دوامة بني صهيون.. تفكك الائتلاف الحكومي يجر إسرائيل لخامس انتخابات مبكرة ويؤشر في المدى الأبعد لتفكك الدولة

أظهر استطلاع للرأي نشره “راديو 103″، صباح اليوم الثلاثاء، أنه لا توجد إمكانية لأي من المعسكرين في إسرائيل لتشكيل الحكومة بعد انتخابات الكنيست في 25 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، علما أنه لم تحدث تغييرات واسعة وجذرية على الخريطة السياسية الحزبية.

ويأتي هذا الاستطلاع عقب الإعلان من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت ووزير الخارجية، يائير لبيد، على الاتفاق فيما بينهما على حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة هي الخامسة بغضون 3 سنوات.

وأظهر الاستطلاع حصول حزب الليكود على 36 مقدا، لكن دون أن يتمكن رئيس الحزب بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة، كما أنه ليس لدى المعسكر المعارض لنتنياهو القدرة على تشكيل حكومة.

ويظهر الاستطلاع بأن المعسكر الداعم لنتنياهو سيحصل على 59 مقعدا. وبحسب نتائج الاستطلاع، سيحصل الليكود على 36 مقعدا، فيما يحصل تحالف “الصهيونية الدينية” على 10 مقاعد، وشاس 7 مقاعد و”يهدوت هتوراة” 6 مقاعد.

وقد أظهر الاستطلاع تصاعدا طفيفا في قوة حزب الليكود، وكذلك في قوة حزب “يمينا”، وتحالف “الصهيونية الدينية”، فيما حافظت مختلف الأحزاب باستثناء “ميرتس” على قوتها مقارنة باستطلاعات الرأي السابقة.

وفي الجانب الآخر من الخارطة السياسية، سيحصل ما يسمى “معسكر التغيير” على 55 مقعدا دون أن يتمكن “ميرتس” من تجاوز نسبة الحسم.

وقد توزعت المقاعد على النحو التالي: “يش عتيد” سيحصل على 20 مقعدا، حزب العمل 7 مقاعد، و”كاحول لافان” 8 مقاعد، وحزب “يمينا” 7 مقاعد، و”يسرائيل بيتنو” 5 مقاعد، و”تكفا حدشاه” 4 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد، بينما القائمة المشتركة (العربية) التي لا تنتمي إلى أي من المعسكرين ستحصل على 6 مقاعد.

تفكك الائتلاف الحكومي يؤدي لخامس انتخابات مبكرة

ومنذ مساء امس الاثنين باتت إسرائيل تواجه أزمة سياسية جديدة وضعتها للمرة الخامسة على التوالي على عتبة انتخابات مبكرة بعد أن بدأ التحالف الحكومي الهش المكون من 8 أحزاب يمينية وليبرالية وعربية في التفكك.

فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لبيد زعيما الائتلاف الحاكم، مساء الاثنين أنهما يعتزمان حل البرلمان والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة ستكون الخامسة خلال أقل من أربع سنوات.

وجاء في بيان لزعيمي الائتلاف الحاكم “بعدما استنفدنا كل المحاولات لتحقيق الاستقرار على مستوى الائتلاف قرر رئيس الوزراء نفتالي بينيت ويائير لبيد طرح قانون لحل البرلمان في الكنيست الأسبوع المقبل”.

ولاحقا أعلن بينيت أن لبيد سيصبح “قريبا رئيسا لوزراء” إسرائيل خلال الفترة الممتدة بين حل البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة.

وكان مسؤول إسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن بينيت لابيد اتفقا على حل البرلمان، مما يستدعي إجراء انتخابات جديدة وإن لابيد سيتولى في غضون ذلك رئاسة الوزراء، وذلك في تأكيد لتقارير إعلامية محلية.

وأضاف المسؤول أن تصويتا سيُجرى في البرلمان الأسبوع المقبل وسيتولى لابيد بعده رئاسة الوزراء. ومن المتوقع أن يصدر رئيس الوزراء ووزير خارجيته بيانين لاحقا.

وشكل لابيد وبينيت في يونيو/حزيران 2021 ائتلافا لم يكن مرجحا تشكيله بعد عامين من الجمود السياسي مما أنهى بقاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لفترة قياسية في حكم إسرائيل. وكان الائتلاف الحاكم هشا منذ البداية، مما سرّع انهياره.

وبدأ الائتلاف في التفكك عندما انسحب منه بضعة أعضاء، وكانت أغلبيته في الكنيست ضئيلة ودب فيه الانقسام بشأن قضايا مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدين والدولة. وبسرعة فقد الائتلاف أغلبيته البرلمانية.

وسيصوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي على حل المجلس، فيما يفتح الطريق أمام خامس انتخابات برلمانية في إسرائيل في ثلاث سنوات، وذلك بعد ضغوط على مدى أسابيع على الائتلاف الحاكم الهش الذي يقوده بينيت.

وسيكون لابيد وهو صحفي سابق ورئيس أكبر أحزاب الائتلاف، رئيس وزراء مؤقتا لحين إجراء الانتخابات.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس الذي يرأس حزبا من تيار الوسط ضمن الائتلاف “أعتقد أن الحكومة أدت عملا جيدا للغاية خلال العام الماضي. من العار جر البلاد إلى الانتخابات”، مضيفا “لكننا سنواصل العمل بوصفنا حكومة مؤقتة بقدر الإمكان”.

وتأتي الخطوة قبل أسابيع قليلة من زيارة سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن وتعول عليها الحكومة للمساعدة في تعزيز العلاقات الأمنية الإقليمية ضد إيران، عدوة إسرائيل.

ومع زيادة الضغط على الحكومة في الأيام الماضية، قال بينيت وهو عضو سابق بالقوات الخاصة ومليونير كان يعمل في قطاع التكنولوجيا ودخل العمل السياسي في عام 2013، إن حكومته عززت النمو الاقتصادي وخفضت معدل البطالة وقضت على العجز للمرة الأولى منذ 14 عاما.

لكنه لم يكن قادرا على الحفاظ على تماسك الائتلاف وقرر التنحي قبل أن يتسنى لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو تقديم اقتراح بحل البرلمان.

وسخر نتنياهو الذي تعهد بالعودة رغم محاكمته بتهم فساد من بينيت، مساعده المقرب السابق، قائلا في الأسبوع الماضي إن حكومته تقيم “واحدة من أطول الجنازات في التاريخ”.
 أسلوب الانتخابات الحالي سيفكك إسرائيل خطوةً تلو الأخرى

وقد سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، امس الاثنين، الى التعليق على قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي حبل البرلمان (الكنيست)، وإجراء انتخابات مبكرة بعد تصويت الأسبوع المقبل.

فقال أمنون أبروموفيتش، المحلل السياسي في “القناة 12” الإسرائيلية إنّه “عندما نتحدث عن تغيير أسلوب الانتخابات، لا نتحدث تقنياً وليس تكتيكياً، بل أبعد من ذلك”.

واضاف هذا المحلل السياسي  إنّه “في أسلوب الانتخابات الحالي، نحن عملياً نفكك إسرائيل خطوةً تلو الأخرى”.

وتابع أبروموفيتش: “عندما نتحدث عن تغيير أسلوب الانتخابات، لا نتحدث تقنياً وليس تكتيكياً، بل أبعد من ذلك.. لقد كنا مع 4 جولات ونسير إلى الجولة الخامسة”، مشيراً إلى أنّ “هناك شعار يقول إنّه إذا قمت مرةً تلو الأخرى بتجربة نفس الشيء وتتوقع نتيجة مختلفة، فلن يحصل ذلك”.

وبحسب أبروموفيتش، فإنّه “حتى لو وصلت كتلة نتنياهو إلى 61 عضو كنيست.. فكما نعلم لا زال من غير الممكن إدارة إسرائيل مع 61 عضو كنيست”.

ومن جانبه، قال معلق شؤون السياسية في “القناة 12” عميت سيغل، إن “آخر ما كانت بحاجة إليه إسرائيل الآن هو معركة انتخابية مدتها أربعة أشهر وخمسة أيام، وهي معركة طويلة جداً، بل الأطول هنا منذ 15 سنة على الأقل”، معتبراً أن “هذا الأمر سيئ جدا في خضم هذه الأزمة الاقتصادية التي نشعر فيها جميعاً”.

بدوره، قال وزير الخارجية يائير لابيد، خلال مؤتمرٍ صحافي مع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت: “حتى لو خرجنا إلى الانتخابات بعد عدة أشهر، فإنّ تحدياتنا لا يمكن أن تنتظر”.

وأضاف لابيد: “يجب علينا معالجة غلاء المعيشة، إدارة الصراع ضد ايران، حماس وحزب الله”.

وشدد على أنّ “ما حصل في الأيام الأخيرة، وما حصل هنا هذا المساء، هو إثبات إضافي على أن المؤسسة الإسرائيلية بحاجة إلى تغيير عميق وإصلاح كبير”.

وقد أشار الإعلام الإسرائيلي، في هذا السياق إلى أنّ “رئيس الحكومة الانتقالية يائير لابيد (في حال حلّ الكنيست فعلاً) سيستقبل رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، خلال زيارته في 13 تموز/يوليو المقبل”.

وشكّل إعلان حلّ الحكومة والاتفاق على صيغة جديدة بين بينيت ولابيد “مفاجأة في الائتلاف الحكومي”، وفق ما ذكره موقع “والا” الإسرائيلي، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “رئيس الحكومة نفتالي بينيت يدرس اعتزال الحياة السياسية مؤقتاً”، واصفةً نية حلّ الكنيست” بـ “الإعلان الدراماتيكي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى