بغياب سوريا.. الجزائر تستضيف اليوم أول قمة عربية منذ 3 أعوام، وتبذل كل الجهد لاعادة الروح للعمل العربي المشترك

يجتمع القادة العرب، اليوم الثلاثاء، في قمة “لم الشمل” التي تستضيفها الجزائر هي الأولى منذ ثلاث سنوات، وسط تحديات متزايدة تواجه المنطقة فاقمتها أزمة جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا.

 

ومن المقرر ان تتناول هذه القمة، التي ستستمر حتى يوم غد الأربعاء، بالدرجة الاساس  القضية الفلسطينية التي ما زالت تعتبر القضية المركزية الأولى بالنسبة للجزائر وعدد من الدول العربية الصامدة بثبات في وجه موجة التطبيع مع العدو الصهيوني.

فالجزائر مضيفة الاجتماع، من أشد المؤيدين للفلسطينيين. حيث رعتب اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر.

وكانت آخر قمة عربية قد انعقدت في 2019 في تونس، حيث تم تأكيد انعقاد القمة العربية 31 في الجزائر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته 158 بالقاهرة في أيلول/سبتمبر 2022.

وقد تلقى قادة ورؤساء الدول العربية دعوة رسمية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور أعمال القمة العربية، حيث تسعى الجزائر لـ “لمّ شمل” الأمة العربية.

وكانت أول دعوة للمشاركة في القمة قد وجهت للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لان القضية الفلسطينية ستكون نقطة مركزية ضمن جدول أعمال موعد الجزائر.

الجزائر استضافت الشهر الحالي توقيع اتفاق مصالحة فلسطينية في مسعى لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ سنوات.

وتسعى الجزائر لعودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، بعد تعليق عضوية سوريا في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، إبان الاضطرابات وأحداث العنف التي شهدتها البلاد.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة تلفزيونية في آب/أغسطس، إن بلاده تسعى بجدية لعودة سوريا للجامعة العربية، عدا عن سعيه لأن تكون القمة المقبلة قمة لم الشمل.

وذكر أن “الجزائر أولى بلم بالشمل وأولى بالوساطة لحل النزاعات … سوريا قانونيا بلد مؤسس للجامعة ووجودها طبيعي … وسياسيا، السوريون يقولون إنهم لا يريدون أن يكونوا سببا لتفرقة الصفوف بشكل أكبر”.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن “القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة وفي خطر، والاحتلال يمارس هوايته باللعب في النهار والقمع ويمحو أثر اتفاق أوسلو، ودعا إلى عمل جاد لدفع الصمود الفلسطيني”.

وذكر أبو الغيط أن المصالحة الفلسطينية “أول خطوة نحو الطريق الصحيح”.

وتقول المصادر الجزائرية، أننا نريد أن نعمل معا على تفعيل العمل العربي المشترك بشكل عقلاني يزيد من قدرتنا على مقاربة التحديات المشتركة التي نواجهها جميعا كامة عربية.

وتضيف المصادر، أن القمة خطوة مهمة عكست توافقا عربيا وإدراكا عربيا أنه لا بد من اعتماد مقاربات جديدة في مواجهة الأزمات سواء السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية عن طريق التركيز على قضايا الأمن الغذائي والأمن المائي وأسعار الطاقة.

وسيُطرح خلال اجتماع القادة العرب مشروع قرار حول استراتيجية للأمن الغذائي العربي، بحسب ما ذكر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي امس الاول الأحد.

وعبر أبو الغيط، الجمعة الماضي، عن أمله في أن “تشهد القمة تدشيناً لاستراتيجية الأمن الغذائي العربي.. في وقت تشتد فيه الحاجة لعمل تكاملي وجماعي لمواجهة الفجوة الغذائية الخطيرة التي يُعاني منها العالم العربي”.

وتسعى الجزائر جديا، لتعزيز قيم التعاون والتضامن والدفع بالعمل العربي المشترك لضمان مكانة لائقة للأمة العربية، وتمكينها من ممارسة دورها الريادي على الساحة العالمية، بما يميزها موقعها كملتقى للحضارات والثقافات، ومقدراتها الاقتصادية ومؤهلاتها البشرية في مواجهة التحديات المشتركة والاستجابة لتطلعات شعوبها التواقة لقيم وروح الوحدة والمصير المشترك، وبما يدرأ عنها مخاطر ظروف دولية ما فتئت تزداد تعقيدا.

وتنعقد قمة الجزائر في ظل ظروف دولية وإقليمية، أهمها الأمن الغذائي والتغير المناخي.

وقالت الجزائر إنها تسخر كل الإمكانات والجهود والظروف، لإنجاح القمّة، سعيا لمسار عمل عربي مشترك، ومحاولة استثمار فرصة مواتية لتعزيز اللحمة والوحدة العربية.

ثلثا القادة العرب يحضرون قمة الجزائر

شهد التمثيل الرسمي في قمة الجزائر تأكيد حضور ثلثي القادة العرب (21 دولة)، بجانب تمثيل منخفض لـ5 دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.

ووفق ويرصد لوكالة الأناضول لبيانات صادرة عن بلدان جامعة الدول العربية ، سيشارك في القمة أمير قطر، ورؤساء مصر، وفلسطين، وموريتانيا، والعراق، وتونس، وجزر القمر، والصومال، وجيبوتي.

كما يشارك رؤساء المجالس الرئاسية في كل من السودان واليمن وليبيا، بجانب نائب رئيس الإمارات، وولي عهد كل من الكويت والأردن.

وعلى مستوى منخفض ما بين رئيس حكومة، ونائب رئيس وزراء وممثل للرئيس أو الملك، أو وزير، يأتي تمثيل كل من السعودية، والمغرب، وسلطنة عمان، والبحرين، ولبنان.

 

ووفق رصد الأناضول جاء التمثيل الرسمي للدول العربية في قمة الجزائر كالتالي:

أولا: القادة
1- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي ترأس بلاده القمة وتستضيفها.

2- أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

3- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق إعلام محلي مقرب من السلطات.

4- رئيس فلسطين محمود عباس.

5- رئيس تونس قيس سعيد.

6- الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.

7- الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد.

8- رئيس جزر القمر السيد عثماني غزالي.

9- رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله.

10- رئيس الصومال حسن شيخ محمود.

11- رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي.

12- رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

13- رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.

14- نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

15- ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الصباح.

16- ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.

​​​​​​​ثانيا : تمثيل منخفض
1- رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.

2- نائب رئيس الوزراء العماني، الممثل الخاص للسلطان هيثم بن طارق، أسعد بن طارق آل سعيد.

3- نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، الممثل الخاص للملك حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

4- وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، بعد اعتذار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الحضور رسميا لأسباب صحية.

5- وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بعد تعذر حضور عاهل البلاد محمد الخامس لأسباب إقليمية.

قمم عربية في الجزائر

من أنشاص بمصر 1946 إلى الجزائر 2022، مرورا بعواصم ومدن عربية، كانت الجزائر محطة لثلاث قمم سابقة.

فقد انضمت الجزائر إلى جامعة الدول العربية في 1962، أي بعد أربعين 40 يوما من استقلالها عن فرنسا واسترجاع سيادتها الوطنية.

في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 1973 استضافت الجزائر قمة عادية التأمت خصيصا لدعم مصر وسوريا بعد حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 وبمبادرة منهما، حيث شهدت القمة حضور 16 دولة وانضمام موريتانيا لجامعة الدول العربية.

كما استضافت القمة الطارئة 1988، بمبادرة من الجزائر لدعم الانتفاضة الفلسطينية وبحث مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وأدانت قمة 1988 الاعتداء الأميركي على ليبيا، كما ظهرت خلالها أولى الملامح لاتحاد المغرب العربي.

وعُقدت في الجزائر قمة عادية في 22-23 آذار/مارس 2005، وهي أول قمة عادية تنظم بعد إقرار الدورية السنوية في الدول العربية.

حرص جزائري

تريد الجزائر من القمة العربية الراهنة أن تكون محطةً للم الشمل والارتقاء بالعمل العربي المشترك.

وتتطلع الجزائر للعمل مع بقية الدول العربية بغية التوصل إلى مخرجات وقرارات طموحة من شأنها تعزيز التوافق والاستجابة لتطلعات الشعوب العربية خاصة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، من خلال تفعيل مبادرة السلام العربية، إلى جانب إنجاح مشروع إصلاح الجامعة لتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي وتمكينها من مواكبة التطورات الحاصلة على المستويين الإقليمي والدولي.

وبخصوص الفتنة في سوريا، سعت الجزائر في الكواليس لإعادة دمشق إلى الجامعة العربية، التي علقت عضويتها فيها نهاية عام 2011 في بداية الحراك الفتنوي، لكنها تخلت عن هذا المسعى رسميًا بناء على طلب الحكومة السورية نفسها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى