ميادة الحناوي.. اكتشفها عبد الوهاب وأبعدتها زوجته عن مصر
حل اليوم عيد ميلاد الفنانة ميادة الحناوي الـ 63، حيث ولدت في الثامن من أكتوبر 1959. وتعد ميادة من أفضل الأصوات بين أبناء جيلها، حيث قدمت العديد من الأعمال الغنائية التي تظل محفورة فى وجدان المواطن العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص.
ورغم أن ميادة الحناوي غنت منذ صغرها في حلب المكان الذي ولدت به عام 1959م، إلا أن الموسيقار القدير محمد عبد الوهاب أعاد اكتشافها، وقتها كان محمد عبد الوهاب صديقًا شخصيًا لزوج ميادة الحناوي الذي كان يعد من بين الشخصيات السورية، عندما سمع صوتها في إحدى سهراته في مصيف بلودان بسوريا، الذي كان يحرص على زيارته والاستجمام فيه كل صيف، وخلال السهرة استمع عبد الوهاب لصوت ميادة وأبدى إعجابه الشديد بصوتها الرائع، وحاول إقناعها بأن تزور مصر لتنطلق منها فنيًا، لكنها رفضت هذا وقتها معربة عن رفضها لفكرة احتراف الفن.
وبعد مرور فترة توفى زوج ميادة الحناوي، مما اضطرها للذهاب إلى مصر برفقة أخيها عثمان الحناوي، حيث أقامت بشقة في القاهرة، وحينها جهز محمد عبد الوهاب ألحانًا خاصة لميادة، وبقيت حوالى عامين تتحضر خلالها للانطلاق لعالم الشهرة، التي اكتسبتها ميادة الحناوي بعد أن صدرت أغانيها عن طريق الكاسيت وإذاعة أغاني مصورة بالفيديو عبر شاشة التلفاز.
بعدها بدأت ميادة في تقديم حفلات بالكثير من البلاد العربية رفقة فرقة الفجر بقيادة المايسترو أمين الخياط، وأُذيعت وعُرضت حفلاتها وأغانيها على كافة المحطات العربية، وكانت الألحان ترسل لها على شريط كاسيت من كبار الملحنين العرب والمصريين، وتتدرب عليها في دمشق وتسجلها، وعند إتمام الاستعدادات تسافر هي والملحن وفريق العازفين للتسجيل في اليونان، وكان يرافقها المنتج محسن جابر، ومن ثم أصبحت ميادة الحناوي أشهر المطربات في زمانها.
تعاملت ميادة الحناوي خلال تلك الفترة مع كبار الملحنين في مصر، كان أبرزهم محمد الموجي، والذي سجلت معه أولى أغانيها، مما أثار غضب محمد عبد الوهاب وجعله يسحب منها أغنية “في يوم وليلة” لتذهب للفنانة وردة الجزائرية وتؤديها بشكل رائع، وتعاملت ميادة بعدها مع محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن انطلاقتها الكبرى كانت رفقة الموسيقار بليغ حمدي، الذي غنت معه أروع أغانيها الطربية مثل “أنا بعشقك”، و”الحب إلي كان”، و”أنا اعمل إيه”، و”سيدي أنا”، و”مش عوايدك”، و”فاتت سنة”، وغيرها من أجمل الأغاني التي حققت لها انتشارًا كبيرًا وذاع صيتها على مدى واسع في العالم العربي، وأيضًا بين الجاليات العربية في أمريكا وأوروبا، حيث كانت ترافقها عدسات كبرى المجلات العربية في حفلاتها.
وبعد رحيل بليغ حمدي، الذي وهبها آخر لحن له “عندي كلام”، بدأت في تغيير اختياراتها الفنية بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين، وكان من بينهم الموسيقار سامي الحفناوي الذي بدأت معه في ألبوم “غيرت حياتي” والذي كان بداية انطلاق ميادة لغناء الأغاني الطربية القصيرة، وقامت بتصوير كليب “غيرت حياتي”، وهي الأغنية التي حققت انتشارا بين جيل جديد من الشباب وأضاف لها جمهور جديد، ثم أعقبتها بعدد كبير من الأغنيات التي على تلك الشاكلة،
أما أغنية “نعمة النسيان” التي تعد من بين أفضل أغانيها، فهي من ألحان عازف الأكورديون فاروق سلامة، الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وهو شقيق الملحن جمال سلامة.
لقبت ميادة بمطربة الجيل، وقال عنها الموسيقار السنباطي “يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي” وأعطاها لحن قصيدته “أشواق” ولحن لها رائعته “ساعة زمن “،
وبسبب الغيرة تم ترحيلها من مصر ،حيث ثارت الكثير من الجدل حول سبب ذلك، وكيف حدث ومن كان وراء هذا القرار، ولكن ميادة اعترفت في أحد اللقاءات أن السيدة نهلة القدسي، زوجة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب هي السبب وراء رحيلها من مصر، حيث أشارت ميادة إلى أن نهلة القدسى طلبت من وزير الداخلية المصري آنذاك، نبوي إسماعيل ترحيلها من مصر، وبالفعل تم ذلك وظلت بعيدة عن مصر 13 عاما، ولم تعد الى مصر إلا بعد وفاة الموسيقار محمد عبد الوهاب.
في عام 2019 وخلال مشاركة ميادة الحناوي بالغناء في حفل إفتتاح معرض دمشق الدولي الـ61، الذي أُقيم بدار الأوبرا السورية سقطت على المسرح، وترددت اشاعة حول اصابتها بالضغط والزهايمر، إلا أنها ردت على ذلك بأنها بخير وكلها شائعات، وقالت:” يمكن عين صابتني، والوقعة كانت من طول الفستان”، مستشهدة بالسيدة أم كلثوم، عندما تعرضت للموقف ذاته في الأولمبياد.