أنقرة تطلق إشارات جديدة للمصالحة مع دمشق، و”رئيس الحزب الوطني” الحليف لاردوغان يستعد للقاء الرئيس الاسد

أنقرة – جريدة أحوال التركية

أطلقت تركيا إشارات جديدة على اتجاهها لمصالحة محتملة مع دمشق بعد أكثر من عشر سنوات عمل فيها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الإطاحة بالنظام السوري من خلال دعم سخي للفصائل المعارضة المسلحة وتدخل عسكري في شمال سوريا أفضى لاحتلال أجزاء منه تحت ذريعة حماية الأمن القومي وملاحقة التنظيمات “الإرهابية” الكردية والإسلامية.
وفي أحدث الإشارات عرض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمة حول موازنة وزارة الخارجية في البرلمان التركي، إلى احتمالات تحقيق انفتاح في العلاقات على سوريا المجاورة بعد القطيعة والتوترات ضمن سياق المصالحات التي انخرطت فيها تركيا منذ العام الماضي مع خصوم اقليميين بينهم الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل.
وقال الوزير التركي “سنبحث رفع العلاقات الحالية بين الأجهزة الاستخباراتية إلى المستوى الدبلوماسي إذا ما تحقق المناخ المناسب لهذا”، مضيفا أن بلاده تحافظ على موقفها من الأزمة السورية ضمن أربعة أهداف معلنة هي : الحفاظ على وحدة سوريا وتحقيق استقرار دائم وفق حل سياسي وتطهير الحدود التركية من التنظيمات الإرهابية وعودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأوضح في هذا السياق أنه عاد حتى الآن 530 ألف سوري إلى سوريا بفضل جهود تركيا لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، فيما تسعى أنقرة للتخلص من أعباء اللاجئين السوريين شأنها في ذلك شأن دول الجوار السوري التي ترغب في إعادة اللاجئين السوريين على أراضيها إلى بلادهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد في أغسطس الماضي صحة تقارير ومعلومات عن تحركات تركية لتطبيع العلاقات مع دمشق، مشيرا إلى أن بلاده لا تسعى للإطاحة ببشار الأسد في تصريح يشكل انعطافة بعد سنوات من العداء أعلنت فيها أنقرة استحالة استمرار الأسد في منصبه واتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبه.
وقال أردوغان حينها “لا يشغلنا هزيمة الأسد من عدمه.. كل الخطوات التي اتخذناها مع الروس في شمال سوريا وشرق وغرب الفرات هدفها القتال ضد الإرهاب لا الحكومة السورية”.
وفي علامة تفسر بشكل أوضح توجهات تركيا نحو التطبيع مع سوريا قال دوغو برينتشاك رئيس الحزب الوطني الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إنه يعتزم زيارة الرئيس السوري بشار الأسد قبل نهاية العام الحالي.
وتابع خلال اجتماع لحزبه بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية “سنذهب إلى سوريا مع صديقنا رجل الأعمال التركي أدهم سانجاق في الشهرين المقبلين، بدعوة من السيد بشار الأسد”.
وأضاف “السوريين هم إخوان الأتراك… تم وضع عوائق وجدران بين البلدين، لكن سيتم إزالة كل هذا”، مشددا على أهمية استعادة نسق التجارة بين البلدين.
وقال “دع الشاحنات تأتي. دع قوافل التجارة تأتي وتذهب. دع البضائع المنتجة هنا تصدر. سنحيي التجارة مع جيراننا. سنجري محادثات معهم”، موضحا أن الهدف من زيارته المرتقبة لدمشق هو إنهاء الإرهاب وإحلال السلام والطمأنينة لتركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى