صفحة قديمة .. “فتح” تحاول منذ مطلع العام الحالي استباق “حماس” في تطوير علاقاتها مع سوريا

 

منذ بداية العام الحالي، اشتد السباق بين حركتي فتح وحماس للوصول إلى قلب الشقيق السوري وتطوير العلاقات “الاخوية” معه ، فمع المؤشرات التي لاحت بشأن إلانفتاح العربي على سوريا واحتمال عودتها إلى الجامعة العربية، تحولت دمشق إلى مقصد رئيسي للتنافس بين الحركتين الفلسطينيتين.

وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي حاولت حماس إيصالها إلى دمشق انذال، لم تتلق عنها إجابات ترضيها حول تصحيح العلاقات معها، إلا أن فتح أحرزت هدفا كبيرا في مرمى حماس واستبقتها للبدء في تطوير علاقاتها مع النظام السوري.

فقد سلّم أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، في 2022/01/12، رسالة إلى وزير الخارجية السوري فيصل مقداد  من رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) للرئيس الأسد تؤكد على عمق العلاقات بين الجانبين وتطويرها مستقبلا، معلنا في مؤتمر صحافي عقده الرجوب في دمشق انذاك عن زيارة سيقوم بها قريبا أبومازن إلى سوريا.

وتشير الزيارة المتوقعة لرئيس السلطة الفلسطينية إلى أنه يبحث من بوابة دمشق عن فرصة للحركة الإقليمية، بعد أن تسببت ارتباكاته السياسية الفترة الماضية في تخريب جوانب مهمة في علاقاته الداخلية والخارجية.

واعتبر اللواء جبريل الرجوب الذي زار سوريا بصحبة وفد من فتح ضم أعضاء اللجنة المركزية بالحركة روحي فتوح وسمير الرفاعي وأحمد حلس، أن الزيارة “انطلاقة حقيقية لصياغة الوضع الفلسطيني في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي غير المسبوق لإنهاء القضية الفلسطينية”.

وذهب وفد فتح إلى سوريا وحضر المهرجان المركزي لإحياء ذكرى انطلاقة الحركة السابعة والخمسين في مخيم اليرموك والاجتماع مع كوادرها، ولقاء قيادات من فصائل منظمة التحرير لتهيئة الأجواء السياسية لعقد جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني قريبا.

وحاولت حركة فتح المحافظة على درجة من الدفء في علاقتها مع النظام السوري، وأيد أبو مازن مؤخرا عودة دمشق لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وبدا متجاوبا مع بعض التصريحات العربية لتدشين هذه الخطوة في قمة الجزائر في مارس المقبل.

ولا يستقيم الحديث عن التفاؤل بشأن التنسيق بين السلطة الفلسطينية ودمشق حول بعض القضايا الإقليمية مع طبيعة الأوضاع التي يعيشها الطرفان، والتي تحد من المردود المتوقع، فكلاهما يجهد بشدة كي يتغلب على تحدياته الصعبة.

ولا شك ان زيارة وفد فتح إلى دمشق، وما حملته تصريحات أعضائه من رسائل، تصب في إطار التنافس الحاد بين فتح وحماس الذي لا يقتصر على صراعهما الداخلي، حيث يريد أبو مازن من زيارته المرتقبة استباق حماس التي تردد أنها مستعدة لتصحيح مسار علاقتها مع كل من دمشق وبيروت التي أصابها العطب عقب احداث الفتنة السورية.

 

غير ان عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الخبير في الشؤون الفلسطينية، أحمد فؤاد أنور اعلن إن هناك خلافا داخل حماس حيال الموقف من تحسين العلاقات مع سوريا، حيث يميل جناح لضرورة القيام باستدارة سياسية مع دمشق وطي صفحة الماضي، بينما يرى جناح آخر أن الأوضاع تغيرت في المنطقة وسوريا فقدت بريقها الإقليمي ولن تستطيع بذل أيّ جهود لدعم الحركة وثوابتها كما في السابق.

وأضاف انور يقول أن علاقة حماس القوية بإيران تدعم الاتجاه الأول ويمكن أن تقوم طهران بدور “العرّاب” أو الوسيط في هذا الاتجاه، فمن المفيد لطهران أن تكون علاقة حركة حماس بدمشق جيدة على أكثر من مستوى كإشارة توحي بأن النظام السوري ما زال مهتما بقضية فلسطين وتطوراتها، رغم كل مشاغله واعبائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى