هنية لن يزور دمشق بالوقت الراهن، والتقديرات متفاوتة حول حجم التطور والانفتاح في العلاقات بين سوريا وحركة حماس

 

 

تفاوتت المعلومات والتقديرات الاعلامية، صباح اليوم الاربعاء، حول مساحة التطورات المفاجئة بين الحكومة السورية وحركة حماس الاسلامية، وفقا لمصدرين اعلاميين وازنين،هما وكالة الاناضول التركية الرسمية، وجريدة الاخبار اللبنانية المقربة من حزب الله.. وتاليا التفاصيل

مصدر للأناضول: “حماس” تستعد لفتح صفحة جديدة مع سوريا

غزة/ الأناضول

كشف مصدر فلسطيني، امس الثلاثاء، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والنظام السوري، يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بينهما، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن مرحلة جديدة من العلاقة بين الحركة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، “ستُكتب فصولها في المرحلة القادمة”.

وأضاف المصدر، أن تطوراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً.

ولفت إلى أن “جهوداً مضنية”، بذلتها قيادة منظمة حزب الله اللبنانية خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى “منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والحركة الفلسطينية”.

ولفت إلى أن قيادة “حماس” اتخذت قرارها نحو هذا التوجّه الجديد، “بالإجماع”.

ومنذ 1999 اتخذت قيادة حركة “حماس” من العاصمة السورية مقراً لها، قبل أن تغادرها عام 2012 إثر اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد.

ومنذ ذلك الحين، ساد توتر وقطيعة، بين نظام الأسد و”حماس”.

وأوضح المصدر، أن قيادة “حماس” لم تكن تمانع في “كسر الجليد بينها وبين النظام السوري”، انطلاقاً من “حرص الحركة على الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف العربية، بما يخدم القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “تؤكد الحركة على الدوام أنها ليست طرفاً في أي نزاع عربي داخلي، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع”.

وكشف المصدر، أن موافقة مبدئية حصل عليها حزب الله، اللبناني، من الطرفين، تُمهد لاتخاذ خطوات عملية على صعيد إعادة العلاقات بين “حماس” والنظام السوري، وإجراء حوارات مباشرة.

ولفت إلى أن النظام السوري ظلّ يتخذ موقفاً متصلباً إزاء استعادة العلاقة مع حماس، حتى وقت قريب، بخلاف مواقف حليفيه (إيران وحزب الله) اللذَين حافظا على استمرار العلاقة مع الحركة برغم موقفها السابق من الثورة السورية.

وأوضح المصدر أن جهود حزب الله أفلحت مؤخراً في تليين موقف الرئيس بشار الأسد، تجاه إعادة التقارب مع حماس، وقال إن ذلك مثّل “ضوءاً أخضر لفتح قنوات اتصال بين الطرفين، فيما يجري الترتيب تدريجياً لترجمة الجهود المبذولة إلى خطوات عملية على أرض الواقع”.

وأشار المصدر، إلى أن لقاءً عُقد مؤخراً بين الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ومسؤول بارز في “حماس”، جرى خلاله الاتفاق على عدد من النقاط في هذا الاتجاه.

وأضاف أنه تم الاتفاق على عقد لقاء على مستوى رفيع، بين النظام السوري وقيادة حركة “حماس” خلال الفترة القادمة، وأنه يجري الترتيب لذلك على عدة مستويات داخلية وخارجية لدى الحركة.

وبيّن أن قيادة الحركة أطلعت عدداً من الدول العربية والإسلامية، على تطورات جهود استعادة علاقتها مع النظام السوري، والتي بدورها أبدت ترحيباً بهذه الخطوة.

هنيّة في بيروت… ولا زيارة إلى سوريا حالياً

بيروت – الاخبار

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، إلى بيروت، أمس، على رأس وفد قيادي من الحركة يضمّ صالح العاروري وخليل الحيّة وآخرين، في زيارة مقرّرة مسبقاً، وهي الثالثة منذ تسلّمه رئاسة المكتب السياسي للحركة، والأولى بعد التّجديد له لولاية ثانية قبل أقلّ من عام.

وبحسب مصادر «الأخبار»، تأتي زيارة هنيّة إلى بيروت، ضمن جولة «إقليمية» رسمية، كان من المقرّر أن تنطلق من مصر، إلا أن «السلطات المصرية تأخّرت كثيراً في تحديد موعد له رغم الطلب المتكرّر».

وتضيف المصادر أن «الحركة فهمت من خلال عدة مصادر ومؤشّرات، أن القاهرة لم تُرِد استقبال هنية حالياً، خشية أن يؤثّر ذلك على توقيع مذكّرة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وعلى برنامج زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة الشهر المقبل».

ووفق بيان لحركة «حماس»، فإن هنية وصل «على رأس وفدٍ قيادي في زيارة يلتقي خلالها المسؤولين والقيادات اللبنانية، كما يلتقي قيادات الفصائل، وقيادات العمل الوطني والشعبي الفلسطيني». وسيُلقي هنية «كلمة المقاومة الفلسطينية أمام المؤتمر القومي الإسلامي، في دورته الـ 31 المُنعقدة في بيروت»، يوم السبت المقبل.

وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «قيادتي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية – القيادة العامّة، ستحضران من دمشق إلى بيروت، في اليومين المقبلين، إلى جانب قيادات وشخصيات فلسطينية أخرى، للمشاركة في لقاء يجمع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية مع هنية، بمشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخّالة». ومن المقرّر أن يختتم هنية زيارته إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي.

من جهة أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في «حماس»، قولهما إن «الحركة قرّرت استئناف علاقاتها مع سوريا، بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشق». وقال مسؤول في الحركة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عُليا لتحقيق ذلك»، في حين قال مسؤولان «حمساويّان» آخران إن قيادة الحركة «اتّخذت قراراً بالإجماع بإعادة العلاقة مع سوريا».

وفي حين أكّدت مصادر «الأخبار» أن «وساطة يقودها حزب الله والحرس الثوري الإيراني، منذ شهور، بين حركة حماس والدولة السورية، وصلت إلى مراحل إيجابية متقدّمة»، نفت المصادر صحّة الحديث عن «زيارة وشيكة لهنية إلى دمشق»، وأكدت أن الزيارة «ستحصل عندما يتمّ التوصّل إلى اتّفاق كامل لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الجانبين»، مع التأكيد أن هذا «لم يعد مستحيلاً، بل يمكن القول إنه بات قريباً، لكن ليس خلال أيام أو أسابيع».

وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم حركة «حماس» في لبنان، جهاد طه، في بيان، أن «زيارة هنية الحالية هي زيارة خاصّة بلبنان، يلتقي فيها المسؤولين والمرجعيّات اللبنانية، وقادة الفصائل والفعاليات الشعبية الفلسطينية، وليس لأي شأن آخر».

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى