كل هذا الهجوم على “المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون”

ما ان تم الإعلان عن التحضيرات لانعقاد “المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون” حتى بدأت العديد من الجهات وخاصة الرسمية والفصائلية بالهجوم والتهجم على المؤتمر والقائمين عليه كما والمشاركين فيه.
وفي ذات اليوم الذي تم انعقاده – أمس السبت – أصدر المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة روحي فتوح بيانا هاجم فيه كل ما له علاقة بالمؤتمر، كما تم اعتقال الأستاذ عمر عساف أحد المنسقين الرئيسيين للإعداد ولأعمال المؤتمر لعدة ساعات.
بدون أدني شك، لم يأت هذا المؤتمر لِتَرَفٍ في عقول أو نفوس من قام عليه أو شارك فيه، بل لان الظرف الفلسطيني الموضوعي صار يحتم على كل الخيرين من أبناء هذا الشعب البحث عن حلول وآليات وأدوات للتعامل مع المتغيرات والتطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، من اجل الخروج من الوضع الكارثي، الذي اوصلنا اليه اتفاق أوسلو، كما وممارسات ومواقف “النظام الرسمي” الفلسطيني، ممثلا بقيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
لقد أدى اتفاق أوسلو الى وضع الوطن والقضية والشعب في يد مجموعة من القيادات التي رهنت كل مقدرات شعبنا لخدمة مصالحها الخاصة والشخصية، ولم يعد الشأن العام أو الوطني يشكل الشغل الشاغل لهذه القيادات.
لقد كان لي شرف المشاركة في هذا المؤتمر الذي شارك فيه المئات من أبناء شعبنا في الوطن بكل تقسيماته، كما في الشتات، حيث شارك فيه أبناء شعبنا على امتداد الوطن العربي وامريكا الشمالية وكذلك اللاتينية بالإضافة الى دول الاتحاد الأوروبي وسواها من دول العالم، هذا التنوع والشمولية التي ابرزت حالة من وحدة الشعور بالهم الفلسطيني الذي أصاب الجميع في شتى أماكن تواجدهم.
لقد كان من أبرز التوصيات التي خلص اليها المؤتمر، ليس كما تروج الأصوات المغرضة والراجفة، بان المؤتمر يريد إيجاد بديل ل منظمة التحرير، بل كانت النقطة الأساس في النقاش والتوصيات هي إعادة بناء المنظمة على أسس ديمقراطية من اجل إعادة الهيبة اليها وتفعيل دورها واجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة حيثما أمكن ذلك.
لقد مل أبناء شعبنا سياسة التعيينات والتوافق التي خربت كل المؤسسات والاتحادات والنقابات لا بل وكل الأشياء الجميلة في هذا البلد. لذلك كانت الدعوة بقوة الى ضرورة اجراء انتخابات حيثما أمكن لأنه لن يصلح حالنا الا بالابتعاد عن سياسة التدليس والتوافق المتبعة.
الوصول الى الحرية لا يمكن ان يكون من خلال أدوات فاسدة منغمسة بكل الموبقات ولا يمكن التحرر من الاحتلال طالما يحكمنا سلطة ينخرها الفساد تنهب وتهدر المال العام وتقوم بالتنسيق الأمني المشبوه الذي يعارضه كل الناس والفصائل والأحزاب.
كما لا يمكن الوصول الى الحرية دون اصلاح منظمة التحرير، التي تم اعتبارها ممثلة للشعب الفلسطيني عندما رفعت شعارات تتوافق وطموحات شعبنا، لكن وحيث انها تراجعت عن كل ذلك، كما وتنكرت لكل التضحيات التي قدمت على طريق الحرية والاستقلال، فانه بات لزاما على كل الشرفاء ان يرفعوا صوتهم عاليا، من اجل تعديل المسيرة والمسار والعودة الى الأصول، ولا يمكن ان يكون ذلك الا من خلال الخطوة الأولى المتمثلة بإعادة بناء المنظمة واجراء الانتخابات الحرة والنزيهة.
إذا كان هناك من لا زال يعتقد بأن شخوص من هم في المنظمة أصبحوا قدرنا الذي لا يمكن الفكاك منه، فعليهم إعادة النظر، حيث تثبت الوقائع على الأرض ان الغالبية من أبناء شعبنا ادارت الظهر لهؤلاء، وقد كان في الاحداث الأخيرة في نابلس وجنين والخليل وكل هذا الالتفاف الجماهيري خير دليل على ما هو الطريق الذي اختراه شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى