مصادر استخباراتية: روسيا وإيران وراء مصالحة “حماس” مع سوريا لقطع الطريق على التقارب السوري/ الفتحاوي

أفادت مصادر استخباراتية بأن جهود روسيا وإيران تقف وراء المصالحة بين النظام السوري وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في 16 سبتمبر/أيلول، بعد عقد من الخلاف.

وأوضحت المصادر أن حماس وضعت اللمسات الأخيرة على مصالحتها مع نظام الرئيس السوري “بشار الأسد” في موسكو، ليتم الإعلان رسميًا عن الصفقة التي استغرقت شهورًا لإنجازها.

كما شاركت طهران، حسب ذات المصادر، في المحادثات بين الجانبين، وشجعت النظام السوري على قبول اتفاق مع الحركة الحاكمة فعليا في غزة، وفقا لما أورده موقع “إنتليجنس أونلاين”، المعني بالشأن الاستخباراتي.

وفي 10 سبتمبر/أيلول، سافر رئيس المكتب السياسي لحماس، “إسماعيل هنية”، إلى موسكو للمرة الثانية خلال 4 أشهر بدعوة من وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”، حيث ناقشا شروط إعادة العلاقات بين الحركة ودمشق. كما التقى “هنية” السفير الإيراني “قاسم جليلي”.

وأثارت حماس، خلال مباحثات موسكو، مطلب فتح مكتب للحركة في دمشق، حيث حرصت الحركة على اغتنام فرصة المصالحة ليكون لها وجود إقليمي.

لكن نظام “الأسد” وافق على المصالحة بينما رفض طلب حماس بشأن فتح مكتب إقليمي لها، ولم يعلن عن الخبر عبر وكالته الرسمية (سانا) كما كان متوقعا.

ورغم أن “هنية” أمضى شهورًا في محاولة الحصول على دعم حزب الله للمصالحة مع دمشق، إلا أن طهران هي التي قدمت في النهاية الدعم الذي لعب دورًا حاسمًا في قدرة حماس على الإعلان عن إعادة العلاقات مع النظام السوري “لخدمة مصالح المجتمع العربي والقضية الفلسطينية”، حسبما ورد في بيان أصدرته الحركة في 16 سبتمبر/أيلول.

إحباط حركة فتح

وبحسب المصادر، فإن الدعم الإقليمي الجديد لحماس مكنها من تحقيق انقلاب كبير على منافستها حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، والتي كانت بدورها تحاول كسب مصالح لها بسوريا، في وقت كانت تخسر فيه أرضيتها بالداخل الفلسطيني.

فـ “سمير الرفاعي”، مبعوث السلطة الفلسطينية إلى دمشق،بذل جهودًا متكررة للتودد إلى السلطات السورية لصالح فتح.

وفي 21 يونيو/حزيران التقى “الرفاعي” نائب وزير الخارجية السوري، السفير الحالي في موسكو “بشار الجعفري”.

وكانت حماس قد قطعت العلاقات مع نظام “الأسد” وأعلنت دعمها للمعارضة السورية في عام 2012 ونقلت قيادتها من دمشق إلى الدوحة.

غير أن الحركة أعلنت في بيانها 16 سبتمبر/أيلول، أنها ستمضي في “بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين”.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أكد نائب رئيس “حماس” في قطاع غزة “خليل الحية” أن قرار استعادة العلاقة مع دمشق جاء بعد مناقشة داخلية وخارجية شملت قادة وكوادر الحركة وحتى المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، حسبما أوردت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله.

ولا تتوقع حماس عودة قيادتها إلى الإقامة في دمشق بسبب الوضع الأمني نتيجة القصف الإسرائيلي وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من سوريا، لكنها أوضحت أن “إعادة العلاقات ضرورة سياسية ولوجستية في ضوء التحالفات في المنطقة”.

 

المصدر – الخليج الجديد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى