننا بأي لحظة تنفيذ مثل هذه الأمور في المنطقة”.
وأردف:”جهاز الأمن التركي يقرِّرُ ويتخذُ خطواته، ولا ننتظر الإذن من أحدٍ وعلى الولايات المتحدة أن تعرفنا جيِّداً بعد الآن .وأعرب عن انزعاج أنقرة من إرسال واشنطن آلاف العربات والأسلحة والذخائر للوحدات الكردية في سورية، رغم أنَّ تركيا نبَّهتْ جميع الرؤساء الأمريكيين بأنَّ تركيا مع الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأضاف أردوغان:”قلت لهم نحن معكم في الناتو وحليفان مهمان، وبما أنَّ مثل هذا التهديد يأتي إلينا من الجنوب، فإنكم تضعوننا في مأزق بتقديم هذا الدعم للتنظيمات الإرهابية هناك، فنحن لا يمكننا التعايش مع هذه المشاكل وعند الضرورة سنضطر للرد بالشكل اللازم”.
الموقف الأمريكي
وقال الكولونيل جو بوشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، الثلاثاء الماضي : “نعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية”، مضيفًا أنَّ “هذه التصرفات تُهَدِّدُ أهدافنا المشتركة وبينها قتالنا المستمر ضد تنظيم داعش”.
وبحث رئيسا هيئتي الأركان العامة التركية والأمريكية في “التطورات الحالية”، وفق الجيش التركي الذي لم يضف أي تفاصيل، بحسب فرانس برس.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” الأربعاء 23نوفمبر 2022:إنَّ الضربات الجوية التركية في الآونة الأخيرة في شمال سورية هدَّدتْ سلامة العسكريين الأمريكيين، وإنَّ الوضعَ المتصاعدَ يُعَرِّضُ للخطر سنوات من التقدم ضد مقاتلي تنظيم “داعش”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر في بيان إنَّ “الضربات الجوية الأخيرة في سورية هدَّدَتْ بشكلٍ مباشرٍ سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سورية مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم “داعش” والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم المتشدد”.
والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي ل”قوات سورية الديمقراطية”(قسد)، وعمودها الفقري “وحدات حماية الشعب الكردية “التي تصنفها أنقرة منظمة “إرهابية” وتعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردَا ضدها منذ عام 1984.
الموقف الروسي
وتطرق أردوغان إلى اتفاق سوتشي مع روسيا عام 2019، قائلًا: “كانت لديهم مسؤولية تطهير المنطقة من الإرهابيين، ورغم تذكيرنا لهم مرارًا وتكرارًا إلا أنَّهم لم يقوموا بذلك ولا يقومون به، ونحن بدورنا قلنا إنَّنا لن نظل صامتين حيال ذلك، وسنتخذ خطوات ضد الإرهابيين هناك إذا لم يتمكنوا من فعل ذلك بأنفسهم بأي شكل من الأشكال”.
من جانبه اعتبر المسؤول الروسي لافرينتييف أنَّ “تركيا ترى أنَّ كل الأكراد في شمال شرق سورية إرهابيون”، وأنَّ “روسيا لا تتفق معها بذلك أبدًا”، مشيرًا من جانب آخر: “من الضروري إقامة حوار بين الأكراد ودمشق، حيث جرت مفاوضات بين الطرفين، وتم وضع خطة، وتأمل روسيا في التواصل ما بينهما”.
وزير الخارجية الإيراني بدوره علّق على التصعيد الحاصل على طول الحدود الشمالية لسورية، وقال: ” نوصي تركيا بإسناد تأمين حدودها مع سورية للقوات السورية ونتفهم مخاوفها الأمنية”.
وأضاف الأربعاء حسب ما نشرت وسائل إعلام إيرانية: “الوجود العسكري في سورية من أي طرف غير بنّاء، ويزيد الأوضاع تعقيدا”.
تلاقي المصالح بين تركيا وسورية حول “قسد”
في ضوء الصراع العسكري الدائر في الشمال و الشمال الشرقي السوري خلال هذا الأسبوع،من الواضح أنَّ الأهداف التركية تلتقي سياسيًا وموضوعيًا مع الأهداف السورية، حول قضية جوهرية ألا وهي عدم قيام كيان انفصالي كردي على في المنطقة الفاصلة بين البلدين.فمشروع “قسد” يشكل تهديدًا لأمن تركيا القومي على حدودها الجنوبية، فيما تعتبر سورية مليشيات “قسد” حليفة أمريكا منذ عام 2015، بالخيانة و العمالة،لأنَّها تريد إنشاء كيان انفصالي كردي على الأراضي السورية، التي تحتوي على أهم الثروات :النفط و الغاز، والقمح والماء ، والقطن، والفوسفات.
هذا التلاقي الإقليمي بين تركيا وسورية،يراه الكثير من الخبراء و المحللين، بأنَّه من الممكن أن يُقَرِّبَ المصالح،ويُخفِّفَ من العداوات التي كانت قائمةً طيلة سنوات الحرب الطويلة. وكانت تركيا قدمت، عقب عام 2011، دعمًا قويًا سياسيًا وعسكريًا للجماعات الإرهابية و التكفيرية من أجل إسقاط النظام في دمشق ، وبقيت على هذا المسار، إلى أن تدخلتْ روسيا عسكريًا في عام 2015.
وفي أثناء انطلاق مسار “أستانة” في عام 2017، لم يَعُدْ أردوغان يطالب برحيل الرئيس بشار الأسد،لا سيما مع تغيّر المواقف الدولية التي اختلفت أيضَا في أولى سنوات ما بعد ما كان يسمى ب”الربيع العربي “عن تلك التي تبعتها بعد ذلك، بشكل تدريجي.
في غضون ذلك يستمر التواصل الاستخباراتي في الساحة الثالثة (ما خلف الكواليس)، وبرزتطورٌ لافتٌ مؤخرًا بخصوصه، بعدما كشفت وكالة رويترز عن لقاء جمع رئيس جهاز المخابرات التركي، حقان فيدان مع نظيره السوري، علي مملوك في العاصمة دمشق.
يقول باكير أتاجان مدير “معهد إسطنبول للفكر” إنَّ “العلاقات الاستخباراتية مستمرةٌ بين الطرفين، وأنَّ هناك تفاهمات بخصوص هذا المسار”، معتبرًا أنَّ “التفاهمات حصلت على مستوى الكبار مملوك وفيدان”، وفق تعبيره.
وتلعب روسيا حليفة سورية دورًا بارزًا في إحداث تقارب فعلي بين أنقرة ودمشق، وهو ما أبداه مبعوث بوتين الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، يوم الأربعاءالماضي ، حين قال : “سنكون شهودًا على تقارب سوري تركي قريب”، مضيفًا: “موسكو تتلقى إشارات من أنقرة ودمشق حول الاستعداد لاتخاذ خطوات تجاه بعضهما البعض”.لكنَّ في المقابل أعرب المسؤول الروسي بأن “تستمع تركيا لدعوة موسكو بعدم القيام بعمل عسكري بري شمال سوريا”، معتبرًا أنَّ “إجراء مثل هذه العمليات العسكرية لا تأتي بنتائج وإنما تشجع الإرهاب”.
خلال أسبوع واحد وجه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان رسالتين سياسيتين تتعلقان بطبيعة علاقة بلاده بالدولة السورية ، وبينما أعلن لمرَّتين أنَّه “لا خلاف أبدي في السياسة” وأنَّه يمكن أن يلتقي الرئيس بشار الأسد، دعمه حليفه دولت باهشتلي بالقول: “يجب فتح لقاء مع رئيس الجمهورية العربية السورية، وتشكيل إرادة مشتركة ضد المنظمات الإرهابية”.
ورغم صدور أكثر من موقف للدول الفاعلة في الأزمة السورية ،فإنَّ الدولة السورية لم تتطرقْ إلى العملية الجوية التركية ببيان رسمي حتى الآن. واكتفت منذ يوم الأحد بالإعلان عن قتلى من قواتها، إثر ضربة.وتنتشر قوات الجيش العربي السوري في معظم المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمال وشرق سورية، وجاء ذلك بموجب تفاهمات أعلن عنها بشكل تدريجي، بعد عملية “نبع السلام” التركية، في أواخر 2019.ورغم التفاهمات التي حصلت، حينها، وأتاحت بنودها انتشار لقوات الجيش السوري من دون قتال في مناطق خارجة عن سيطرته، فإِنَّ رؤية القيادة السورية لم تتغير حيال “قسد.
هل سيحصل اللقاء بين الأسد وأردوغان ؟
السؤال الذي يطرحه المحللون و الخبراء ،هل سيحصل اللقاء بين أردوغان والأسد الذي يكثر الحديث عنه، خلال الأشهر المقبلة، أي قبل الانتخابات الرئاسية التركية في شهر يونيو2023، لا سيما أنَّ الرئيس بوتين يريد التقريب بينهما في اجتماع سينظمه، وأنَّ “موضوع اللقاء هو جزمن الاستراتيجية الكبرى، أهم جزء فيها هو الاستخبارات ودبلوماسية الباب الخلفي”؟
وفي حديثه إلى مراسلين في قمة أوروبية في براغ قال الرئيس أردوغان إنَّه على الرغم من عدم ترتيب لقاء مع الأسد حاليًا، إلا أنَّه عندما يحين الوقت لذلك “يمكننا خوض مسار لقاء الرئيس السوري “.ونقلت الوكالة عن سياسي لبناني متحالف مع سورية يلتقي بانتظام مسؤولين سوريين إنَّ ايران، الحليف الوثيق لموسكو، نقلت مؤخرًا رسالة من أردوغان إلى الأسد، دعا فيها أردوغان إلى عودة الجيش السوري إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، والعمل على منعهم من استخدام الغاز والنفط السوريين، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى سورية.
ويتعرض أردوغان لضغوطٍ شديدةٍ في الداخل لإعادة اللاجئين السوريين. إذ تتصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا وسط أزمةٍ اقتصاديةٍ، وانتخاباتٍ رئاسيةٍ وبرلمانيةٍ مقرَّرَةٍ في تركيا العام المقبل.وبالنسبة لروسيا، فإنَّ أي اتفاق بين دمشق وأنقرة من شأنه أنْ يساعدَ في تعزيز حليفها الرئيس بشار الأسد وأن يُعَزِّزَ أيضًا نفوذ موسكو بشكل أكبر لدى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تتوثق علاقتها بموسكو يوما بعد يوم.
وفي الرسالة التي حملها وسطاء إيرانيون عَبَّرَ إردوغان أيضا عن استعداده لإيفاد مسؤولين أتراك إلى دمشق، لكنَّ الرئيس الأسد رفض، قائلاً إنَّهُ يمكنهم الاجتماع في دولة ثالثة، بحسب السياسي اللبناني الذي تحدث بشرط تكتم هويته لأنَّه ليس مخولاً التحدث علنًا بشأن قضايا سورية حساسة.
ونفى مسؤول حكومي تركي بارز وجود أي وساطة إيرانية، قائلاً للوكالة إنَّ طهران “تعارض” وجود تركيا في سورية.وأضاف أنَّ روسيا هي التي دفعت تركيا نحو المصالحة لكنَّ “لم يحدث تقدمٌ على الإطلاق”، مشترطًا بدوره تكتم هويته لأنَّه غير مخول مناقشة دبلوماسية الكواليس الخلفية.
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
تشكل سورية البوابة الاستراتيجية لتركيا إلى دول الخليج، فقد أدركت تركيا بأنَّ هناك هدفًا مشتركًا مع سورية بالقضاء على “قسد”، ومنع قيام كانتون انفصالي، بغض النظر عن اعتبار سورية كل ما تقوم به تركيا اعتداء.وتحاول تركيا عن طريق روسيا أنْ تكسبَ سورية ،وأن تقول لها بأنَّني أمنع هذا الكانتون مقابل أنْ تساعدوني في ذلك، مقابل عودة العلاقات، وتعديل اتفاقية أضنة وتفكيك المجموعات الإرهابية. وفي الواقع يوجد هدف مشترك هو منع كيان كردي وإخراج أمريكا من المنطقة ، حليفة “قوات سورية الديمقراطية”(قسد).
لكنَّ أمريكا تتذرع بمواصلة حربها ضد “داعش” في شمال وشرق سورية، لبقاء احتلالها لحوالي 25% من أراضي الجمهورية العربية السورية ، من خلال بقاء حوالي 5000جندي من قوات التحالف الدولي،2000منهم جنود أمريكيين،والاعتماد على الميليشيات الكردية الانفصالية التي تَعُدُّ أكثر من 30000 شخص، ضمن قواعد تستهدف بالتحديد وفق واشنطن “منع التنظيم الإرهابي من الظهور مجدَّدًا”، غير أنَّ الهدف الأمريكي من كل ذلك، هو الإستمرار في سرقة ونهب النفط والغاز والقمح السوري، وتجويع الشعب السوري.
هناك قضايا عالقة تحول دون التوصل إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا وسورية، وهي تحتاج إلى رؤية عقلانية في التعاطي مع التسوية السياسة بوصفها فن الممكن،ومراعاة المصالح.
أولاً :التنظيمات الإرهابية والتكفيرية المدعومة من تركيا، وخاصة الموقف من عودة محافظة إدلب كاملة إلى سيادة الدولة السورية.
وثانيًا: “ملف اللاجئين” والمنطقة الآمنة، الخاصة بهم.
وثالثًا: الموقف من الأزمة السورية.فقد علنت أنقرة مرارا أنَّها تدعم “العملية السياسية الخاصة بسورية”، وأنَّها تؤيد أيضًا لمخرجات مسار أستانة، فيما أصدرت الخارجية التركية في أغسطس الماضي ،بيانًا حدَّدتْ فيه سياسة أنقرة في سورية.
وجاء في البيان: “تواصل تركيا، التي توفر الحماية المؤقتة لملايين السوريين، الإسهام الفعال في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين وإيجاد حل للنزاع، وفقا لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
ورابعًا:إعادة تفعيل اتفاقية أضنة الموقعة في عام 1998 على أسسٍ جديدةٍ.