وفقاً لقناة “الحرة” الأمركية وجريدة “الاخبار” اللبنانية.. خطوات علنية متسارعة على طريق التقارب والتطبيع بين سوريا وتركيا

الحرة / خاص – واشنطن

قال الرئيس التركي إنه لا يستبعد لقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، “عندما يحين الوقت”، في خطوة قد تقود إلى تطبيع كامل للعلاقات بين أنقرة ودمشق.

ولفت محللون تحدثوا لموقع “الحرة”، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها إردوغان إلى بشار الأسد بـ”الرئيس السوري”، موضحين أنه يسعى لتحقيق عدد من الأهداف من خلال الحديث عن التطبيع مع نظام الأسد.

وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في اجتماع براغ للمجموعة السياسية الأوروبية “حتى الآن مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال، لكن لا يمكنني القول إنه من المستحيل بالنسبة لي لقاء الأسد”. أضاف “عندما يحين الوقت المناسب يمكننا الذهاب في طريق اللقاء مع الرئيس السوري”.

وقال المحلل السياسي التركي، طه أغلو، في حديث لموقع “الحرة”، إن تصريحات إردوغان عن لقاء الأسد ليست جديدة، لكن كان من اللافت استعماله لـ”الرئيس السوري” على عكس المرات السابقة حيت كان يصفه برئيس النظام السوري أو نظام الأسد.

ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعما أساسيا للمعارضة السياسية والعسكرية. وشنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لأنقرة من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال البلاد.

ولطالما وصف إردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”القاتل”. وقال في مايو إنه لن يعيد اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده إلى “أفواه القتلة”.

ويرى المحلل المصري، علي رجب، أن “إردوغان عاد إلى اتباع سياسة صفر مشاكل مع الجيران بعد فشل المشروع الإخواني العثماني بعد 2011، وخسارة تركيا مصالها الاستراتيجية والاقتصادية خاصة مع الدول العربية، وهذا الموقف يعبر عن براغماتية إردوغان في السياسة الخارجية، بما يحقق أهدافه”.

ويشير رجب في حديث لموقع “الحرة” إلى أن إردوغان يسعى لتحقيق العديد من الأهداف في مقدمتها عدم تحمل أنقرة كلفة الصراع السوري، وأيضا عودة النازحين السوريين من تركيا إلى سوريا، بعد تراجع الملف السوري والمهاجرين إلى أوروبا في ظل الحرب الأوكرانية، وفي ظل التدهور الاقتصادي التركي”.

ويأتي هذا التغيير في الموقف التركي بعيد لقاء إردوغان في الخامس من أغسطس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل مصالح روسية وتركية متعارضة في سوريا، حيث تقدم موسكو دعما كبيرا لبشار الأسد في مواجهة مجموعات مدعومة جزئيا من أنقرة.

ويرى المحلل التركي طه أغلو إن هناك بعدا داخليا لتصريحات إردوغان بشأن دمشق، فهو يسعى للاستفادة من النظام السوري لقطع الطريق على المعارضة التركية قبيل إجراء الانتخابات.

ويستبعد طه أغلو عقد لقاء بين إردوغان والأسد “في ظل وجود ملفات شائكة إذ إن لدى سوريا شروطا للتطبيع مع تركيا، منها الانسحاب من الأراضي السورية، فيما يتحدث إردوغان عن مكافحة الإرهاب ما يجعل من الصعب تحقيق اللقاء ويجعل الحال يستمر كما هو عليه إلى حين إجراء الانتخابات وهو ما يخدم إردوغان”، بحسب قوله.

وأغسطس الماضي، نفى وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو، وجود أي تواصل مباشر راهنا بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، رغم مطالبة روسيا بذلك منذ زمن طويل، على حد قوله. لكنه أشار إلى عودة التواصل مؤخرا بين أجهزة استخبارات البلدين بعد انقطاع.

وقالت أربعة مصادر لوكالة رويترز إن رئيس المخابرات التركية عقد اجتماعات متعددة مع نظيره السوري في دمشق في سبتمبر في مؤشر على الجهود الروسية لتشجيع ذوبان الجليد بين الجانبين.

ويرى المحلل رجب علي أن إردوغان يسعى أيضا إلى الحصول على موقف سوري داعم في الصراع على غاز شرق المتوسط، وهو هدف تركي يشكل حصوله على دعم دمشق وبيروت إنجازا له في ظل التحالف المصري اليوناني القبرصي”.

وتلوح تركيا منذ مايو بشن هجوم على منطقتين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وتصنف تركيا المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على منطقة واسعة في شمال وشمال شرق سوريا “إرهابيين”، وتخشى أن يستقوي المتمردون الأكراد في تركيا بهم.

اجتماع مرتقب لوزيرَي خارجية أنقرة ودمشق

بيروت – الاخبار/ علاء حلبي

 

يوماً بعد يوم، تتزايد المؤشّرات إلى وجود نوع من التقدّم على خطّ النقاشات السورية – التركية، التي يُرتقب أن تنتقل إلى مستوى وزيرَي الخارجية، قبل أن تُتوَّج بلقاء بين رئيسَي البلدَين. لا يفتأ رجب طيب إردوغان يبدي رغبته فيه، وإنْ مربوطاً بـ«الوقت المناسب». وإذ ينبئ تعيين بشار الجعفري سفيراً لبلاده في موسكو بإمكانية تَولّد دفْعة إيجابية جديدة في هذا المسار، فإن المعطيات الآتية من روسيا، ومعها التسريبات التركية عن استمرار المحادثات بين أنقرة ودمشق، تشي بأن خرقاً ذا أهمّية لم يَعُد مستبعداً، على رغم كثرة العقبات والتعقيدات

لم يكن تعيين نائب وزير الخارجية السوري وسفير سوريا ومبعوثها السابق إلى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، سفيراً في موسكو، مفاجئاً للأوساط السياسية والإعلامية. إذ سبقت هذا التعيينَ تسريباتٌ عديدة أكدت أن الجعفري سيَخلف رياض حداد، ضمن سلسلة تعيينات جديدة تشمل سفراء سوريا في دول عدّة، من بينها البرازيل وفنزويلا وباكستان والبحرين. غير أن تزامُن اختيار الرجل المعروف بحِنكته وبلاغته وخِبرته الطويلة، مع عودة النقاشات السورية – التركية بدفْع روسي – إيراني، أثار نوعاً من الربط في ما بينهما، وخصوصاً في ظلّ الأنباء المتواترة من موسكو حول إمكانية الانتقال إلى خطوة جديدة على خطّ دمشق – أنقرة، على مستوى وزيرَي الخارجية هذه المرّة، وفق نائب وزير الخارجية ونائب الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد أن «الجانب الروسي يشارك بنشاط في حوار مع الشركاء بشأن اقتراح توفير منصّة لاجتماع وزيرَي خارجية سوريا وتركيا».

وسبقت تصريحاتُ بوغدانوف بساعات، أخرى أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من العاصمة التشيكية براغ، حيث أعاد إبداء رغبته في لقاء نظيره السوري، بشار الأسد، «عندما يكون الوقت مناسباً»، في ما قد يؤشّر إلى نوع من التقدّم في الحوار السوري – التركي، الذي ينحصر في الوقت الحالي بالمستوى الأمني. وفي هذا الإطار، تحدّثت وسائل إعلام تركية، قبل أيام، عن جولة مباحثات أمنية جرت بين دمشق وأنقرة، تُعدّ الثانية من نوعها، بعد أولى استضافتها العاصمة السورية الشهر الفائت. وتَرافقت هذه الأخيرة مع رفْع أنقرة وتيرة تصريحاتها الودّية تجاه دمشق، في مقابل صمتٍ سوري كسرتْه تصريحات وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، من موسكو، والتي ربط فيها التطبيع مع تركيا بانسحابها من المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، وقطْع علاقتها مع الفصائل المسلّحة، بالإضافة إلى حلّ مشاكل أخرى تتعلّق بالمياه، وسط تشكيك واضح أبداه المقداد في النيات التركية بذلك الخصوص.

وتُواجه المحاولات الروسية للدفْع نحو تطبيع سوري – تركي مجموعة من المعوّقات، بعضها يتعلّق بخريطة الميدان السوري والمصالح المرتبطة بها، وبعضها الآخر يتّصل بالمتغيّرات السياسية ومحاولات الولايات المتحدة توسيع حضورها السياسي والعسكري في سوريا لعرقلة المساعي الروسية. كذلك، تدور شكوك عديدة حول قدرة أنقرة أو رغبتها في التخلّي عن دعمها الفصائل المسلّحة في الشمال السوري، ومن بينها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المُصنَّفة على لوائح الإرهاب العالمية، والتي تستثمرها تركيا كذراع أمنية في إدلب لحماية مصالحها ومشاريعها السكنية (مدن الطوب الهادفة إلى استيعاب جزء من اللاجئين السوريين)، وضمان موضع قدم دائم لها داخل الحدود السورية، بالإضافة إلى تحصين عمليات التغيير الديموغرافي القائمة في شمال حلب عبر تهجير السكّان الأكراد وتوطين عائلات جديدة مضمونة الولاء لتركيا، وسياسة التتريك القائمة في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية.

مع ذلك، ثمّة عوامل عديدة أخرى يمكن أن تؤدي دوراً إيجابياً لمصلحة التطبيع بين أنقرة ودمشق، أبرزها التوافق السوري – التركي على ضرورة خروج القوّات الأميركية من سوريا، وهي النقطة التي ترتكز عليها الوساطة الروسية – الإيرانية أصلاً. وتُجلّي هذا التوافُق سلسلة تصريحات شديدة النبرة أطلقها إردوغان ضدّ الولايات المتحدة ودورها في سوريا، والاتّهامات المباشرة لواشنطن بدعم عمليات تَصفها أنقرة بـ«الإرهابية»، وآخرها حديث وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن تورّط الأميركيين في دعم هجوم على مركز للشرطة في مرسين، أدّى إلى مقتل شرطي وجرح آخر. أيضاً، ازدادت في الآونة الأخيرة ملامح التنافس التركي – الأميركي على المعارضة السورية، حيث قابلت واشنطن محاولات أنقرة ترويض المعارضة وتجهيزها لمرحلة انفتاح مقبلة على دمشق، بإعادة تنشيط علاقاتها مع «الائتلاف» المعارض والتشكيلات المرتبطة به، بالإضافة إلى محاولات اختراق الفصائل المسلّحة التي تسيطر على مناطق في الشمال السوري عبر البوّابة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى