المخابرات الامريكية: مشكلتنا مع عبد الناصر أنه رجل بلا رذيلة

قدم ضابط المخابرات المركزية الأمريكية، يوجين جوستين شهادة فخر تفضح ما كان يكنه الأمريكان تجاه الزعيم جمال عبد الناصر من حقد وكراهية وعداء، فى كتابه: «التقدم نحو القوة».

يقول جوستين في كتابها: «مشكلتنا مع عبد الناصر أنه رجل بلا رذيلة، مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء، ولا خمر، ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه، أو رشوته، أو حتى إخافته، نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا، لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد»..

وعقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر خرج رموز الكيان الإسرائيلى بتصريحات تفضح مكنون ما كانوا يشعرون به تجاهه من كراهية ورغبة فى التخلص منه، فقال مناحيم بيجين رئيس وزراء دولة الكيان الصهيونى الأسبق: «إن وفاة عبد الناصر، تعنى وفاة عدو مر، إنه كان أخطر عدو لإسرائيل، إن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك فى الحديث الذى يملأ العالم كله عن ناصر وقدراته وحنكته وزعامته»!

بينما قال ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل: «كان لليهود عدوان تاريخيان هما فرعون فى القديم، وهتلر فى الحديث، ولكن عبد الناصر فاق الاثنين معا فى عدائه لنا، لقد خضنا الحروب من أجل التخلص منه حتى أتى الموت وخلصنا منه»!

وقال المفكر الإسرائيلى آمنون روبنشتاين: «إن مصر يجب ألا تكون طرفا فى الصراع العربى الإسرائيلى، إن تورط مصر الكبير فى هذا النزاع سببه  سياسة جمال عبد الناصر التى كانت تقوم على ركنين أساسيين يعوزهما الحكمة، وهما: إمكانية تحقيق وحدة عربية، ومعاداة الغرب، وقد رفض جمال عبد الناصر طيلة حياته العدول عن تلك السياسات»..

وكتب وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر فى مذكراته: «أشعر بالسعادة البالغة لنبأ وفاة الرئيس عبد الناصر، لأن وجوده بسياسته الراديكالية المعادية للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، كان يمثل أكبر عائق لتنفيذ الأهداف الأمريكية فى المنطقة الأهم للولايات المتحدة فى العالم».

ويحلل كيسنجر أوضاع المنطقة عقب وفاة ناصر، مبينا أن الوقت أصبح مناسبا للوصول لحل سلمى للصراع بين مصر وإسرائيل، بشرط أن يكون هذا الحل أمريكيا.

وأن يتضمن ثلاثة شروط: «طرد النفوذ السوفيتى من المنطقة كلها – ترك مصر ضعيفة غير قادرة على التأثير بأى نفوذ على الإطلاق فى العالم العربى – إظهار التجربة الثورية التى قادها عبد الناصر بمظهر التجربة الفاشلة»!

وكان الرئيس جمال عبد الناصر – رحمه الله – يقول فى حياته: «إذا رأيتم أمريكا راضية عنى فاعلموا أنى أسير فى الطريق الخطأ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى