ماذا يريد بايدن من الدول العربية؟

على الرغم من انشغال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الحرب الروسية الأوكرانية التي ادت الى ارتفاع عالمي في أسعار السلع الاولية كالطاقة والغذاء، وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الى أرقاما قياسية؛ سيزور بايدن خلال الأسابيع القادمة الشرق الأوسط لترسيخ الامن القومي الإسرائيلي وتسليم دفة قيادة المنطقة لإسرائيل، وانشاء تحالف عربي إسرائيلي للتصدي للبرنامج النووي الايراني.

لقد زادت الحرب بين روسيا وأوكرانيا الضغوطات الاقتصادية على العائلات الامريكية وحدت من قدرتها على تحمل الارتفاع الباهظ في اسعار الغذاء والطاقة؛ مما أدى الى تهاوي شعبية بايدن والحزب الديموقراطي في استطلاعات الرأي الأخيرة، واحتمال مواجهة الحزب الديموقراطي خسارة مدوية امام الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية التي ستجري في شهر نوفمبر القادم.

ولذلك يهدف بايدن من زيارته للشرق الأوسط تخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسة على بلده من خلال دفع دول الخليج رفع انتاجها من النفط بعد ان تجاور سعر الجالون في معظم الولايات الامريكية عتبة ال 5 دولارات، وتقليصها حجم التبادل التجاري مع الصين، ودعم الموقف الأمريكي في الحرب الروسية الأوكرانية.

ويهدف بايدن أيضا الى المحافظة على التفوق الإسرائيلي في المنطقة، وذلك بزيادة التعاون العسكري واللوجستي بين البلدين، والتسريع في انشاء حلف عسكري بين إسرائيل والدول العربية المطبعة معها لاستنزاف المزيد من ثروات العرب، وتوريطهم في حرب مدمرة مع إيران سيدفعون ثمنها غاليا.

ولهذا يمكن القول بان زيارة بايدن للمنطقة لا تخدم مصالح الامة العربية، ولكنها تخدم بصورة أساسية المصالح الامريكية والاسرائيلية، وقد تساهم في اقناع المزيد من الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل دون ان تقدم تنازلات لحل القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى