في ذكرى تفجير البرجين.. دفاعاً عن الأمتين العربية والاسلامية

· أنا مواطن عربي مسلم من مصر وانا لست ارهابيا.
· وأنا ارفض وأدين جريمة تفجير برجى نيويورك فى 11 سبتمبر 2001، وان كان كثيرون فى العالم وليس فى بلادى فقط لا تزال تساورهم الشكوك حول الفاعل الحقيقى، وعن دوافعه وعن المستفيد من الجريمة، خاصة بعد إتخاذ ما حدث كذريعة لغزو المنطقة واحتلال افغانستان والعراق.
· ولكن أيا كان الذى يقف وراءها، فانها جريمة مدانة بشدة، فما ذنب كل هؤلاء الضحايا الابرياء؟
· فنحن نرفض وننهى ونحرم ونجرم قتل أى انسان أيا كان دينه أو وطنه، التزاما بقول الله تعالى ((مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)).
· وذلك على النقيض تماما من حضارتكم الاستعمارية التى قامت وتأسست على احتلال ونهب أوطان الآخرين واستعباد شعوبهم وابادة وتهجير سكانهم، وتفجير الصراعات وشن الاعتداءات والحروب التى تسببت فى سقوط عشرات الملايين من الأبرياء فى كل مكان.
· نعم نحن نرفض وندين جريمة تفجير برجى نيويورك، ولكن من ناحية أخرى فان مئات الملايين من المسلمين ومن غير المسلمين، يرفضون رفضا قاطعا ما حدث بعدها وعلى امتداد عشرين عاما من وضع كل العرب والمسلمين فى دائرة الاشتباه الى ان يثبتوا العكس.
· كما نرفض ونغضب بشدة بل ونعادى كل من يدعى تصريحا او تلميحا بان الاسلام دين ارهابى.
· فالإسلام أبعد ما يكون عن ذلك، كما انه بالنسبة الينا ليس دينا فقط وانما هو هوية حضارية ايضا سواء كنا مسلمين أو مسيحيين، منذ قام الفتح الاسلامى بتحريرنا من الاستعمار الاوروبى الذى استمر ما يقرب من ألف عام (332 ق.م ــ 642 م)
· ولذلك فاننا نعتبر الهجوم عليه ليس عدوانا على عقيدتنا الدينية فحسب، بل هو استهداف لوجودنا القومى والوطنى ذاته.
· كما اننا نعلم أن اتهام الاسلام بانه يحض على الارهاب، هو ادعاء مزعوم ومضلل يخفى وراءه الخوف الاستعمارى المتأصل من أى أديان او عقائد او ايديولوجيات ترفض الاحتلال والظلم والاستعباد وتحث اتباعها على المقاومة وعدم الاستسلام أمام اختلال موازين القوى، وعلى الدفاع عن أنفسهم وعن ديارهم فى مواجهة كل من يعتدى عليهم.
· خاصة اذا كانت عقيدة تؤمن بأن “الله أكبر” من الجميع، وتنهى الناس عن الخوف من سواه مهما بلغت درجة قوته أو جبروته، وتطمئنهم بان قلة صغيرة على حق قادرة على هزيمة كثرة قوية ظالمة ومعتدية.
· ونحن نعلم انكم لم تنسوا ولم تغفروا لنا ابدا، الهزائم الكاسحة التى اوقعناها بأجدادكم فى الحروب الصليبية 1096ـ1291، ولا تلك الانتصارات التى حققتها حركات الاستقلال الوطنى فى مواجهة الاستعمار الحديث بعد الحرب العالمية الثانية.
· ونحن نعلم ايضا ان مقاومة الشعوب العربية والاسلامية لكم فى فلسطين ولبنان والعراق وايران وافغانستان وغيرها، ورفضها الخضوع لكم، على العكس من عديد من انظمة العالم وحكامه، يشكل عقبة كبرى امام مشروعكم الامبريالى لسيادة العالم والهيمنة عليه.
· ونحن نعلم قبل كل ذلك وبعده كم أنتم عنصريون تجاه كل شعوب الارض من غير الجنس الابيض، وليس تجاه شعوبنا فقط.
· ونعلم أن كل هذا وغيره، وراء استهداف بلادنا ووضعها على رأس قائمة أعدائكم، ومحاولات تخريب هويتها وتشويه عقيدتها وتفكيك مقاومتها.
***
أنا مواطن عربي مسلم من مصر، وانا لست ارهابيا، ولكنى انسان وطني حر ارفض كل أشكال الاستعمار والاستعباد.
*****
القاهرة فى 11 سبتمبر 2022

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى