عمليات مماثلة وقعت سابقاً.. هذه أسباب لجوء العدو لطريقة الاغتيال الخاصة بالشهيد تامر كيلاني اليوم الاحد بنابلس

لم تكن عملية اغتيال القيادي الميداني في مجموعات “عرين الأسود”، الشهيد تامر كيلاني، الأولى من نوعها التي يلجأ إليها جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، في محاولة منه لاتباع سياسة الغموض، في اغتياله للمقاومين الذين لا يستطيع الوصول إليهم بطرق أخرى.
فجر الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول)، انفجرت دراجة نارية كان يمر بجوارها كيلاني، أدت لاستشهاده على الفور، وتكتم الاحتلال إعلاميًا بإعلان مسؤوليته عن العملية، لكنه ضمنيًا سرب معلومات أمنية تتعلق بمسؤولية الشهيد عن سلسلة هجمات، والتخطيط لأخرى.
استخدام أسلوب وضع العبوات الناسفة في مركبات أو دراجات نارية وغيرها لاغتيال مقاومين، يعود لأسباب – كما توضح مصادر ميدانية من المقاومة – أهمها أن المستهدف لا يستخدم الهاتف النقال “الجوال” الذي يمكن تعقبه باستمرار منه، إلى جانب أنه لا يستخدم أجهزة تكنولوجية، بالإضافة إلى امتناعه عن استخدام المركبات في تحركاته إلا عند الضرورة.
وبينت المصادر، أن الشهيد كيلاني كان يتحرك بحذرـ، وتلقى مسبقًا تهديدات غالبيتها غير مباشرة من خلال الاتصال بمقربين منه، من قبل ضباط الشاباك خاصة بعد إرساله لشاب من نابلس لتنفيذ عملية إطلاق نار في تل أبيب.
وتشير المصادرـ، إلى أن من وضع الدراجة النارية المفخخة بالمكان كان على الأقل جزءاً من خلية صغيرة ربما تتألف من ثلاثة أشخاص أو أكثرـ، كانوا يعرفون مسار تحركات الشهيد كيلاني الذي استشهد في منطقة اعتاد المرور عبرها قادمًا من منزله.
وتقول مصادر أخرى أن الاحتلال حين يعجز عن الوصول لشخص مطلوب ما، فإنه يلجأ لمثل هذا الأسلوب، وربما أراد بشكل أكبر تجنب الدخول للبلدة القديمة في نابلس لأسباب تتعلق بحياة جنوده والاشتباكات المتوقع حصولها، إلى جانب صحوة مجموعة “عرين الأسود” مؤخرًا وتجهزها لمثل هذا الخيار في ظل تهديدات تنفيذ عمليات عسكرية، بالإضافة لما أثير إعلاميًا في وسائل إعلام عبرية عن وجود اتفاق مع السلطة على عدم الدخول لنابلس من أجل محاولة الحد من التوتر الأمني، إلى جانب الجدل الداخلي في الأوساط الرسمية الإسرائيلية بشأن استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة والتي تحلق مؤخرًا بكثافة في أجواء نابلس وجنين.
ولجأ الاحتلال لاستخدام ذات الأسلوب في خضم الانتفاضة الثانية، من خلال استهدافه في أكثر من مرة لمقاومين بذات الطريقة، ولعل من بينهم ما ذكره بيان “عرين الأسود” عن الشهيد أسامة جوابرة (الناني) الذي اغتيل في تاريخ 24/6/2001، وسط مدينة نابلس بعد زرع عبوة ناسفة في هاتف عمومي استخدمه لعدة مرات، وانفجرت عندما كان يهم بإجراء مكالمة عبره في مرة ثالثة.
ولعل عمليات الاغتيال التي كانت أكثر تعقيدًا من الضفة الغربية، هي تلك التي وقعت في غزة ضد قيادات كبار من المقاومة اعتادوا على عدم استخدام المركبات بمختلف أنواعها، وشكلوا عقبة أمام الشاباك بامتناعهم عن استخدام الأجهزة الخلوية وغيرها، ما صعب من مهمة اغتيالهم عبر الجو كما جرت العادة في عمليات أخرى، وخاصة أنه في الفترة التي ستذكر فيما بعد كان الحديث يدور عن تهدئة ما دفع الاحتلال لاستخدام أسلوب يحاول من خلاله عدم إظهار مسؤوليته كما جرى اليوم.
في الأول من مارس/ آذار 2006، كان خالد الدحدوح القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يسير على قدميه قرب مبنى وزارة المالية الفلسطينية في حي تل الهوا القريب من منزله، حين انفجرت مركبة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق، الأمر الذي أدى إلى استشهاده.
وفي نهاية ذات الشهر، اغتيل العبد يوسف القوقا، قائد ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة، باستخدام مركبة مفخخة مركونة قرب منزله في حي النصر بمدينة غزة، وذلك خلال توجهه لأداء صلاة الجمعة.
كما اغتيل القيادي في سرايا القدس وأحد مهندسيها، رائد أبو فنونة بطريقة مماثلة بتفجير مركبة مركونة في طريق يسلكه قرب منزله بحي الشجاعية.
وتبين حينها من تحقيقات أمنية، أن خلية عملاء أدخلت تلك المركبات بعدة طرق لغزة، وتبين أنها تحتوي على العديد من الكاميرات وأجهزة استشعار وغيره من الأجهزة ذات التقنيات العالية المرتبطة بالاتصال بطائرات الاستطلاع التي كان من خلالها يتم منح إذن التفجير عن بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى