القوات البرية الإسرائيلية ما بين التقاعد واستيراتيجيات البقاء

يُشَكِك الإعلام الاسرائيلي في قدرات القوات البرية على الحسم في أى حرب مقبلة ، وفي ذات الوقت تصدر التصريحات من قبل القيادة العسكرية نافيةً ما اورده الإعلام الاسرائيلي ، ثم تمر اسابيع قليلة ليعاود الإعلام مرة أخرى يؤكد على ما سبق ذكره ، متيقناً من ضعف القوات البرية وفشلها في أى مواجهة محتملة.. بإختصار التناقض سيد الموقف، وأن كان منطقياً استخدام التناقض من أجل التمويه والتشكيك وخلق نوع من البلبلة لدى الطرف الثاني ( المقاومة الفلسطينية واللبنانية ).
منذ ساعات قليلة مضت أعربت الصحفية ليلاخ شوفال المحللة للشئون العسكرية في صحيفة اسرائيل اليوم عن مدى عدم جاهزية القوات البرية للدخول في معارك برية ، فيما اشارت ليلاخ شوفال الى عدة اسباب أدت الى ضعف القوات البرية ، إضافة الى العديد من مظاهر الضعف المعلنة التى تشوب القوات البرية ، ومنها التردي في دوافع الشبيبة للخدمة في القتال وهروب رجال الخدمة الدائمة من الجيش ، وقد كتبت ليلاخ شوفال في ذات الموضوع في شهر يوليو الماضى حيث أشارت مرة أخرى الى التدهور والضعف الذى أصاب القوات البرية ، وفي ذات الشهر وفي نفس الصحيفة ( اسرائيل هيوم ) نشر اللواء احتياط يتسحاق بريك مقالة بعنوان القوات البرية في الجيش الاسرائيلي ليست جاهزة للقتال ، وكأن ما ورد على لسان يتسحاق بريك وليلاخ شوفال لنفي ما ذكره قائد ذراع البرية في الجيش الاسرائيلي يوئيل ستريك في اكتوبر ٢٠٢١، حيث صرح الأخير بأن الجيش قادر على الاجتياح وأن ما يتم تداوله عبر الإعلام الاسرائيلي والفلسطيني من أخبار تنم عن خوف الجيش وضعفه، ما هى الإ اشاعات مغرضه حسب وجهه نظره، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة هأرتس .
وفى عالم التناقضات الإسرائيلى الخبر ومضاده ، فهل حقاً ان القوات البرية الإسرائيلية تعانى من الضعف والترهل ؟؟؟
وهل باتت القوات البرية للعدو خارج الخدمة ؟؟ أم أُحيلت للتقاعد المبكر ؟؟؟
بعد قراءة مستفيضة لواقع الكيان ولما ينشره صحفيو الكيان وجدت أن الاجابة كالتالى :-
١- عدم خوض معارك برية، لتفادى عمليات أسر جديدة من قبل المقاومة الفلسطينية او اللبنانية لجنود الاحتلال .
٢- اعتبار قيادات الكيان بأن الحروب الكبيرة أصبحت من الماضى لا حاجة لها الان في ظل اتفاقيات السلام مع الدول العربية المجاورة مضافاً اليها اتفاقيات التطبيع مع دول المغرب العربي والخليج .
٣- تعدد مظاهر تفكك وضعف القوات البرية من خلال ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود وسرقة الأسلحة من القواعد العسكرية وبيعها ، أضافة لذلك انتشار الأمراض النفسية بين الجنود خاصة بين هولاء الذين شاركو فى حروب سابقة .
٤_ الإعتماد على الضربات الجوية وتبني قاعدة الضربة الإستباقية ، اسرائيل تعمل على تطوير قدراتها العسكرية الجوية حيث استقبلت اليوم ٣ طائرات من نوع شبح او ما يسمى f 35 من الولايات المتحدة الامريكية .
٥_ اتخاذ القيادة الاسرائيلية قراراً بعدم استخدام سلاح البر في عملية حارس الاسوار ضد قطاع غزة فى عام ٢٠٢١.
٦- ما ورد في تقرير برلماني اسرائيلى من تقديم الدعم الكامل لسلاح الجو من قبل نتنياهو في حين يهمل الأخير السلاح البري لإعتقاده بأن القوات البرية غير كافية لحسم المعارك في أى حرب قادمة .
٧- إنعدام الثقة بين ضباط الجيش في سلاح البرية ورئيس هيئة الاركان .
٨- تقليص الدعم المالى للقوات البرية .
٩_ خشية الضباط فى سلاح البر من عدم الجهوزية لأى حرب قادمة ( حسب تصريحات الضباط لصحيفة اسرائيل اليوم ) .
بمعنى تردي الحالة المعنوية للقوات اضافة لذلك أنها تعانى من التخبط والترهل في آن واحد .
١٠_ التحقيقات الصحفية التى يجريها الإعلاميين الاسرائيليين مع الضباط والجنود أصدق وأقوى من أى تصريح يصدره رئيس الأركان .
١١_ زيادة الوعى لدى الجنود فهم يسألون انفسهم مرارا وتكراراً عن ماذا هم يدافعون ؟؟ فهذه الأرض ليست لهم ولا هذا الوطن وطنهم ولا تلك الحدود حدودهم ، أذن لما التضحية ؟؟؟ .
وبالفعل باتت القوات البرية الاسرائيلية أشبه بعجوز احيلت للتقاعد ، فلا لديها القدرة على العطاء ولا عاد بحوزتها أياً من استيراتيجيات البقاء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى