أمريكا على صفيح ساخن.. بايدن يصف ضرب زوج نانسي بيلوسي بـ “الحقير” ويعزوه لـ “الكثير من العنف السياسي والكراهية”

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم السبت، الهجوم على زوج رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، بـ”الحقير”.
وأوضح بايدن خلال تصريحات جاءت على هامش حفل عشاء لجمع التبرعات في مدينة فيلادلفيا، أن “هذا أمر حقير، لا مكان له في أمريكا، هناك الكثير من العنف السياسي والكراهية”.

وأضاف بايدن: “طفح الكيل. على كلّ من له ضمير حيّ الوقوف بوضوح ومن دون لبس ضدّ العنف في سياستنا بغضّ النظر عن ماهي سياساتك”
ونقل زوج نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، البالغ من العمر 82 عاما، إلى المستشفى بعد إصابته بجروح خطيرة في اقتحام منزله في ولاية كاليفورنيا في وقت مبكر من صباح امس الجمعة.
وقال المتحدث باسم إدارة شرطة سان فرانسيسكو، آدم لوبسينغر، إنه في حوالي الساعة 2:27 صباحا، وصل ضباط إلى منزل بيلوسي بعد الاعتداء على زوجها واعتقلوا مشتبها به.
وقد عانى بول بيلوسي من إصابات شديدة جراء الهجوم، بعدما ضربه المهاجم بمطرقة، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، نقلاً عن مصادر على دراية بالتحقيق. وبحسب المصادر، فإن “بيلوسي تعرض للضرب على رأسه وجسده- وهو يعاني من كدمات وتورمات شديدة وإصابات أخرى”.
وكان المهاجم الذي لم تتضح دوافعه بعد يسعى للنيل من رئيسة مجلس النواب، حيث صرخ خلال الهجوم في وجه الزوج “أين نانسي” قبل أن ينهال عليه ضربا بمطرقة. ولم تكن نانسي بيلوسي في المنزل في سان فرانسيسكو وقت وقوع الهجوم، حيث كانت وقتها في العاصمة واشنطن.
واتصل الرئيس جو بايدن بنانسي بيلوسي، صباح الجمعة، للتعبير عن دعمه، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير.
يأتي الهجوم قبل أقل من أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي المقررة، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ على المحك.
ويقوم الجمهوريون بحملاتهم الانتخابية اعتمادا على المخاوف المتعلقة بتزايد جرائم العنف، فضلاً عن التضخم وقضايا أخرى تتعلق بنوعية الحياة، وكانت نانسي بيلوسي بمثابة أداة تخفيف للهجمات السياسية من اليمين المتطرف، فضلا عن كونها هدفا متكررا لانتقادات الجمهوريين.
وتم استهداف منزل نانسي بيلوسي (82 عاما) سابقا من قبل مقتحمي مبنى الكابيتول في أحداث يناير/ كانون الثاني 2021، كما تم تخريب منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك، ميتش ماكونيل.
وتزوجت نانسي بيلوسي من زوجها بول في عام 1963، وأنجبا 5 أبناء، ومثلت بيلوسي مدينة سان فرانسيسكو لعقود في مجلس النواب، وترقت لتصبح رئيسته، وهي الثانية في ترتيب الرئاسة الأمريكية بعد نائب الرئيس.

مخاوف المجتمع الأميركي من تصاعد العنف السياسي

يتخوّف المجتمع الأميركي من تصاعد العنف السياسي بعد اقتحام منزل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والاعتداء على زوجها ما أدّى إلى دخوله للمستشفى، فوفق صحفية “بوليتيكو”، منفّذ الهجوم الذي كان يصرخ “أين نانسي؟” خلال عملية الاقتحام، كان يهتف شعارات رُدّدت خلال اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021 بهدف منع التصديق على فوز الرئيس جو بايدن.

وفي تفاصيل الاقتحام، فإن رئيسة مجلس النواب لم تكن في منزلها خلال تنفيذ الاعتداء، الذي حصل من قبل شخص حددته الشرطة على أنّه ديفيد ديباب (42 عاما)، والتحقيقات جارية معه، في حين لم يقدّم ديباب دفاعه بعد.

وتضيف “بوليتيكو” في تقريرها أنّ بول بيلوسي تمكن من الاتصال بالشرطة بعد أن قال للمعتدي إنّه يريد استخدام الحمام، ومن هناك اتصل بالـ911 بواسطة هاتفة الذي كان يشحنه هناك، وذلك وفق قول مصدر مطلع على تفاصيل الحادثة صرّح للصحيفة.

وكشف المتحدث باسم بيلوسي درو هاميل في بيان، مساء امس الجمعة، إنّ بول نُقل بعد الهجوم إلى مستشفى “زوكربيرغ” في سان فرانسيسكو، حيث خضع لعملية جراحية ناجحة لمعالجة كسر في الجمجمة وإصابات خطيرة في الذراع اليمنى وفي اليدين”. ومن المتوقع أن يتعافى بعد الجراحة.

وفتح الاعتداء النقاش في واشنطن حول كيفية حماية أعضاء الكونغرس، وعائلاتهم. وقالت النائبة عن ولاية بنسلفانيا مادلين دين أنّ “الحادثة هزّت الجميع، فيمكن معارضة لأشخاص على أعمالهم ومواقفهم لكن لا يجوز استخدام العنف ضدّهم”.

وخصص الكونغرس منذ السادس من يناير ملايين الدولارات لحماية المشرعين وعائلاتهم، لكن بعض المشرعين وبخاصة الديمقراطيين منهم يعتبرون أنّه يترتب اتخاذ المزيد من الإجراءات بعد. وأبلغت شرطة الكابيتول الأميركية، في وقت سابق هذا العام عن نحو 9600 تهديد ضدّ المشرعين في عام 2021، في زيادة مطردة عن السنوات السابقة.

استدعى الاعتداء على منزل بيلوسي إدانة سريعة من كبار قادة الجمهوريين، فاتصل زعيم الأقلية ستيف سكاليس ببيلوسي بعد سماعه بالحادث، كما تواصل زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارث.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” قول قائد شرطة سان فرانسيسكو، بيل سكوت إنّ “رجالنا الذين سارعوا إلى مكان الحادثة شاهدوا بيلوسي ومشتبها به يمسكان بمطرقة. وتمكّن المشتبه به من سحب المطرقة من بيلوسي واعتدى عليه بها بعنف”. في البداية، كان المعتدي وبول بيلوسي مشتبكين للسيطرة على المطرقة، حتى تمكن الأول منها واعتدى عليه بها.

وأوضح سكوت أنّ الهجوم على زوج رئيسة مجلس النواب في منزلهما في سان فرانسيسكو لم يكن هجوما عشوائيا.

وقال  في مؤتمر صحافي: “لم يكن هذا عملا عشوائيا. كان متعمدا”، ورفض سكوت الإدلاء بتصريحات أخرى بشأن الدافع المحتمل وراء الهجوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى