العصفورة الحسناء تسيبى ليفني.. هل ذهبت أدراج الرياح؟؟

سياسية ديبلوماسية لم تشبه أي سيدة سياسية اسرائيلية ممن سبقوها في الماضى ، ولا نظير لها من قياديات الكيان في الحاضر ، فهى ليست كجولدا مائير ولا حتى مثل ايليت شاكيد ، مختلفة عن غيرها في أرائها ونهجها ، فهى تعد من أمراء السياسة الإسرائيلية ، كونها ابنة سياسي معروف وعضو كنيست اسبق (إيتان ليفني) ، أبيها ذو لقب الرهيب نسبة لعنفه وأرهابه وتطرفه ، أما هى لُقِبَت بالعصفورة الحسناء ، تسيبورا تعنى بالعبرية العصفورة ، ويبدو أن لها من اسمها نصيب فهى عملت بالفعل عصفورة لنقل المعلومات خلال عملها في الموساد ، وتسيبورا رفضت اسمها وقامت بتسمية نفسها بإسم تسيبى ليفني ،و اشتهرت بالإبنة الوفية لأرئيل شارون ، وانضمت الأخيرة الى حركة بيتار اليمينية في البداية ، ومن ثم الى حزب الليكود وتولت العديد من الوزرات ، أولها وزيرة التعاون الاقليمي في ٢٠٠١ م ، ومن ثم تولت منصب وزيرة الزراعة ، ثم وزيرة البناء والاسكان ، ثم وزيرة العدل في ظل حكم شارون ،ومرة أخرى في عهد نتنياهو ، وما هى الإ احدى الحسناوات اللواتى قدمهن نتنياهو للمجتمع السياسي الإسرائيلي ، فهو من عينها مديرة قسم الشركات الحكومية فى عام ١٩٩٦م ، وبعد هذا التاريخ بأربع سنوات حازت على منصب وزيرة التعاون الإقليمي ، وكانت وفية جداً لشارون و دعمته ووافقته الرأى في خطة الإنسحاب الأحادي الجانب من غزة ، وحين انسحب شارون من حزب الليكود وقام بتأسيس حزب جديد الا وهو كاديما ،وانضمت سريعاً تسيبى ليفنى لكاديما ، وفازت الأخيرة برئاسة كاديما فى عام ٢٠٠٨م ،ومن ثم قامت بتأسيس حزب تنوعا وتزعمته .
ماسبق ما هو الإ بعض النقاط المختصرة والمفصلية من حياة العصفورة ، وتاريخها الحافل في خدمة الدولة العبرية .
وكما سطع نجمها منذ عقدين فقد خبا وأفل في السنوات القليلة الماضية الى أن أعلنت اعتزالها الحياة السياسية في فبراير ٢٠١٩م بعد قضاء اربعون عاماً في خدمة الكيان الأحتلالي ولعل ذلك وحسب وجهة نظري له اسباب عدة ومنها :-
١_تصريحها علناً وبالضمير الجمعي بخلع نتنياهو من السلطة وذلك فى عام ١٩٩٩م
٢- تزعمها معارضة بنيامين نتنياهو فى عام ٢٠٠٩ – ٢٠١٢ ، توجيه النقذ الدائم والإتهامات له ومنها ان نتنياهو يبيع اسرائيل للحرديم .
٣_ نظرتها الى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بأنه صراع قومى بين حركتين ، الأولى الصهيونية والثانية الحركة الوطنية الفلسطينية ، في حين تنظر القيادات الاخرى للصراع بأنه حدودى ووجودي وديني .
٤- لأنها لا تحبذ بناء المستوطنات في الضفة الغربية بسبب انه يضر بالأمن الاسرائيلي ، كما رأت تسيبي ليفني ان البناء الاستيطاني ينكر ويشكك بمصداقية اسرائيل كدولة تريد السلام أمام المجتمع الدولي .
٥ – لأنها نادت بحل الدولتين ، وتدعم التوصل الى حل وسط بين القيادة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية .
٦ – لأنها من السياسيات التي تؤمن بالفلسفة القائمة على أن القيادات يجب أن تعمل على قيادة وتوجيه الشعوب وليس العكس .
٧_ لأنها عملت على تشجيع التسوية ومؤيدة للحلول السلمية و للسلام وذلك حتى تحتفظ اسرائيل بالشرعية الدولية .
٨_ تسيبي ليفني تؤمن بالفصل بين الايدلوجية والأمن فيما تدعم الشراكات الإقليمية والحوار مع الأنطمة المعتدلة وذلك لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية .
٩ – توجيه الاتهامات ومهاجمة الإعلام الاسرائيلي .
١٠- موقف تسيبى ليفني من مشروع منع استخدام مكبرات الصوت في آذان الفجر وذلك عام ٢٠١٧ م ،حيث اعتبرت ليفني هذا المشروع وصمة عار لإسرائيل وعللت ذلك بأن مثل هذا المشروع يتسبب في نشر الكراهية بين الفلسطينين والإسرائيلين .
١١- رفض تسيبي ليفنى مقايضة المتشدين مقابل دعمهم لها .
١٢- ومن أهم الأسباب وأرجحها هو رفض نتنياهو تمديد تجميد الاستيطان مما تسبب الأخير في فشل محادثات السلام بقيادة ليفنى في ٢٠١٠.
١٣ – اعتقادها الدائم بأن أمن اسرائيل مرتبط بالانسحاب من يهوذا والسامرة ( الضفة الغربية ) .
١٤ وقوف بعض القيادات الاسرائيلية ومنهم ايهود اولمرت وذلك لأنها وافقت على استقالته من حزب كاديما وذلك بعد تورطته في قضايا فساد مما جعل الأخير ينعتها بالكدب والخيانة .
١٥- شعورها بأنها أصبحت زعيمة لحزب ضعيف جداً وذلك بعد أن اطاح بها نتنياهو ورفض تشكيل حكومة ائتلافية معها .
١٦ – توجه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف والذي يؤمن بأن فلسطين كاملة لليهود ويرفض أى تفاوض وأى مفاوضات مع الفلسطينين.
١٦- حل تحالف حزب العمل مع حزب تنوعا بقيادة ليفني وذلك قبيل انتخابات الكنيست في يناير٢٠١٩ مما سبب لها صدمة كبير ة واعلنت في فبراير من نفس العام عدم خوضها الانتخابات ، وخروجها من دائرة المنافسة الحزبية الإسرائيلية .
١٧- استبعادها بعد رُشِحت لمنصب قيادة الوكالة اليهودية وذلك بسبب انتقادها الدائم للمتشددين والمتدينين اليهود وما سبق ذكره من أسباب
١٨ . دعمها للانسحاب احادي الجانب من قطاع غزة .
١٩ – قيادتها للمفاوضات مع الفلسطينين بقيادة صائب عريقات رحمه الله وإيمانها بحل الدولتين .

٢٠- اولاً واخيراً نتنياهو هو من قدمها وفتح لها أبوب الكنيست وهو من أطاح بها وأخرجها منه وصب بركان غضبه وحممه عليها حتى يومنا هذا ، وبالتالي ذهبت العصفورة الحسناء تسيبي ليفنى ادراج الرياح بلا عودة ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى