بعد 13 عامًا.. أردوغان المنافق يتراجع عن أشهر تصريحاته عداءً لإسرائيل، ويخون علاقاته الاسلامية مع “حماس” وايران

كشفت مصادر امنية وازنة في تل أبيب، عن مطالب، قالت إن وزير الجيش الاسرائيليى بيني غانتس،قد ابرزها لنظيره التركيّ خلوصي أكار خلال لقائهما اليوم الخميس.

وقالت المصادر: “ان وزير الأمن قد اخبر نظيره التركي أنّ إسرائيل لا تقبل استضافة أنقرة كبار مسؤولي حماس مثل صالح العاروري وغيره”.

وأضافت أنّ غانتس قد ابلغ نظيره التركي بضرورة توقف أنقرة عن إدانة ما أسمتها المصادر بـ “الأنشطة الأمنية الإسرائيلية بشكل دائم” وذلك في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وأشارت إلى أنّ استئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا يثير غضب قبرص واليونان، لكن إسرائيل ستبدي استعدادها خلال لقاء غانتس مع أكار للتوسط في أزمة الغاز بين الجانبين.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر أنّه “بعد قطيعة أمنية استمرت لأكثر من عقد تريد إسرائيل استئناف العلاقات الأمنية مع تركيا”، إلّا أنّها استبعدت حدوث أي تعاون أمني بين إسرائيل وتركيا في المدى القريب، وقالت إنّه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الدولتين.، على حدّ تعبيرها.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة (هآرتس)، الإسرائيليّة أنّ تركيا طلبت من قيادة حركة حماس الموجودة على أراضيها، تقليص نشاطاتها العسكرية ضد إسرائيل، موضحة أنّ الطلب التركي نُقل إلى القيادي في الحركة صلاح العاروري. وأضافت أنّ الحكومة التركية لوّحت مرارًا للعاروري طالبةً منه تخفيض وتيرة نشاطاته ضد إسرائيل، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ الرسالة وصلت إلى الأخير، عبر أجهزة الاستخبارات التركية التي تتهمها إسرائيل بغضّ النظر عن نشاطات حماس العسكرية في تركيّا.

أمّا عن أسباب الطلب التركي، فقد ذكرت (هآرتس) أنّه أتى على خلفية القلق من التعرض لانتقاداتٍ أمريكيّةٍ واتهامات بدعم الإرهاب، كما أوضحت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة سبق أنْ احتجت على نشاطات حماس في تركيا، متهمةً أجهزة الأمن التركية بأنها تغض النظر عن نشاطات حماس في تركيا. وتابعت إنّ هذه التقارير أثارت ضجة في تركيا، فيما يبدو أنّ واشنطن قد طلبت توضيحًا من الحكومة التركية التي دعت بدورها حماس إلى تقليص نشاطاتها.

وبحسب (هآرتس)، يشغل العاروري منصب قائد منطقة الضفّة الغربيّة لحركة حماس من تركيا، بعدما أبعدته إسرائيل من منطقة رام الله، قبل أكثر من 10 أعوامٍ. وتابعت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إن العاروري شخصية غامضة تقف وراء عمليات الخطف التي أشعلت الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة في صيف العام الفائت 2014.

وأضافت أنّه هو الذي أسس الجناح العسكريّ لحركة حماس، كتائب القسام، كان قد قال في العام 2007 إنّه لم يعد يجمع أموالاً أوْ يُخطط لهجمات أوْ يُجنّد مسلحين جدد، وخلص حينئذ إلى القول إنّ حماس ستُضر لو استهدفت المدنيين. ففي النهاية ثمرة العمل العسكري تكون عملاً سياسيًا، وكلّ الحروب تنتهي بالهدنة والمفاوضات، على حدّ تعبيره، لكن الآن فإنّ المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنّ العاروري قد عكس التسلسل، وأنهى المفاوضات بحرب.

ووفقًا لمحلل الشؤون العسكريّة والأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، يوسي ميلمان، فقد كشفت المصادر في تل أبيب النقاب عن أنّ إحدى ذرى التعاون الاستخباري كان في الزيارات شبه الدائمة لقادة الموساد والاستخبارات العسكريّة بالجيش (أمان) لدى نظرائهم في تركيا، واستضافتهم في إسرائيل بين الحين والآخر، مُضيفًا أنّ كلّ رؤساء الموساد، من ايسار هرئيل في الخمسينيات والستينيات وحتى رئيس الموساد الحالي دافيد بارنيع، قاموا بزياراتٍ سريّةٍ إلى أنقرة للتنسيق مع نظرائهم في أنقرة.

وكشف أيضًا عن أنّ الموساد ونظيره التركيّ لم يتوقّفا عن التعاون بالمرّة، لافتًا إلى أنّ المخابرات التركيّة، التي يقودها هاكان فيدان، حافظت على علاقات عملٍ مع إسرائيل حتى عندما كان هناك قطيعة في العلاقات بين الدولتيْن، على حدّ قوله.

بعد 13 عامًا.. أردوغان يتراجع عن عدائه لإسرائيل

وهكذا، فبعد 13 عامًا على الحادث الأشهر في تاريخ رجب طيب أردوغان السياسي، وبعد تطبيع العلاقات مع اسرائيل، خرج  الرئيس التركي، ليكشف السبب الذي دفعه لقول جملته الشهيرة «دقيقة واحدة»، خلال مؤتمر دافوس عام 2009، الذي شهد مشادة بين أردوغان، والرئيس الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، مؤكدًا أنه لم يهدف وقتها إلا لـ«السلام».

وقال أردوغان، خلال تصريح عقب اجتماعه بحكومته، «بينما اتخذنا موقفنا ضد القهر والاحتلال والاستبداد بقول دقيقة واحدة، في دافوس، كان اهتمامنا مصبوبًا على السلام والطمأنينة واحترام الحياة البشرية. أوضحنا هذا النهج للدول الأعضاء في قمة قادة حلف الناتو التي عقدت في بروكسل الأسبوع الماضي، وكان لدينا نفس الشعور عندما أعربنا عن اعتراضنا على نظام الإدارة والعدالة العالمي، أمام مجلس الأمن الدولي، بالقول إن العالم أكبر من خمسة».

وأضاف «لم تنحرف تركيا عن نفس الطريق رغم كل الآلام التي عانت منها، والثمن الذي دفعته في تاريخها الممتد 40 عامًا بالحرب ضد الإرهاب، نفذنا بهذا المفهوم نضالنا السياسي والدبلوماسي والأمني ​​عبر الحدود سواء من البلقان إلى القوقاز، ومن سوريا إلى ليبيا».

وبالعودة 13 عامًا للوراء، نتذكر المشادة التي نشبت بين أردوغان، حينما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، وبين الرئيس الإسرائيلي آنذاك، شيمون بيريز، خلال فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي عام 2009.

وقتها طلب أردوغان خلال فعاليات المنتدى بإعطائه دقيقة واحدة للحديث، وكانت هذه هي العبارة الأشهر في تاريخ أردوغان السياسي، حيث عقب على حديث الرئيس الإسرائيلي، قائلًا «صوتك مرتفع.. وأنا أعلم سبب ارتفاع صوتك.. هو إدراكك أنك مذنب، ولن يرتفع صوتي مثلك»، ثم انسحب أردوغان بعدها من المؤتمر، معترضًا على عدم إعطائه الفرصة للحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى