ألضفة تبدأ الثالثة.. انتفاضة الفدائيين

طوق على الضفة وآخر على غزة.. وبني حسان تشيّع شهيداً وتضمّد جراح عشرة، وبكفّها تناطح مخرزهم، وأضيف سبعة وأربعين مقدسياً مضافاً إلى مكبَّلي المعتقلات، وحاجز مخيّم شعفاط يتحوَّل إلى معبرٍ شبيهٍ بسيء الصيت الجاثم على بوابة رفح..
الطوق، ضربوه متذرعين بعيدهم المسمَّى “فرحة التوراه”، وما خلاه، هو ما لا يفرحهم، بل يرعبهم، يقلقهم، يفضح هشاشة وجودهم المفتعل.. مدعاة لفوبيا قاتلة تلاحقهم على مدار الساعة طارحةً أسئلة مرورهم العابر بأرضنا قيد البحث..
ما خلاه، هو أن الكيان الثكنة، الجيش الذي له كيان، والكيان الذي بكامله مجيَّشاً، وكله مؤسسة أمنية، قد أمضى عشرة أيام عجافٍ مستنفراَ في ملاحقة فتى فلسطيني في الثانية والعشرين من عمره دون أن يفلح في العثور عليه.. لتسهيل القبض على فدائي حاجز شعفاط عمَّموا أن من صفات التميمي أنه حليق الرأس، فما كان من شبان مخيم شعفاط إلا أن سارعوا لحلق رؤوسهم بغية تضليل المحتلين..
ما خلاه، وهو الأهم، أن إعلامهم منشغل حد الهوس بالتحذير من ظاهرة “المقاتلين الجدد”، مشيراً إلى أن منسوب العمليات الفدائية اليومي بات مضطرداً، ووصل متوسطه ثلاث عمليات.. والأهم منه أنه بات لا ينفك يتحدث عن بدء الضفة للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وارتفاع ولولته ناعياً “سلطة التنسيق الأمني مع الاحتلال”، مردداً أنها قد “تفككت وأجهزتها تصدَّعت”، أو ما يعني فقدان المحتلين لترف الاحتلال المريح.
.. عدونا في مأزق، وصل حد أن هناك من قادته من يلحّون داعين إلى إعادة احتلال الضفة على الطريقة الشارونية، لكنما مؤسستهم الأمنية تعارض ذلك بشدة، لماذا؟!
إعادة احتلالها يعني اتاحة الاحتكاك النضالي المباشرً لشعبٍ فدائيٍ منتفض مع محتليه، وبالتالي توفُّر فرصة المواجهة معهم، هذه التي كان يحول دونها وجود أداة أمنية عميلة في خدمة أمنهم.. الأداة التي أصدرت جنين ونابلس والقدس، وكل فلسطين، وطناً وشتاتا، الحكم عليها، وبات اعلام المحتلين يشتكي أمر تفككها وتصدُّع أجهزتها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى