عملية القدس تهز “بيت العنكبوت” وتشكّل قفزة نوعية تربك حكومتي لابيد الراحلة ونتنياهو المقبلة، وأجهزة العدو الامنية

موقع i24news العبري
باشر رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته يائير لابيد، اليوم الساعة الـ12:00، نقاشا خاصا في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، وذلك في أعقاب العملية الدامية التي وقعت صباح اليوم الاربعاء في القدس. والتي أسفرت عن مقتل فتى إسرائيلي (15 عاما) و18 آخرين، وأيضا في أعقاب اختطاف جثمان مواطن إسرائيلي في جنين من جانب مسلحين.
وقد شارك في النقاش وزير الأمن بيني غانتس ومسؤولين أمنيين آخرين. قد أطلع لبيد في ختام المداولات رئيس حزب الليكود والمكلف بتشكيل الحكومة، بنيامين نتنياهو، على نتائج هذه المداولات.
وشارك في المداولات التي عقدها لبيد كل من وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، ورئيس مجلس الأمن القومي، إيال حولاتا، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ورئيس الشاباك، رونين بار، ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، ومسؤولين آخرين.
في مكتب لابيد يفهمون جيدا الوضع السياسي- الأمني المعقد، حيث تمر فيه إسرائيل بمرحلة ما قبل إقامة حكومة جديدة. وتقف الحكومة الحالية أمام حادث يحتاج تقييم أو دراسة جديدة، أو رد إسرائيلي شديدة، سيكون من الصعب عليها اتخاذ خطوات من هذا القبيل بالوضع الحالي.
وافادت القناة الإسرائيلية “13” أن لا بيد متردد إن كانت ستكون حاجة لعقد جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، لأنه لا يمكن اتخاذ قرارات هامة في كابينيت لا يمتلك شرعية من الجمهور.
بعد العملية قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المرتقب بنيامين نتنياهو عبر حسابه في تويتر إنه “يصلي لسلامة الجرحى في العملية المزدوجة صباح اليوم في القدس، ويشد على ايدى القوات الأمنية التي تعمل في الميدان”.
وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف وصل الى موقع العملية وتلقى إحاطة من قائد الشرطة وقال :”كان صباحا قاسيا جدا، عمليتنان ؟؟ هناك احتمال كبير بأن يكون علاقة بينها. آمل أن نلقي القبض على المنفذ أو المنفذين أو المنظمة، على افتراض انه سيتبين بالحقيقة وجود علاقة بين الأحداث. من الواضح وجود أمر معقد، هذا ليس الهاما أو شخص قرر صباحا القيام بعملية، انا أعتقد أنه مع الوقت سنلقي القبض على المنفذين أحياءً أو أمواتاً”.
رئيس حزب “عوتسماة” يهوديت، ايتمار بن غفير والذي من المتوقع أن يشغل منصب وزير الأمن الداخلي وصل الى مكان العملية عند مدخل مدينة القدس وقال :”اقول بأبسط طريقة، يجب قطع السلسلة، يجب جبابة ثمن الإرهاب. هذا يقول إنه يجب العودة الى الاغتيالات المركزة، هذا يقول إنه يجب وقف ’الحفلات’ في السجون، والتي يسخر الارهابيون منا فيها. هذا يقول إنه هذا الصباح يجب أن يكون كل شيئ مغلق في السجون الأمنية كل شئ مغلق، لا خروج ولا دخول”.
رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريش عقب “صباح صعب، يعيدنا الى الوراء الى مساهد يتذكرها العقل لكن القلب يريد أن ينساها. في هذه الساعة اود فقط ان ابعث تمنياتي بالشفاء للجرحى وعناقا للقوات الأمنية التي تعمل في الميدان”.
“هآرتس”: عملية القدس قفزة نوعية في العمل العسكري
وقد وصفت صحيفة “هآرتس” العبرية عملية القدس بأنها “تدق ناقوس الخطر” أمام الأمن الإسرائيلي وتستوجب تعاملاً مغايراً مع الأحداث خلافاً للسابق، وذلك بالنظر إلى أن تنفيذها يقف خلفه خلية منظمة.
وقال المحلل العسكري في الصحيفة “عاموس هرئيل” أن العملية تعد بمثابة قفزة نوعية في العمل العسكري وتتويجاً لسلسلة العمليات التي وقعت مؤخراً، والتي اتسمت بأنها عمليات فردية غير منظمة.
ولفت إلى أنه من الصعب تنفيذ عملية متقنة بهذا الشكل في القدس دون وجود خلية وبنية تحتية عسكرية داعمة.
وقال: “وضع عبوتين في محطتين للحافلات عمل يحتاج لتخطيط مسبق وجمع للمعلومات، بالإضافة إلى القدرة على تركيب العبوات ووضعها بنجاح وتفجيرها عن بعد خلال وقت قصير”.
وحذر قائلاً: “عملية القدس تقف خلفها خلية إرهابية منظمة، هذه عملية تحتاج جهود استخبارية وتدريب عالٍ وهي عملية يصعب معها الحديث عن وقوف فرد خلفها؛ بل بنية تحتية منظمة تحتاج لأسلوب تعامل مختلف وتغييراً في أساليب جمع المعلومات“.
يُذكر أن إسرائيلياً واحدًا قتل وأصيب 20 في انفجار عبوتين ناسفتين وسط القدس صباح اليوم قرب مواقف للحافلات، فيما وُصفت العملية أنها الأشد منذ سنوات.
كوخافي يقطع زيارته إلى أمريكا ويعود إلى إسرائيل
وقد قرر رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، اليوم الأربعاء، العودة إلى “إسرائيل”، عقب عملية التفجير المزدوجة بمدينة القدس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “في ختام تقييم هاتفي للأوضاع أجراه رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي وبعد اطلاعه على مستجدات الأحداث الأخيرة قرر اختصار زيارته الى الولايات المتحدة والعودة الى إسرائيل”.
وأشار إلى أنّ كوخافي سيصل إسرائيل ظهر يوم غد الخميس.
وقال أن القرار اتخذ بعد تقييم أمني أجري هاتفيًا بعد تطورات الأوضاع في أعقاب عملية القدس المزدوجة والأحداث في جنين.