ذكرى فيلم بورسعيد..بطولة فريد شوقي بأوامر من عبد الناصر

لأول مرة وبتكليف من رئيس الدولة، يتم اعداد فيلم عن أحدى اهم المعارك في أقل من ستة أشهر، ليسجل ملحمة تاريخية لابناء مدينة بورسعيد في صدهم ومقاومتهم للعدوان الثلاثى على مصر.

الفيلم بعنوان “بورسعيد”، وهو بطولة فريد شوقى وزهرة العلا وهدى سلطان وليلى فوزى وستيفان روستى ومن إخراج عز الدين ذو الفقار.

ففي مثل هذا اليوم 8 يوليو عام 1957 عرض الفيلم العربى ” بورسعيد ” بـ سينما ريفولي بالقاهرة أي بعد جلاء العدوان الثلاثي على مصر في ديسمبر 1956 بأقل من 7 أشهر، والفيلم من إنتاج الفنان فريد شوقى الذى جاءت فكرته بتكليف رسمي من الرئيس جمال عبد الناصر، وبدعم عسكري فقط من الدولة بتسهيل تصوير بعض العمليات العسكرية وصورت مشاهد الفيلم الخارجية في أماكنها الطبيعية في مدينة بورسعيد الباسلة سواء في وقت العدوان أو عقب الانسحاب كما كانت مشاهده الداخلية في ستوديو مصر، وكان الفيلم “سكوب” أسود وأبيض بتكلفة 35 ألف جنيه، ومدة عرضه على الشاشة 130 دقيقة.

وقد روى فريد شوقي قصة إنتاجه لهذا الفيلم، فقال: استدعانى أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان معه السادات وعبد الحكيم عامر، وبمجرد رؤيته قلت له: والله ما عملت حاجة، فضحك الرئيس وسألني عن أحوالي، ثم قال: عاوزك تعمل فيلم عن بطولات بورسعيد والمعارك الدائرة التي لم تنته حتى هذه اللحظة في أسرع وقت ممكن،

ويتابع فريد: فرحت بهذه الثقة من القيادة السياسية، وبدأت أخطو خطوات إعداد الفيلم الذي جاء بتكليف من الرئيس شخصيا، وهو يمثل أسرع فيلم تاريخي قدم حديثا، وبالفعل تم تصوير الفيلم وأرسلت نسخة منه إلى الرئيس وعرض الفيلم في يوليو 1957

وكتب أنور السادات مقدمة الإعلان عن الفيلم بخط يده يقول فيها: اهتز الضمير العالمي للمؤامرة التي التي دبرها المعتدون على مصر، بعد أن تحالفت قوى الشر.. بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، بالهجوم على مدينة بورسعيد الخالدة، فأعملوا فيها التدمير والتخريب، وضرب المدنيين بالقنابل والمدافع، فقتلوا النساء والشيوخ والأطفال، كما ضربوا الكنائس والمساجد والمستشفيات، وصمدت بورسعيد لهذا الاعتداء، وقاومت ببسالة صفا واحدا في وجه العدوان، فجادوا بدمائهم، وفاضت أرواحهم حتى ارتد العدوان على أعقابه خاسرا.

ومساندة من الدولة أتخذ فتحى رضوان، وزير الإرشاد انذاك قرارا بأن توزع وزارة التربية والتعليم نسخا من أشرطة الفيلم على جميع المدارس وأندية الشباب لعرضها على الطلبة لتكون درسا لهم في الشجاعة والفداء.

إلا أنه نظرا للاستعجال في تصوير الفيلم فقد ظهرت به عيوبا التقطها بعض النقاد وبدأوا في الهجوم على فريد شوقى وعز الدين ذو الفقار، فرد الكاتب فتحى غانم وعلق علي الفيلم بمجلة صباح الخير اثناء عرض الفيلم عام 1957 يقول: كان لابد للسينما المصرية أن تنتج فيلما عن معركة بورسعيد والعدوان الثلاثى عليها وما انتهى إليه، والمهم أن يشعر المسئولون عن الإنتاج السينمائى بضرورة تسجيل هذه المعركة التاريخية في فيلم مصري،

وأضاف غانم: وفيلم بورسعيد يعنى بتسجيل أخطر حادث في تاريخ مصر وفى تاريخ الشرق الأوسط منذ أجيال طويلة، وقد أعجبتنى شجاعة المخرج عز الدين ذو الفقار في طريقة إعداد السيناريو، فهو لم يركز الأحداث حول بطل واحد.. ولم يؤلف قصة خيالية معقدة تطغى على الواقع والتاريخ، وإنما حاول أن يسجل تفصيلات المعركة ويعكس مشاعر سكان بورسعيد أيام القتال وصد العدوان الثلاثى، وهذا النوع من السيناريو صعب جدا في كتابته ومع ذلك استطاع عز الدين أن يرسم خطوطه العامة بإجادة، رغبة منه في البعد عن الإسفاف أو التهريج فكتب وهو يشعر باحترام عميق للموضوع الذي يتناوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى