قمة الجزائر والمقاطعة العربية الظالمة لسوريا

من المقرر أن تعقد القمة العربية القادمة في الجزائر يومي الأول والثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بالتزامن مع الذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وبغياب سوريا التي جمدت عضويتها في جامعة الدول العربية، ومنعت من حضور اجتماعاتها والقمم العربية منذ نوفمبر 2011.
ما حدث في سوريا من دمار وفوضي ومؤامرات أمريكية إسرائيلية عربية لا علاقة له بحقوق الإنسان والديموقراطية ومحاربة الدكتاتورية كما كذب المعتدون، فالدول العربية التي ساهمت في تدمير سوريا وقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من أبنائها دول دكتاتورية لا علاقة لها بالديموقراطية، تضطهد الإنسان العربي، وتنهب ثرواته دون اعتراض من أمريكا ودول الغرب! فلماذا إذا كانت سوريا وما تزال مستهدفة؟
سوريا دافعت عن قضايا الأمة العربية ووحدتها، وكانت أول دولة قبلت الشروع في وحدة اندماجية مع مصر، وفتحت أبوابها لكل العرب، وسمحت لهم بدخولها بدون قيود، ومنحتهم حقوق الإقامة والتملك الممنوحة للمواطنين السوريين، واحتضنت الشعب الفلسطيني وقضيته وفصائله المقاومة لعشرات السنين، مما أدى إلى اتهامها من قبل الغرب وإسرائيل بدعم الإرهاب وتعرضها لطيف واسع من العقوبات والاستهداف السياسي والاقتصادي.
وبعد 11 عاما من المقاطعة العربية الظالمة، ندمت بعض الدول العربية على قرارها بالمقاطعة، وأعادت علاقاتها مع سوريا، وأعربت عن دعمها لكل الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على وحدتها واستقرارها، وعودة دورها ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي. فما الذي تغير وأرغم هذه الدول العربية على تغيير مواقفها؟
لا شك ان صمود الشعب السوري وانكشاف أوراق العدوان أدت إلى فشله ووصوله إلى طريف مسدود، وإلى انهيار المشروع الغربي الإسرائيلي المدعوم من بعض الدول العربية؛ لكن المؤسف حقا هو استمرار معارضة مصر والسعودية وقطر لمشاركة دمشق في قمة الجزائر. فمصر التي فقدت دورها الريادي والقيادي في العالم العربي، انحازت للسعودية في معارضة إعادة سوريا للجامعة، ومنعها من حضور القمة التي ستعقد في الجزائر مبررة ذلك بتدخل إيران في الشأن السوري، والتقت هي والسعودية وقطر مع موقف الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي التي ما تزال تعرقل إنجاز حل للأزمة، وتبذل قصارى جهدها لإضعاف وتطويق وعزل سوريا ودول المقاومة الرافضة للعربدة الإسرائيلية والهيمنة الأمريكية على مقدرات المنطقة العربية.
الشعب السوري المؤمن بعروبته، الذي تدعمه وتقف إلى جانبه الشعوب العربية، قدم تضحيات جسام لإفشال العدوان الأمريكي الصهيوني المدعوم عربيا، وأثبت أن سوريا كانت، وما زالت، وستظل عصية على الكسر، وقلب العروبة النابض، وستنتصر في دحر العدوان، وتعود حتما إلى الجامعة العربية أقوى مما كانت، وتشارك في القمم العربية التي ستعمل من أجل الوطن والانسان العربي، وليس تلك التي تتحكم بقراراتها دولارات النفط وقادة التطبيع والاستسلام لأعداء الأمة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى