هذا ما حدث لام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش في باريس

 

 
اعتاد الكثير من مشاهير الفنانين المصريين على الذهاب للمصايف المصرية والاجنببة للاستمتاع بالشواطئ والتخفيف حرارة الصيف، واقتناص الفرص للاستمتاع بالشواطئ وقضاء الإجازات فى المصايف.

وكان نجوم الزمن الجميل يحرصون على الاستمتاع بشهور الصيف على بعض أوروبا ومدنها، حيث وقعت لكثير منهم وقعت لهم مواقف غريبة أثناء قضاء بعض أيام الصيف هناك.

ومن هؤلاء النجوم كوكب الشرق أم كلثوم ،التي كانت رغم حرصها على قضاء بعض أيام الصيف فى مصيف رأس البر بدمياط، تنتهز أى فرصة للسفر إلى أوروبا.

ففى عام 1937 سافرت أم كلثوم إلى فرنسا مع شقيقها خالد ، واصطحبت معها سيدة مصرية تجيد الفرنسية حيث لم تكن كوكب الشرق فى ذلك الوقت تتقن الفرنسية بشكل كبير،

نزلوا جميعا فى أحد الفنادق بباريس ، وذات ليلة جلست أم كلثوم فى شرفة حجرتها المطلة على حديقة الفندق لتستمتع بالمناظر الجميلة ، ثم أخذت تدندن بصوت منخفض، وبعد دقائق اندمجت فى الغناء وارتفع صوتها، فاجتمع تحت شرفتها جميع نزلاء الفندق الذين لا يعرفون اللغة العربية وتعجبوا من هذه السيدة وما تقوله من عبارات وآهات بصوت جميل ، وعرفت إدارة الفندق فأرسلت لها طبيباً ليطمئن عليها، واعتذرت أم كلثوم مؤكدة انها كانت تغنى إحدى أغانيها.

وفى اليوم التالى فوجئت كوكب الشرق بأعداد كبيرة من الجاليات العربية يعسكرون تحت شرفة حجرتها، وينتظرون أن تخرج لهم وتغنى .

فريد الاطرش

وكان الموسيقار الكبير فريد الأطرش يسافر ايضا إلى أوروبا كثيراً للراحة والاستجمام منذ عرف طريق الشهرة ، وكان يهدف أيضا لعرض نفسه على الأطباء منذ أصيب بأول ذبحة صدرية فى حياته، وذات صيف سافر وأجرى جراحة بعينيه ، كما اعتاد أن يقضى بضعة أسابيع فى مصحة للقلب للاطمئنان على صحته.

وفى إحدى سفرياته أقام فريد الاطرش عدة أيام فى أحد الفنادق بمنطقة هادئة بباريس تحيطها الحدائق ، وكانت تقوم بإدارة هذا الفندق شابة جميلة ،

وكانت فى نفس الوقت تقوم بالتدريس فى إحدى الجامعات المتخصصة بتدريب وتخريج مديرى الفنادق، وقد أعجب الفنان الكبير بشخصية هذه الفتاة ونجاحها وفى طريقتها لمعاملة نزلاء الفندق، ونشأت بينه وبينها صداقة بعد أن عبر لها عن إعجابه وأهداها عددا من الهدايا تعبيراً عن إعجابه وتقديره لها، ولم يكن يعرف أن هذه المعاملة ستجعل الفتاة تقع فى حبه .

وعندما أراد فريد الأطرش مغادرة الفندق فوجئ بالفتاة تدخل غرفته وهى تحمل مسدسا وتهدد بالانتحار إذا سافر وتركها، لأنها وقعت فى غرامه ولا تتحمل فراقه،

أصيب الفنان الكبير بصدمة وحاول تهدئة الفتاة ، وأقناعها بالعدول عن الانتحار، مؤكداً أنه سوف يسافر إلى إحدى مدن باريس لمقابلة الطبيب وسيعود فى أقرب وقت ولن يتأخر ، وهكذا اقتنعت الفتاة وتركت فريد يغادر الفندق على أمل أن يعود بعد يوم أو ييومين على الأكثر، ولكن الفنان الكبير هرب من فرنسا كلها، وسافر إلى سويسرا ليقضى باقى أيام أجازته بعيداً عن الفتاة الجميلة وتهديداتها.

موسيقار الاجيال

كما اعتاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب منذ شبابه على قضاء بعض أيام الصيف فى باريس يعود بعدها لاستئناف نشاطه وعمله بالقاهرة ،

ولأنه كان يخاف من البرد ويعانى من الوسوسة فقد كان يصطحب معه حقيبة ملابس شتوية تحسباً من أن تنخفض درجات الحرارة بشكل يستلزم أن يرتدى ملابس ثقيلة، وفى الغالب كان لا يفتح هذه الحقيبة أثناء سفره ولا تضطره الظروف ولا حالة الجو لارتداء الملابس الثقيلة، ولكنه كان يصر على أن يأخذ هذه الحقيبة معه فى كل سفرية حتى لا يحدث له ما حدث حين سافر فى صيف عام 1947.

فحين سافر محمد عبدالوهاب إلى باريس فى ذلك العام ، شعر بعد أيام من وصوله ببرودة الجو، وبحث فى حقيبته عن ملابس ثقيلة ليرتديها فلم يجد سوى الملابس الصيفية، فأرسل موسيقار الأجيال إلى أسرته يطلب منهم إرسال حقيبة ملابس شتوية ثقيلة ، ففعلت الاسرة وجمعت ملابسه الثقيلة وأرسلتها فى حقيبة على وجه السرعة ، ولكن كانت المفاجأة بعد وصول الحقيبة أن الجو قد اعتدل ولم يعد بارداً وعاد لحالته الطبيعية،

المشكلة أن عبدالوهاب المشهور بالبخل قد دفع مبلغ 40 جنيها بأكملها، وهو مبغ كبير جدا بسعر تلك الفترة، تكلفة نقل الحقيبة من مصر إلى باريس والتي لم يستخدم منها شيئاً بعد ارتفاع درجات الحرارة مجدداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى