عباس لـ الامم المتحدة: نريد حلاً.. إسرائيل لم تُبق للفلسطينيين شيئًا ليقيموا دولتهم، فأين سنقيم دولتنا ويعيش شعبنا؟

 

نيويورك – “القدس” دوت كوم – دعا الرئيسي محمود عباس، الأمم المتحدة بالعمل على إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال تحقيق “حل الدولتين” والسعي لمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية التي دعاها لوقف عدوانها فورًا بحق الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي قال في بدايتها إن “ثقتنا بتحقيق السلام آخذة بالتراجع بسبب سياسات الاحتلال”، مؤكدًا على أنه لا يوجد في إسرائيل أي شريك للسلام بعد أن دمرت أوسلو وتسعى لتدمير “حل الدولتين”، وهو ما يثبت أنها لا تؤمن بالسلام بل بفرض الأمر الواقع بالعدوان.

وقال: “لا يوجد شريك حقيقي يمكن الحديث معه وهذا ما يجعل العلاقة بين احتلال وشعب محتل، ولن نتعامل مع إسرائيل على هذا الأساس، ونطالب المجتمع الدولي بذلك”.

واتهم الرئيس عباس، إسرائيل بأنها تقوم بحملة مسعورة لمصادرة أراضينا وزرعها بالمستوطنات الاستعمارية ونهب مواردنا وكأنها أرض فارغة بدون أصحاب كما فعلت عام 1948، وإطلاق يد المستوطنين الإرهابيين لقتل أبناء شعبنا وسرقة اراضيهم ومياههم ويحرقون بيوتهم، وإجبارهم على هدمها ذاتيًا، والسماح بتشكيل مجموعات ارهابية تعتدي على الفلسطينيين وتنادي بطردهم مثل شبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن وأمناء الهيكل وغيرها من بين تلك المجموعات الإرهابية التي يقودها أعضاء في الكنيست الإسرائيلي. كما أكد الرئيس.

وطالب الرئيس الفلسطيني، المجتمع الدولي بوضع تلك المنظمات الإرهابية على قوائم الإرهاب.

وشدد على أن إسرائيل بأفعالها لم تبقي شيئًا للفلسطينيين ليقيموا دولتهم، قائلًا: “أين سنقيم دولتنا المستقلة وأين سيعيش شعبنا؟ .. نريد أن نعيش بسلام معهم”.

وأشار إلى أن سكان المستوطنات في الضفة الغربية باتوا يشكلون 25% من مجمل الأرض الفلسطينية التي تبقت من قرار التقسيم.

وقال: “إسرائيل تقتل شعبنا بدون حساب كما فعلت مع الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قلت قصدًا برصاص القناص الإسرائيلي”، متحديًا أميركا بأن تعمل على معاقبة أو محاسبة أو محاكمة أولئك القتلة.

وأشار إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدًا على تمسك فلسطين بالوصاية الهاشمية على تلك المقدسات.

وعبر عن رفضه لمحاولات إسرائيل فرض مناهج تعليمية مزيفة ومزورة على الطلاب الفلسطينيين بالقدس، وخرقها بذلك للقانون الدولي.

واتهم الرئيس عباس، إسرائيل بتعطيل الانتخابات الفلسطينية من خلال حرمان المقدسيين من ذلك كما فعلت في الانتخابات التي جرت في سنوات مضت.

وأكد الرئيس عباس على أن جهوزية السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات، مشيرًا إلى أنها لم تلغ ولكن تم تأجيلها لحين السماح للمقدسيين بالتصويت.

وجدد تأكيده على أن إسرائيل عبارة عن نظام فصل عنصري، وأنها لا زالت تخرق القانون الدولي ولكن دون أن تعاقب بسبب وجود جهات تحميها في الأمم المتحدة، وبسبب المعايير المزدوجة التي تطبق حين يتعلق الأمر بإسرائيل.

وتطرق الرئيس الفلسطيني، إلى إغلاق إسرائيل 6 منظمات حقوقية تحاول تطبيق القانون واتهامها بالإرهاب واقتحا مكاتبها والعبث بها، منددًا بتلك الإجراءات.

وحمل الرئيس عباس، إسرائيل المسؤولية عن ارتكاب المجازر منذ عام 1948 وتهجير اللاجئين حينها، مشيرًا إلى أنها ارتكتب 50 مجزرة منذ النكبة وآخرها كان بغزة حين قتلت 77 طفلًا.

وطالب، إسرائيل بالاعتراف عن مسؤوليتها عن تدمير القرى وارتكاب المجازر والمذابح وتهجير الفلسطينيين، والاعتذار من شعبنا وتحمل المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية، مطالبًا المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على ما ارتكبته من جرائم.

وأكد على أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية ولجميع المحاكم في العالم لمطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها تجاه تلك المجازر.

ووجه سؤالًا للحضور: “هل يجب أن ننتظر قرنًا أو قرنين .. لم يعد على وجه هذه البسيطة إلا نحن تحت الاحتلال.. لماذا؟! .. ماذا نتحمل نحن ونبقى تحت الاحتلال؟”.

وقال: “لن نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل عام 1993 (أوسلو)، وهذه اتفاقيات لم تعد باقية على أرض الواقع في ظل قيام إسرائيل بأعمال أحادية مناقضة للاتفاقيات، ونحن لن نفعل ذلك ولكن إلى متى سنبقى ملتزمين لوحدنا بها .. لذلك أصبح لزامًا علينا للبحث عن وسائل أخرى للحصول على حقوقنا وتحقيق السلام بما في ذلك تنفيذ القرارات التي اتخذتها مجالسنا وهيئاتنا الوطنية”.

وأضاف: “إننا نقدم على اتخاذ هذه القرارات من أجل الحفاظ على حقوقنا ووجودنا في وطننا تحت مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والتي ينضوي تحت قيادتها جميع أبناء شعبنا في كل مكان بالعالم”.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات الخاصة بفلسطين ولم ينفذ أي قرار منها، مؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني يريد تنفيذ القرارات المتعلقة بقبول العضوية في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه تم التقدم بطلب للأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن.

وأكد أنه سيتم الشروع في تقديم الطلبات المتعلقة بالانضمام للمؤسسات الأممية مثل منظمة الصحة العالمية والملكية الفكرية والطيران المدني الدولي.

وطالب بتنفيذ قرارات اعتمدت من مجلس الأمن الدولي بشأن السلام العادل والشامل، قائلًا: “نريد من الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا وحمايته”.

وبين أنه سيطلب استفتاء الجمعية العامة بشأن الخطوات المطلوبة في حال استمرت عرقلة محاولاتنا لنيل العضوية الكاملة، متهمًا المجتمع الدولي بالعجز عن ردع العدوان الإسرائيلي البشع بحق شعبنا وتوفير الحماية له. كما قال.

وقال: “لن نلجأ للسلاح والعنف .. هذه قاعدة لدينا .. لن نلجأ للإرهاب وسنحاربه معًا وسويًا .. لكن احمونا من الإرهاب والعنف أسوةً ببقية شعوب العالم خاصة وأن دولة الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون”.

واتهم العديد من الدول منها الولايات المتحدة بتقديم الحماية لإسرائيل ومنع محاسبتها، والسماح لها بالاستمرار في سياساتها العدوانية وازدرائها للمجتمع الدولي.

وقال: “بعض الدول شريكة في إصدار القرارات التي تسببت بنكبة فلسطين مثل وعد بلفور، وتلك الدول تتحمل المسؤولية مع إسرائيل محنة الشعب الفلسطيني”، مطالبًا بريطانيا وأميركا وإسرائيل بالاعتراف بمسؤولياتها عن هذا الجرم الكبير الذي ارتكب بحق شعبنا والاعتذار وجبر الضرر وتقديم التعويضات لشعبنا التي يقررها القانون الدولي.

ولفت إلى أن بعض الدول مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية تنادي بـ “حل الدولتين”، تعترف بإسرائيل بدون فلسطين، وتهدد باستخدام الفيتو في حال قررت السلطة نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وجدد تأكيده على أن القيادة ماضية في طلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مطالبًا الأمين العام بالعمل الحثيث على وضع خطة دولية لإنهاء الاحتلال من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة استنادًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأشار إلى خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد وبعض المسؤولين حول “حل الدولتين”، قائلًا: “الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورًا .. يجب أن تقف الحكومة الإسرائيلية كل الإجراءات أحادية الجانب التي تدمر حل الدولتين”.

وأضاف: “يجب إجراء مفاوضات بوقف الإجراءات على الأرض .. نحن تواقون للسلام .. فدعونا لتحقيق السلام من أجل الأجيال القادمة وشعوب المنطقة .. نحن نريد السلام ونحارب الإرهاب في كل دول العالم”.

وتابع: “إنني فخور بأنني أمضيت عقودًا عدة من عمري وأنا أناضل مع إخوتي من قادة الشعب الفلسطيني منهم من قضى ومنهم من ينتظر من أجل الحفاظ على حقوق شعبنا البطل والشجاع الذي ضرب أروع نموذج البطولة والفداء رغم الضغوطات التي تمارس علينا وعلى شعبنا ولكن حافظنا على قرارنا الوطني المستقل وهذا من حقنا”.

وواصل: “نحن متمسكون بثوابتنا الوطنية .. ونجدد رفضنا تلقي أي تعليمات أو أوامر من أي جهة في العالم”.

وتطرق لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدًا أن القيادة لن تترك أبنائهم وبناتهم وأسرهم، مشيرًا إلى أن هناك الآلاف من الأسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية.

ولفت إلى قضية الأسير ناصر أبو حميد، وحرمان الاحتلال لوالدته من زيارته رغم أنه يصارع الموت بسبب الإهمال الطبي، كما أشار إلى قضية احتجاز جثامين الشهداء والأسرى الشهداء ومعاقبة ذويهم.

وقال في ختام كلمته: الاحتلال يجب أن ينتهي .. فلتحققوا السلام الشامل والعادل بدل أن يتحقق بمزيد من التضحيات .. انتظرنا طويلًا .. فهل لديكم حل؟ أريد حلاً؟!”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى