حقي وحَجري وبندقيتي.. عنوان نضالي وهويتي

المراقب للمشهد العربي هذه الايام يشعر بالألم والحزن والأسى على الحالة التي وصلت اليها الانظمة العربية في تماديها ووقاحة صنائعها، وفي العلن وامام انظار الرأي العام المحلي والعالمي، بالهرولة المتسارعة تجاه العدو الصهيوني المحتل للاراضي العربية والفلسطينية والذي يمارس كل انواع السادية في الاساءة الى الشعب العربي الفلسطيني امام انظار العالم الحر، من- قتل وتشريد وتعذيب واسر ومصادرة للاراضي وبناء المستوطنات لقطعان المستوطنين القادمين من اصقاع الارض ومن خارج فلسطين لاحلالهم محل اهل فلسطين الشرعيين.

هذه المارسات ليست بشهادتي فقط ولكن بشهادة المنظمات الدولية والاقليمية والحقوقية والانسانية، وامام هذا الواقع الاليم نجد مجموعة من انظمتنا العربية تسارع في الهرولة تجاه هذا الكيان الغاصب لبناء علاقات تعاون وتبادل سفارات وزيارات للوفود وعقد اتفاقيات تبادل تجاري وامني واستثماري على حساب معاناة الشعب العربي الفلسطيني، دون ذرة حياة او وجل او وازع خلقي او قيمي انساني او ديني او التزام ادبي بمقررات القمم العربية ومشاريع المبادرات السلمية التي اجمع حكام العرب عليها في مؤتمراتهم وقممهم غير المأسوف عليها وعلى قراراتها ومخرجاتها .

وهنا نتسال بمرارة عن السر المخفي وراء هذه الهرولة غير المسبوقة في التاريخ الانساني تجاه الاحتلال، ولماذا هذا التحول في المواقف والخروج عن الاجماع العربي ؟ ولاجل من هذا التنكر الصبياني للقضية المركزية الاولى للامة العربية ؟! وهل كانت هذه الانظمة تمثل علينا وعلى شعوبها في مواقفها العلنية وتمارس التقية في الحدائق الخلفية في التعامل مع هذا الكيان الغاصب الممجوج من كافة دول العالم ؟!

انه لمستغرب جدا في ليلة وضحاها قلب المفاهيم والمفردات و استخدام تعابير تطبيعية جديدة،ومما يزيد في الامر الريبة و الطين بله استخدام مفردات مثل – وقف الاستيطان بدل ازالته، واعادة الانتشار بدل الانسحاب او الجلاء من الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة.. انه حقا امرا غريب يحدث في ظل صمت عربي مطبق، فالشعوب العربية مبتلية بالاعلام غير المنتمي الذي يهددها صباح مساء في قوتها وخبزها ومصادر دخلها، ويثير القلق بين مكونات شعبها ويجمد نشاطها الوطني والقومي والمطلبي ويجعلها عاجزة عن التجمع والتعبير بحرية عن مجريات الاحداث والتاثير فيها.

ان القضية الفلسطينية ليست مجرد تنازع على قطعة ارض فقط، بل قضية وجود لهذه الامة العربية ولمشروعها النهضوي.. من طنجة الى خليج عمان، حيث يهددها الكيان الصهيوني ومن ورائه قوى الاستعمار الغربي والصهيوني العالمي، فاليوم فلسطين وغدا الاردن وسوريا ودول الخليج دواليك، ولن يسلم من شرور هذا العدوان احد، الا باستئصالة من جذوره من المنطقة العربية وتحرير فلسطين من النهر الى البحر.. فالصراع مع هذا الكيان الغاصب والمحتل صراع وجود لا حدود.

اما اهل فلسطين الصامدون على الثرى العربي الفلسطيني فيقولون لاخوتهم في الدم واللسان والتاريخ والعقيدة: تذكروا مقولة “اني اكلت يوم اكل الثور الابيض” ، واحفظوها جيدا وعن ظهر قلب.. اما انا فسوف اواصل مشواري ونضالي الوطني بكافة الطرق والوسائل المتاحة، دفاعا عنكم اولا وعن امتنا العربية الماجدة، جاعلا من جسدي سدا منيعا لتحرير الوطن من هذا الاحتلال الغاصب مهما كلفت التضحيات.. شعاري في نضالي هو: ارضي وحقي و هويتي وحجري وبندقيتي المشروعه – فاما النصر او الشهادة، فمجد الامم وخلودها لا يبنى الا على رؤوس الشهداء – فبالموت لا بالكلام يؤكد الشهداء دوما ايمانهم بعدالة قضيتهم، وبخلود اعمالهم يصنعون الامجاد والحضارات والانتصارات على قوى الشر والعدوان والاحتلال .

والله غالب على امره ولكن اغلب الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى