ماذا يعني أن يصل “عدي” إلى مستوطنة معاليه ادوميم

 

قد لا يخطر في بال أحد مثل هذا السؤال، وقد يعتقد البعض أن المسافة بين مخيم شعفاط والمكان الأخير الذي استشهد فيه عدي ليس سوى عدة كيلومترات يمكن قطعها بوقت قصير حتى لو كان مشيا على الأقدام.
الحقيقة ان الامر ليس كذلك البتة، فإذا كانت المسافة بين المخيم ومغتصبة معاليه ادوميم خمسة إلى سبعة كيلومتر او اقل او اكثر، كانت بالنسبة لعدي أطول من الف ميل، وهذا ليس للمبالغة، ولا التهويل.
ان نجاح عدي في قطع تلك المسافة، كان عملا باهرا وبطوليا بكل المقاييس، ذلك أنه استطاع أن يصل إلى هدفه برغم كل ما حشدته دولة الاحتلال من مئات وربما آلاف الجنود والشرطة والمستعربين إضافة إلى العسس والعملاء، وفوق هذا وتحته، كل التكنولوجيا وادوات التطور في هذا المجال، هذا عدا عن الطائرات المسيرة والزنانات التي تعمل على مدار الساعة والمروحيات وكل ما يمكن أن تتخيله من أجهزة وأدوات للرقابة والملاحقة والتتبع.
كل خطوة سلكها عدي التميمي ربما نستسهلها ولا نهتم بها، كان من الممكن أن يتم اكتشافه، قتله، أو ربما اسره، إلا أنه كان يحمل إصرارا قل نظيره وعزيمة تبعث عل العجب، وإرادة مقاتل تحدى كل أوهام قوة دولة العصابات.
عدي التميمي وخلال اتجاهه من مخيم شعفاط الى وجهته النهائية لا بد انه رأى العشرات من المستوطنين، إلا أنه لم يحاول ابدا ان يعترض احدا منهم معتبرا أن هؤلاء “مدنيين”، ربما بحسب وجهة نظره لا يجوز المساس بهم، وهذا بالتحديد بحسب له في رصيده .
توجه عدي بدون تردد إلى الجنود الذين يقومون على حراسة مدخل المستوطنة، علما بانه ولمن لا يعرف تلك المستوطنة، يخرج منها ويدخل إليها آلاف المستوطنين بشكل يومي، كما أن من أبلغ عنه الحراس ونبههم إلى وجوده هو مستوطن مدني لاحظ وجوده خلف الأشجار.
عدي التميمي الذي ارتقى بشرف بعد أن ظل يطلق رصاصاته حتى نفذت حالة نادرة ربما قلما تتكرر.
مشاهد الفيديو التي أظهرها الاحتلال لإرهاب الشباب وبث الرعب في قلوبهم، كانت مشاهد أثارت كل الأشياء في نفوسهم الا الخوف او التردد، وحالة التضامن مع الشهيد كانت جلية من خلال الاضراب الشامل الملتزم الي عم كل ارجاء الضفة الغربية، ولا بد ان من أمر باظهار تلك المشاهد او نشرها يشعر بأشد الندم لان مفعولها كان معاكس تماما للغرض الذي بثت من اجله.
عدي التميمي لروحك السلام ولك المجد والخلود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى