موسكو تنفي عقد محادثات سرية بين مستشار الأمن القومي الأميركي وكبار المسؤولين الروس لتطويق مخاطر الحرب في أوكرانيا

نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين الأنباء والمعلومات المنشورة في الصحف الغربية بشأن وجود مفاوضات بين موسكو وواشنطن.
وقال بيسكوف بهذا الصدد إن “الأنباء والمعلومات الواردة في وسائل الإعلام الغربية بشأن وجود مفاوضات بين مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، هي كاذبة.
وأضاف بيسكوف قائلا “ليس لدينا ما نقوله بشأن هذا المنشور، فالصحف الأنجلو ساكسونية تنشر الكثير من الكذب، لذلك هنا تحتاج إلى الاتصال إما بالصحيفة أو بالبيت الأبيض.”
وكانتصحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان أجرى محادثات لم يتم الكشف عنها مع كبار المسؤولين الروس على أمل الحد من مخاطر امتداد الحرب في أوكرانيا أو تصعيدها إلى صراع نووي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وحلفاء قولهم إن سوليفان، كبير مساعدي الرئيس جو بايدن لشؤون الأمن القومي، أجرى محادثات سرية في الأشهر الأخيرة مع نظيره نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي، ويوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي والتي لم يتم الكشف عنها.
وقد رفض البيت الأبيض التعليق على التقرير.
وجرت المحادثات التي وردت الأنباء بشأنها في الوقت الذي اتهم فيه الغرب موسكو بتكثيف الخطاب النووي، وكان آخرها اتهام كييف مرارا وتكرارا بالتخطيط لاستخدام “قنبلة قذرة” مشعة، دون تقديم أدلة.
جدير بالذكر ان باتروشين كام قد عمل مديرا لمصلحة الأمن الاتحادية، وهي المنظمة الخليفة الرئيسية للمخابرات السوفيتية، من 1999 حتى 2008 خلفا لفلاديمير بوتين، ومنذ 2008 تولي باتروشيف وظيفة سكرتير مجلس الأمن الروسي، وهي هيئة استشارية رئاسية الخاصة بقرارات الرئاسي المتعقلة بشؤون الأمن القومي.
أمريكا تطالب أوكرانيا سرا بأن تظهر لروسيا انفتاحها على المحادثات
وكانت صحيفة واشنطن بوست الامريكية قد ذكرت، امس الاول السبت، ا أن إدارة بايدن تشجع سرا قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام إلا بعد إزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص لم تسمهم على دراية بالمناقشات قولهم إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.
وقالت إن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، حيث تعهد المسؤولون الأمريكيون علنا بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات “لأطول فترة ممكنة” بينما يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جادا في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.