وفقاً لرواية نجله اللاجئ في لندن.. تفاصيل ليلة القبض على الداعية السعودي المعتقل عوض القرني/ فيديو

كشف “ناصر”، نجل الداعية السعودية المتعقل الشيخ “عوض القرني”، أسباب هروبه من المملكة، قبل أن يكشف تفاصيل ليلة اعتقال والده.

واعتقلت السلطات السعودية “عوض القرني”، في سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة اعتقالات طالت عددا من المفكرين والدعاة، قبل أن تطالب النيابة بإعدامه.

وقال “ناصر” (24 عاما)، إنه هرب من المملكة، وقدم طلب لجوء في المملكة المتحدة بعد أن شعر أن حياته مهددة هناك، مشيرا إلى أن مسؤولين في أمن الدولة حذروه إذا انتقد معاملة السلطات لوالده.

وأضاف: “في عهد (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان تغير الوضع في السعودية بشكل سيئ حقا (…) إذا رغب أي شخص في التعبير عن رأيه، فعليه إما مواجهة السجن، ما قد يؤدي إلى عقوبة الإعدام. أو العيش بفم مغلق وعدم انتقاد السلطات”.

ونفى “القرني” المزاعم ضد والده، الذي قال إنه اتهم أيضًا بامتلاك كتب محظورة وتعليقات على “تويتر”، بما في ذلك الدعوة إلى معاملة عادلة للسجناء السياسيين.

وقال إنه حاول المطالبة بالإفراج عن والده في السعودية واستجوبه مسؤولو أمن الدولة في عدة مناسبات.

وتابع: “لقد أرادوا مني أن أتبنى روايتهم للقصة”، مضيفًا أن المسؤولين أخبروه أنه ممنوع من مغادرة البلاد لكنه حصل مؤخرًا على جواز سفر وفر من البلاد دون إبلاغ أي من أفراد أسرته.

ولفت إلى أنه سافر أولاً إلى الأردن ثم إلى لندن، حيث وصل في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وأكد أنه سافر إلى لندن لطلب اللجوء، وزيادة الوعي بالحملة القمعية في السعودية ومحاولة إنقاذ حياة والده.

والسبت الماضي، أعلن “ناصر” تمكنه من مغادرة المملكة نحو مكان آمن، خوفا من الاعتقال، وموجها انتقادات لسلطات بلاده، مشيرا إلى أنه سيواصل الدفاع عن والده وإنقاذ بلده.

والأربعاء، نشر “ناصر القرني” مقطع فيديو على “تويتر”، سرد فيه تفاصيل ليلة اعتقال والده، ورد على تساؤلات: “من هم الذين داهموا منزلنا يوم الاعتقال؟ وكيف اقتحموا البيت على والدي وأهلي؟ وعن ماذا كانوا يبحثون في داخل المنزل؟ وأنا وأخي .. أين كنا؟!”.

وقال إن “الاعتقال تم بعد غروب شمس يوم 9 سبتمبر/أيلول عام 2017، وجاءت سيارتان تقلان بعض الأشخاص، وتحدثوا مع والده عبر سماعة جرس المنزل، وقالوا له نحن ضيوف من خارج المنطقة”.

وأضاف أنه “كان من الطبيعي أن يأتي ضيوف إلى الوالد بشكل مفاجئ، وبعدها رحب بهم ونزل لاستقبالهم، وعندما فتح الباب انقضوا عليه مباشرة، وحاولوا دخول المنزل، وكانوا يرتدون ملابس مدنية”.

وتابع نجل “القرني”: “الوالد أخرجهم وأغلق الباب من خلفه بسبب وجود الأهل (نساء) والأطفال في المنزل.. وبعد دقائق معدودة أتت نحو 30 سيارة مدججة بعناصر مسلحة واقتحموا المنزل وفتشوه وصادروا الأجهزة الإلكترونية”.

وألمح إلى أن “عملية التفتيش استمرت حتى الساعة 10 مساء، وكان كل من في المنزل بحالة قلق وخوف، وحاولوا تقييد الوالد أمام أطفاله وتم تفتيش الأطفال وحبسهم في غرفة صغيرة، وأشهروا أسلحتهم على كل من في المنزل”.

وفيما يتعلق به وبأخيه، قال: “أنا وأخي كنا في الخارج وقت المداهمة، وعندما وصلنا ذهلنا من المنظر، وكأنها ساحة حرب، حيث تواجد نحو 100 رجل مسلح، وكانوا يحيطون بالمنزل، وتم منعنا من دخول المنزل بقوة السلاح”.

وأشار إلى أنه “بعد اعتقال الوالد، قالوا لنا إنه يومين وسيعود، وها نحن الآن في أكتوبر/تشرين الأول سنة 2022، وما زال والدي معتقلا”.

ومنذ توليه السلطة في صيف عام 2017، أشرف ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، على حملة واسعة النطاق ضد معارضيه، حتى عندما دفع بعدد من الإصلاحات الليبرالية.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، اعتقلت السلطات السعودية عشرات العلماء المستقلين والأكاديميين والناشطين، بمن فيهم “سلمان العودة”، وهو شخصية دينية بارزة في العالم العربي، طلب المدعون العامون الحكم عليه بالإعدام.

وتوجه السلطات السعودي اتهامات للمعتقلين، تشمل “الخروج على ولي الأمر، والتعدي على دول صديقة، والتخابر مع جهات خارجية، والسعي لإثارة الفتن وزعزعة أمن الدولة، وتمويل جهات إرهابية خارج المملكة، والانتماء للإخوان المسلمين”، وهو ما ينفيه الموقوفون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى