لانها ترفض التطبيع مع اسرائيل ودق طبول الحرب على ايران.. محاولات متعددة الاطراف لتأزيم الاوضاع السياسية بالكويت

بعد هدوء نسبي تبع الازمة السياسية الماضية في الكويت، يبدو  ان موجة جديدة من التأزيم السياسي تُنذر بالمزيد من التصعيد ومعركة ليّ الأذرع يقودها نواب المعارضة في مجلس الأمة مع إعلانهم بداية اعتصام احتجاجا على ما يصفونه بـ”بتعطيل الدستور”، في ظل تأخر إعلان الحكومة الجديدة وتوقف جلسات البرلمان منذ أواخر مارس/آذار الماضي.

وكانت الاستجوابات النيابية المتتابعة للوزراء بالحكومة الكويتية المستقيلة قد تسببت في حالة تشنج سياسي دفع الحكومة في أبريل/نيسان الماضي إلى تقديم استقالتها، بينما اعتبر وزيرا الدفاع والداخلية الذين استقالا في فبراير/شباط الماضي أن التعسف في استخدام الأدوات الدستورية” هو ما دفعهما للاستقالة.

ويقول الوزراء المستقيلون إنهم أصبحوا غير قادرين على تحقيق تطلعات وطموحات الشعب بسبب كثرة الاستجوابات التي تحولت إلى تعطيل لعمل الوزراء رغم أنها حق دستوري.

ويمثل هذا الاعتصام وهو الأحدث في تطورات الأزمة السياسية، تحديا غير مباشر من النواب المعارضين لولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح الذي فوضه أمير الكويت معظم صلاحياته، في وقت أعلن فيه الديوان الأميري أن ولي العهد تعرض لوعكة صحية لكنه “يتمتع بصحة وعافية”.

وكان رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح قدم استقالته واستقالة الحكومة في الخامس من أبريل/نيسان لولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح.

وفي العاشر من مايو/أيار صدر أمر أميري من ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي فوضه الأمير بأغلب صلاحياته بقبول استقالة رئيس الوزراء والوزراء وتكليفهم بتصريف العاجل من الأمور.

ومنذ ذلك الحين لم يتم الإعلان عن اسم رئيس الحكومة القادمة، كما لم يعقد البرلمان سوى جلسة واحدة وكانت جلسة خاصة، بسبب استقالة الحكومة.

ومنذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2020 وأسفرت عن تقدم نسبي لأصحاب المواقف المعارضة للحكومة، لا سيما القبلية والإسلامية، لم يعقد البرلمان سوى القليل من الجلسات، إما بسبب إجراءات مواجهة جائحة كورونا أو بسبب استقالة الحكومة.

وكتب النائب مهند طلال الساير على حسابه على تويتر “من منطلق مسؤوليتنا في الحفاظ على إرادة الأمة ومؤسساتها التشريعية ومكتسباتها الدستورية اخترنا الاعتصام داخل مكاتبنا في تعبير سلمي وحضاري بعيدا عن أي صدام أو حشود شعبية قد تتعرض للأذى”.

وقال النائب ثامر السويط في فيديو نشره على حسابه “المُدد الزمنية في الدستور انتهت… لا يوجد خيار سوى أن يُكلف رئيس وزراء جديد أو يتم حل مجلس الأمة”.

واتهم النواب المعتصمون رئيس مجلس الأمة الذي يعتبرونه حليفا للحكومة بقطع التيار الكهربائي وأجهزة التكييف عن غرفهم في مبنى الأعضاء الملحق بمبنى البرلمان.

وفي وقت متأخر الليلة الماضية أصدر البرلمان بيانا صحفيا قال إن مبنى الأعضاء “من المباني الذكية المبرمجة على إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية آليا بعد ساعات العمل الرسمية”.

ونقل البيان عن قطاع الشؤون الهندسية والخدمات في الأمانة العامة لمجلس الأمة قوله إن “إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية آليا… نظام معمول به منذ افتتاح المبنى عام 2016 وذلك التزاما بتوجيهات وزارة الكهرباء والماء”.

وجاءت استقالة الحكومة في ابريل/نيسان تفاديا لتصويت مجلس الأمة الكويتي على طلب “عدم التعاون” مع الحكومة الذي كان مقررا في اليوم التالي، بعد استجواب رئيس الوزراء في البرلمان.

ويعني تصويت البرلمان على عدم التعاون مع الحكومة دستوريا رفع الأمر لأمير البلاد ليقرر بنفسه إعفاء رئيس الوزراء وتعيين حكومة جديدة، أو حل مجلس الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى