وكالة رويترز: عودة نتانياهو للسلطة تثير مخاوف دول عربية، وارتياح أخرى شاركته التوقيع على “الاتفاقات الابراهيمية”

كشف تحليل لوكالة رويترز أن عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل، ستؤدي إلى إثارة المخاوف من تفاقم التوتر مع جيرانها العرب، لكن دول الخليج التي أقامت علاقات مع إسرائيل خلال قيادته ستراه عامل توازن إقليمي في مواجهة إيران.

والتزم القادة العرب الصمت إلى حد بعيد، امس الأربعاء، بشأن فوز نتانياهو في الانتخابات الإسرائيلية. وتوقع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، أن يصمد اتفاق جديد لترسيم الحدود البحرية، بينما توقع خبراء فلسطينيون وأردنيون توترات جديدة.

وفي منطقة الخليج، حيث يهيمن قلق الدول العربية إزاء تنامي القوة الإقليمية لإيران على الاستراتيجية الأمنية للمنطقة، ساعد نهج نتانياهو المتشدد في إقامة علاقات بينه وبين زعماء دول عربية .

وفي عهد حكومة نتانياهو، أبرمت إسرائيل الاتفاقات الابراهيمية لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في عام 2020، وبعد بضعة أشهر مع المغرب والسودان.

وقال عبد الخالق عبد الله، المحلل السياسي الإماراتي البارز، إن إيران مصدر قلق رئيسي لدول الخليج، ومن بينها الإمارات، وإن إسرائيل، بغض النظر عن الحكومة التي تتولى السلطة فيها، تتخذ دائما موقفا قويا ضد إيران واتفاقها النووي مع القوى العالمية.

وأضاف “نتانياهو كان طرفا في الاتفاقات الإبراهيمية ووقعها، لذلك ليس هناك تغيير في مسار التطبيع”.

ومضى قائلا إن الخليجيين سيعتبرون عودة نتانياهو شأنا داخليا إسرائيليا لا علاقة لهم به، وسيكونون سعداء بالتعامل مع من يختاره الشعب الإسرائيلي زعيما له.

وأضاف عبد الله أن انتصار من وصفهم “بأسوأ السيئين في المشهد السياسي الإسرائيلي” سيؤثر في الأساس على الفلسطينيين وسيقضي على أي حديث عن حل الدولتين.

ولم تطبع السعودية العلاقات مع إسرائيل بعد، على الرغم من أنها اتخذت بعض الخطوات نحو التقارب.

وقال الأكاديمي السعودي، عبد العزيز الغشيان، إنه لا ينبغي توقع تحركات أخرى من جانب الرياض.

وأضاف الغشيان أنه لكي تطرأ أي تغييرات مهمة، يجب أن تكون هناك عملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا غير مرجح الآن في ظل الحكومة الجديدة.

اتفاق لبنان
فيما يتعلق بلبنان،فقد  هدد نتانياهو “بتحييد” اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة رغم أن لبنان لا يزال يعتبر نفسه في حالة حرب مع إسرائيل. وقالت بيروت إنها تلقت تأكيدات من واشنطن بأن الاتفاق لن يتم تدميره.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، لرويترز عبر الهاتف “نحن لا نخشى تغيير السلطات في إسرائيل، إن فاز نتنياهو أو غيره فلا أحد باستطاعته أن يقف في وجه هذا الموضوع”.

وأضاف أن الضمانات الأميركية ستكفل تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل على الرغم من معارضة نتانياهو الذي قال إنه ربما يفيد جماعة حزب الله المسلحة التي حاربت إسرائيل.

وقالت لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث، ومقره لندن، “لا يمكن لإسرائيل أن تتمادى في معارضة رغبات الولايات المتحدة لأنها بحاجة إلى الحماية الأميركية، وبالتالي فمن غير المرجح أن تمزق حكومة يقودها نتانياهو اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة (…) على الرغم من تصريحات نتانياهو القوية”.

الفلسطينيون والأردن
تجاوز الزعماء في قمة بالجزائر خلافاتهم حول العلاقات مع إسرائيل وجددوا تأييدهم لقيام دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي عارضه نتانياهو بشدة، لكنهم لم يتطرقوا إلى الانتخابات.

وتعهد نتانياهو، الذي أغضبت سياساته الكثيرين في العالم العربي منذ وصوله إلى السلطة للمرة الأولى قبل نحو 26 عاما، بأن حكومة برئاسته ستتصرف بمسؤولية وتتجنب “المغامرات غير الضرورية” و”توسع دائرة السلام”.

لكن في الأردن، الذي يسكنه ملايين اللاجئين الفلسطينيين وأسرهم، قوبل فوزه المتوقع بالقلق.

وكانت قد تدهورت العلاقات بين البلدين في زمن آخر حكومة رأسها نتانياهو لدرجة أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أنهى العمل بجزء من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المبرمة عام 1994 كان يسمح لإسرائيل باستخدام منطقتين من الأراضي الأردنية على الحدود.

 

وقد طالبت المعارضة الإسلامية الأردنية الدول العربية بتبني موقف قوي.

وقال مراد العضايلة، الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الأردنية، إن اليمين الإسرائيلي يتحدث اليوم عن طرد الفلسطينيين، ويقول إنه لن يكون هناك وجود لدولة فلسطينية.

وأضاف أن المطلوب من الدول العربية أن تعتمد على شعوبها وتدعم مقاومة الفلسطينيين.

وقال أتش.إيه هيلير، الباحث بمركز “كارنيغي للسلام الدولي”، إن من المرجح أن تجد مصر، التي كانت أول دولة عربية تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل والتي تتوسط في إنهاء الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية، سبيلا للعمل مع نتانياهو مرة أخرى.

وأضاف أن نتانياهو كان يرفض حتى أي مظهر لعملية سلام والتي تؤيدها مصر رسميا “لكنهم تعاملوا معه وسيتعاملون معه من جديد”.

من جانبه قال رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، إن فوز نتانياهو “ما هو إلا تعزيز للتطرف والعنصرية تجاه الفلسطينيين”، مشددا على أن “نتائج التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، تظهر تنامي التطرف والعنصرية”.

وأضاف اشتية أن “نتائج الانتخابات أكدت أنه لا شريك في إسرائيل للسلام”، مشيرا إلى أن “صعود اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست، نتيجة طبيعية لتنامي التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى