الصهاينة يهاجمون الكاتبة الفرنسية ” آني إرنو ” الفائزة بجائزة نوبل للآداب

أعلنت أكاديمية نوبل السويدية الخميس 6/ 10/ 2022 عن فوز الكاتبة الفرنسية آني إرنو بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، وأصبحت المرأة السابعة عشرة التي تحصل عليها من أصل ما مجموعه 119 فائزا بفئة الآداب منذ منح جائزة نوبل الأولى عام 1901. وأعلنت لجنة الجائزة أنها منحت الكاتبة هذه الجائزة المرموقة لما أظهرته من شجاعة ومقدرة ثاقبة كشفت فيها ” الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية “، ولقدرتها على إيضاح جوانب من معطيات هذا العصر الإنساني المعقد، الذي لا يتوقف فيه الانسان عن الشعور بالحاجة لأن يكون منسيا ليستريح من ضغوطات ومنغصات الحياة المعاصرة.
أرنو اليسارية معروفة أيضا بمواقفها السياسية الأخلاقية الداعمة للفلسطينيين وقضيتهم، والمنتقدة لإسرائيل وممارساتها العنصرية؛ فلا غرابة إذا في أن فوزها بجائزة نوبل للآداب قوبل بالترحاب والإطراء من قبل كبار الأدباء العالميين، الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية، والمثقفين المهتمين بالأدب العالمي وبدوره البناء في خدمة الثقافة وقيم العدالة والحرية والسلام والمساواة الإنسانية؛ إلا أن فوزها بالجائزة قوبل بهجوم عنيف من وسائل الاعلام الإسرائيلية، والجاليات اليهودية في عدد من الدول الغربية التي وصفتها بأنها كاتبة معادية للسامية وإسرائيل.
فقد أعربت منظمات يهودية عن انزعاجها حيال منح الأديبة لجائزة نوبل بسبب موقفها السياسي من إسرائيل. ففي فرنسا شنت اللوبيات الصهيونية الفرنسية حملة كراهية شعواء ضد الكاتبة، ونشر الثري الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي مقالا في صحيفة ” جورنال دو ديمانش” شكك فيه باستحقاق الكاتبة للجائزة بقوله ” لست متأكدا من أن الأكاديمية السويسرية تقدر أن تملي اختياراتها، خاصة عندما يهدد مثل هذا الأمر بإحياء أخطاء الماضي” ملمحا بذلك لمعاداة السامية والمجازر التي ارتكبها النازيون ضد اليهود. وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية قال جوزيف شوستر رئيس المجلس اليهودي في ألماني إن ” منح آني إرنو جائزة نوبل في الأدب انتكاسة للمكافحة العالمية لمعاداة السامية والعداء للبشر” وأضاف ” ان الإشارة الصادرة عن منحها جائزة نوبل شديدة الازعاج لليهود ومنهم أيضا اليهود في ألمانيا.”
وهاجمت الصحافة الإسرائيلية الكاتبة الفرنسية، وقالت إنها من أشد المؤيدين لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، وإنها عارضت التعاون الثقافي بين فرنسا وإسرائيل عام 2018، ووقعت رسالة إلى جانب 80 فنانا فرنسيا أعربوا فيها عن غضبهم لإقامة الموسم الثقافي الفرنسي من قبل الحكومتين بإعلانهم ” أن الالتزام الأخلاقي يملي على أي شخص ذي ضمير أن يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل.” وإنها في عام 2019 وقعت دعوة نشرت في مجلة ” ميديا بارت ” لمقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية في تل أبيب؛ وفي عام 2021 وقعت على رسالة بعنوان ” خطاب ضد الفصل العنصري ” شجبت فيها الحرب على غزة، وجاء فيها ” ان وصف الحرب الإسرائيلية على غزة على انها حرب بين طرفين متساويين هو أمر خاطئ ومضلل. إسرائيل هي القوة المستعمرة. فلسطين مستعمرة. هذا ليس صراعا. هذا فصل عنصري.” وأشارت الرسالة إلى الإجماع شبه العالمي حول ممارسة إسرائيل لجريمة الفصل العنصري، وقارنتها بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
نحن كفلسطينيين نحيي الكاتبة إرنو، ونشكرها على مواقفها الأخلاقية العادلة المؤيدة لنا ولقضيتنا، ونبارك لها هذا الفوز الذي تستحقه، ونتمنى أن يبادر الكتاب العرب، وأساتذة الجامعات المهتمين بالأدب والثقافة العالمية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والعربية المهتمة بالشأن الثقافي في التواصل معها، وتزويدها بما تحتاج إليه من وثائق ومعلومات قد تساعدها على تعزيز معارضتها لممارسات إسرائيل ضد شعبنا، والمساهمة في كشف حقيقتها كدولة محتلة عنصرية للشعب الفرنسي وشعوب العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى