هربوا من الفقر فتلقفهم البحر.. ارتفاع عدد ضحايا غرق مركب لبناني قبالة السواحل السورية إلى 86، وتوقيف المتورط بتهريبهم

أعلن الجيش اللبناني توقيف شخص للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، بعد أيام من غرق 86 شخصا على الأقل قبالة سواحل سوريا.

وقال الجيش اللبناني، في بيان له: “بتاريخ 21/ 9/ 2022، أوقفت مديرية المخابرات المواطن (ب.د.) للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر. وقد ثبت نتيجة التحقيق تورطه بإدارة شبكة تنشط في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر،وذلك انطلاقاً من الشاطئ اللبناني الممتد من العريضة شمالاً حتى المنية جنوباً”.

وأضاف البيان: “اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا عبر البحر بتاريخ 21/ 9/ 2022، والتي أسفرت عن غرق المركب قبالة الشواطئ السورية بتاريخ 22/ 9/ 2022″، مشددا أن “التحقيق مع الموقوف ومتابعة الشبكة لتوقيف أفرادها بإشراف القضاء المختص”.

وكان عدد ضحايا غرق المركب  قبالة السواحل السورية إلى 86 شخصا، وفق التلفزيون السوري، اليوم  السبت.

فقد قال التلفزيون السوري، إن “عدد قتلى القارب الغارق الذي كان يحمل مهاجرين قرب مدينة طرطوس الساحلية بشمال البلاد والذي يُشتبه بأنه أبحر من شمال لبنان متجها نحو أوروبا ارتفع إلى 86 قتيلا”.

وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، امس الجمعة إلى أن 20 ناجيا يتلقون العلاج بمستشفى في مدينة طرطوس الساحلية، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين من قبل القوات السورية والروسية.

وأبحر المركب من لبنان الغارق في أزماته والذي بات منصة انطلاق للاجئين خصوصا السوريين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي.

وازدادت وتيرة الهجرة على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بلبنان منذ نحو 3 سنوات والذي دفع لبنانيين كثرا إلى المخاطرة بأرواحهم بحثا عن بدايات جديدة.

والخميس، عثرت السلطات السورية على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس، بينما تم إنقاذ عشرين شخصا من ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان، وتراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصا، من دون أن تتضح بعد ملابسات غرقه.

وتحدثت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عن تقارير تفيد بوجود عدد من اللاجئين الفلسطينيين على القارب الذي غرق قرب السواحل السورية.

لا تزال هذه الفاجعة تتكشف ساعة تلو أخرى، بينها قصة اللبناني مصطفى مستو الذي غرق مع بناته الثلاث فيما زوجته تقبع في المستشفى بحالة خطرة.

ومساء الجمعة، تسلم الصليب الأحمر اللبناني من الهلال الأحمر السوري عند الحدود اللبنانية – السورية، جثامين 7 لبنانيين وفلسطينيين اثنين بعدما تعرف عليهم ذويهم، حيث وصلت إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان)، جثامين مصطفى مستو وبناته الثلاث وجرى تشييعهم من قبل الأهالي وأبناء المدينة وسط أجواء من الحزن والغضب.

وفي حديث مع “الأناضول” قال غسان مستو، شقيق الضحية مصطفى مستو، إن “ظروف البلد هي التي دفعت شقيقه لمحاولة الهجرة”.

ولم يستطع غسان حبس دموعه، لكنه أشار إلى أن شقيقه “كان يريد الهروب من الفقر والمعاناة المعيشية في لبنان”.

بدوره قال فادي الوزي أحد جيران الضحايا، أن مصطفى “اختار طريق البحر لأنه كان يحلم بمستقبل أفضل لبناته، لكن القدر شاء عكس ذلك، فيما زوجته بالمستشفى بحالة خطرة”.

وأضاف الوزي”: “حاول الهجرة مثل كثيرين ممن يحلمون بعيشة كريمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد”، مشيرا الى أن “هذه المحاولة الثانية لمصطفى للخروج من لبنان لكن سبحان الله، قدر الله وما شاء فعل”.

وأردف: “كان مصطفى يحلم بالوصول الى دولة تؤمن الرعاية له ولبناته، لا أعلم ما هو المصير الذي ينتظرنا في لبنان، وهذه ليست الفاجعة الاولى التي تحصل في شمال لبنان من جراء محاولات الهجرة”.

وقال الوزي: إن “معظم الناس في لبنان باتوا يبحثون عن عيشة كريمة، طبابة وتعليم ورعاية اجتماعية”.

وتزداد محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان وكثير من الدول العربية باتجاه دول أوروبية، في ظل تدهور معيشي غير مسبوق وارتفاع قياسي بمعدلات الفقر على اثر أزمة اقتصادية خانقة تشهدها العالم العربي في الأعوام الاخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى