تقتدي بـ “ثاتشر” لتقليص دور الدولة وخفض الضرائب.. انتخاب ليز تراس رئيسة لوزراء بريطانيا خلفاً لبوريس جونسون

فازت وزيرة الخارجية البريطانية السابقة، ليز تراس، اليوم الإثنين، بزعامة حزب المحافظين، لتصبح بذلك رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، خلفاً لبوريس جونسون، المستقيل منذ شهرين.

جاء ذلك بعدما اختار حزب المحافظين البريطاني تراس لزعامة الحزب، متفوقة بذلك على منافسها وزير المال السابق ريشي سوناك.

فقد حصلت ليز تروس على إجمالي 81.326 من أصوات المحافظين، بينما حصل منافسها وزير الخزانة السابق ريشى سوناك على 60.399، وبلغت نسبة التصويت 82.6%.

وفى أول كلمة لها بعد إعلان فوزها، قالت تروس لمؤتمر حزب المحافظين: الأصدقاء والزملاء، شكرا لكم لثقتكم فى لقيادة حزبنا العظيم المحافظين، أعظم حزب سياسي على الأرض.. أضافت أن إيمان حزبها بالحرية والقدرة على السيطرة على الحياة الخاصة، وبالضرائب المنخفضة وبالمسئولية الشخصية يلقى صدى لدى الرأى العام. ولهذا فاز الحزب فى 2019، وسيحقق ما صوت الناس له لأجله.

وسوف تتولى تراس رئاسة الحكومة غداً الثلاثاء ، بعد إجراءات التسليم الرسمية.

من المقرر أن يُسلم جونسون، غدا الثلاثاء، استقالته للملكة إليزابيث الثانية، في مقرها الصيفي في بالمورال باسكتلندا، في سابقة بالنسبة إلى الملكة (96 عاماً)، التي تتجنب التنقل، ولن تسافر إلى لندن.

وكانت التوقعات تُشير إلى أن تراس (47 عاماً) هي الأوفر حظاً لشغل منصب رئيس الوزراء، وبفوزها تصبح تراس رئيس الوزراء الرابعة في بريطانيا منذ الاستفتاء على بريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي) في 2016، والمرأة الثالثة التي تتولى هذا المنصب في تاريخ المملكة المتحدة، بعد مارغريت تاتشر وتيريزا ماي.

وكانت تروس قد حظيت بدعم كثير من المحافظين بحماسها الذى يذكر برئيسة الوزراء الأبرز فى تاريخ بريطانيا، مارجريت ثاتشر، لتقليص دور الدولة وخفض الضرائب. ووعدت بالتحرك فورا للتعامل مع ارتفاع فواتير الطاقة، لكنها رفضت الكشف عن أى تفاصيل.

وعلى مدار أشهر، شهدت بريطانيا فراغا فى القيادة فى الوقت الذى انزلقت فيه البلاد من ركود إلى أزمة إنسانية أشعلتها فواتير الطاقة المرتفعة.

ويأتي تولي تراس لمنصب رئيس الوزراء وسط ظروف اقتصادية واجتماعية متدهورة، مع نسبة تضخم تجاوزت 10% ومرشحة للازدياد، وارتفاع غير مسبوق في فواتير الطاقة التي تثقل كاهل العائلات والشركات والخدمات العامة.

وكانت تراس قد وعدت بخفض كبير للضرائب، وتبنت خطاباً شديد اللهجة ضد النقابات، في حين خسر سوناك، المصرفي السابق، نقاطاً حين دعا إلى سياسة اقتصادية واقعية، واعتُبر بذلك شخصية تكنوقراطية تكتفي بإعطاء الدروس، وغير قادرة على إدراك الصعوبات التي يواجهها المواطنون.

تراس أكدت، امس الأحد، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أنها ستتحرك إذا فازت “من الأسبوع الأول” لمساعدة البريطانيين في موضوع فواتير الطاقة، لكنها رفضت توضيح الطبيعة الملموسة للإجراءات التي تعتزم اتخاذها.

في حين ذكرت وسائل إعلام بريطانية عدة أن تراس تنوي تجميد أسعار الطاقة، وأكدت أيضاً أنها ستقدم “بحلول شهر” مشروع إصلاح ضريبي لمواجهة الأزمة.

وعبر صحيفتين واسعتَي الانتشار، هما “ذي صن” و”دايلي ميل”، وعدت تراس بأن تبذل “ما في وسعها” ليحظى كل بريطاني “بفرصة المضي بعيداً، بمقدار ما تسمح له موهبته وعمله الدؤوب”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وإذا كانت تراس قد اجتذبت قاعدة الحزب الحاكم في المملكة المتحدة منذ اثني عشر عاماً، فإن 52% من البريطانيين رأوا أنها ستكون رئيسة وزراء بالغة السوء، وفق استطلاع أخير لمعهد يوغوف.

ورغم أن المرشحَيْن المحافظين وعدا بإحداث “تغيير” بعد عهد جونسون، الذي طبعته الفضائح، فإن رئيس الوزراء السابق لا يزال يتمتع بشعبية لدى فئة من المنتسبين الى الحزب المحافظ، وخصوصاً المسنين والبيض وأصحاب التوجه الذكوري.

وقد رفض جونسون أن يدعم علناً أياً من المرشحين لخلافته، مؤكداً في رسالة وداعٍ في صحيفة “صنداي أكسبرس”، أنه سيدعم خلفه، معتبراً أن تراس وسوناك “أكثر من قادرين” على تولي المنصب، لكنه لم يستبعد عودته إلى السياسة.

من هي ليز تراس ؟

من مواليد مدينة أوكسفورد جنوب وسط إنجلترا عام 1975 (47 عاما).
تنتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة ذات قناعات يسارية قوية.
انتخبت لأول مرة في عام 2010 نائبة عن ساوث ويست نورفولك.
أصبحت شخصية مشهورة بين أعضاء حزب المحافظين بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة.
ثاني امرأة تتولى وزارة الخارجية، وتلقب بالمرأة الحديدية.
أسهمت في فرض عقوبات على موسكو والأوليغارشية الروسية بعد حرب أوكرانيا.
شغلت عدة مناصب وزارية، ولعبت دورا في التفاوض على اتفاقيات التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية، قبل أن تصل إلى منصبها الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى