التقى خلالها بسائر أطياف النخبة الأردنية.. مشعل يغادر عمان بعد زيارة “خاصة” وُصفت بأنها “مهمّة في توقيتها ودلالتها”

غادر عمّان، ظهر اليوم  الخميس، رئيس حركة حماس في الخارج، المجاهد خالد مشعل، بعد قضائه أسبوعين كامليّن في ربوع الأردن، في زيارة هي الثانيّة خلال عام، إذ كانت الأولى في آب (أغسطس)2021 م، للمشاركة في جنازة رفيق دربه المهندس إبراهيم غوشة. وجاءت الثانيّة في الشهر ذاته من العام 2022 م، في سياق زيارة اجتماعيّة.

وعلى الرغم من العنوان الاجتماعي الذي اندرجت تحته الزيارة، وهي كانت كذلك، فإنها لم تخل من ” النكهة السياسية “،إذ تجاوزت زيارة الأرحام والأقارب واللقاء بهم، إلى زيارة الأصدقاء واللقاء بهم، وهم شخصيات وازنة سياسيا واعلامياً واجتماعيّا.

وكان لافتا أن الشخصيات القوميّة واليساريّة والوطنيّة، كان لها نصيبها في اللقاءات، ولم تقتصر على الإسلاميين فحسب، فقد زار مشعل أصدقاءه القوميين المخضرمين في منازلهم: راكان المجالي (وزير الإعلام سابقا) وعزّاه بوفاة نجله الشاب (محمّد)، والدكتور هاني الخصاونة (الوزير السابق)، والكاتب الناصري فهد الريماوي (رئيس تحرير جريدة المجد). والتقى الدكتور عرفات الأشهب (الناشط السياسي اليساري)، والكاتب الصحفي عبدالهادي راجي المجالي، والإعلامي المخضرم سالم علي ذياب.

كما التقي على هامش مأدبة عشاء، أقامها المهندس مروان الفاعوري (الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطيّة) في منزله، مع شخصيات سياسية ونيابيّة وعشائريّة وازنة، كان أبرزها : طاهر المصري (رئيس الوزراء سابقا)، ود. مروان المعشر (وزير الخارجيًة سابقا)، ود. محمّد الحلايقة (نائب رئيس الوزراء سابقا).

ولم تخل زيارة مشعل من نشاط اجتماعي خارج دائرة الأقارب، إذ قام بعيادة الشيخ صادق عبدالله الأحمر (الزعيم السياسي والقبلي اليمني) في المستشفى، بحضور عدد من أرحامه وأقاربه.

وعلى الرغم من الحساسيّة الرسميًة البالغة تجاه الإسلاميين عموما، والإخوان خصوصا، فإن مشعل قد التقى قيادات إسلاميّة وإخوانية عديدة مجتمعين ومتفّرّقين، وحرص على ما يبدو أن تكون بعيدة عن الأضواء .

بقي أن نشير إلى أن عضو المكتب السياسي ، ورفيق مشعل، محمّد نزّال، كان ملازما له في جميع زياراته ولقاءاته ، وهو الذي “هندس” برنامج الزيارة .

مراقب سياسي وصف زيارة مشعل بأنها مهمّة في توقيتها ودلالتها، حتى وإن اكتست ” ثوبا اجتماعيا”، فهي رسالة أردنيّة لجميع الأطراف المعنيّة، بأن خيارات الأردن مفتوحة ،خاصة في ظل التطوّرات السلبية التي تحيط بالأردن، سواء على صعيد البدء في تشغيل مطار ( رامون) للمواطنين الفلسطينيين والعرب، او التداعيات السلبيّة الاقتصاديّة على الأردن، وكذلك احتمالية عودة بنيامين نتنياهو لسُدّة الحكم في الكيان الصهيوني، ما يعني عودة التوتّر والجفاء في العلاقات بين الأردن والكيان، وفق ما كان عليه الأمر سابقا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى