مصر السيسي تُسلّم أمرها لعدوها، وتتحول الى ممر للغاز الاسرائيلي باتجاه اوروبا لخفض حاجتها للغاز الروسي

وقعت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم، اليوم الأربعاء، لزيادة مبيعات الغاز الطبيعي المسال لدول الاتحاد، بهدف تقليل اعتماد القارة على روسيا مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتفاق – الذي وقع في فندق فاخر بالقاهرة – سيشهد إرسال إسرائيل مزيدا من الغاز لأوروبا عبر مصر، التي تمتلك خبرات في مجال إسالة الغاز من أجل تصديره عبر البحر.

وأضافت فون دير لاين في مؤتمر صحفي مشترك إلى جانب وزيري الطاقة المصري والإسرائيلي: “هذه لحظة استثنائية. أرحب ترحيبا حارا بتوقيع هذه الاتفاقية التاريخية”.

واستورد الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 40 بالمائة من غازه من روسيا العام الماضي. ونتيجة لذلك، واجه الاتحاد صعوبات في فرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها المستمر لأوكرانيا.

وسينقل الغاز الإسرائيلي عبر خط أنابيب إلى محطة إسالة للغاز الطبيعي مطلة على البحر المتوسط، قبل نقله إلى أوروبا.

وتمتلك إسرائيل حقلي غاز قبالة ساحلها المطل على البحر المتوسط، ويحتويان على ما يقدر بنحو 690 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهناك حقل بحري ثالث قيد التشغيل.

وكانت إسرائيل قد وقعت اتفاقيات بالفعل لتصدير الغاز مع مصر والأردن.

وظلت محطات إسالة الغاز الطبيعي المصرية غير نشطة بشكل كبير منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.

وقد أعادت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي تأهيل وتحديث هذه المحطات في السنوات الماضية.

وفي عام 2018، ووقعت مصر صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع شركة (ديليك دريلينغ) الإسرائيلية وشريكتها الأميركية (نوبل إنيرجي) لنقل الغاز الطبيعي.

وتعمل إسرائيل جاهدة لتكون قادرة على تصدير بعض موارد الغاز البحرية الضخمة إلى أوروبا التي تسعى للاستغناء عن مشترياتها من الوقود الأحفوري الروسي، منذ الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال متحدث باسم وزيرة الطاقة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس، امس الاول الإثنين، إن محادثات تجري منذ مارس لوضع اتفاق أو إطار عمل قانوني يسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر.

وسيكون الخيار الآخر لإسرائيل خط أنابيب يربط حقول الغاز الإسرائيلية بكل من قبرص واليونان والمعروف بمشروع شرق المتوسط “إيست ميد” ثم إلى أوروبا عبر إيطاليا. لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، شككت في جدوى المشروع نظرًا لتكلفته الضخمة والوقت الذي سيستغرقه لإكماله.

وكان وزير الوزراء الايطالي ماريو دراغي أشار، امس الثلاثاء إلى “اهتمام إيطاليا بالغاز الإسرائيلي” دون ذكر خط الأنابيب.

وقال الزعيم الإيطالي بعدما اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت: “على صعيد الطاقة نعمل سويًا على استخدام موارد الغاز من شرق البحر المتوسط ولتطوير الطاقة المتجددة … نريد تقليل اعتمادنا على الغاز الروسي، وتسريع انتقال الطاقة اتجاه الأهداف التي وضعناها لأنفسنا.”.

من جهته وصف بينيت إفصاح أوروبا عن حاجتها للغاز الإسرائيلي بأنه “خبر سار”. وقال: “تحدثنا عن التعاون ليتم استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في أوروبا أيضا”.

وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات إسرائيل من الغاز (المسروق من اهل فلسطين) تبلغ تريليون متر مكعب على الأقل، ومن المتوقع ألا يزيد إجمالي الاستخدام المحلي على مدى العقود الثلاثة المقبلة عن 300 مليار متر مكعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى