واجهت تهمة التجسس.. حكايات درامية في حياة الجميلة زبيدة ثروت

صادف، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 82 لميلاد قطة السينما العربية، الفنانة الجميلة زبيدة ثروت، التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 14 يونيو من عام 1940 لتكون إحدى نجمات الزمن الجميل وجميلاته، وتشارك عمالقة الفن العديد من الأعمال، منهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والموسيقار الكبير فريد الأطرش، ودونجوان السينما الفنان الكبير رشدى أباظة وغيرهم، وتبقى صورتها وفنها الجميل فى وجدان الملايين دائما.

تنتمى زبيدة ثروت لأسرة ذات أصول شركسية ووالدتها حفيدة السلطان حسين كامل، وفازت فى صباها فى العديد من مسابقات الجمال وحصلت على لقب ملكة جمال الشرق فى مسابقة نظمتها مجلة الجيل، ومسابقة أجمل 10 وجوه للسينما فى مسابقة أجرتها مجلة الكواكب، وهو الفوز الذى رشحها للمشاركة فى فيلم “دليلة”، بطولة عبد الحليم حافظ وشادية، وكان هذا أول ظهور لزبيدة ثروت على الشاشة عام 1956، لتنطلق بعد ذلك فى مشوارها الفنى وتحوز لقب صاحبة أجمل عيون فى السينما، وقطة السينما.

وكان لأول ظهور لزبيدة ثروت قصة لم تنساها طوال حياتها ، حيث كانت النجمة الجميلة وقتها لا تتجاوز 17 عاما، وفى حوار نادر تحدثت قطة السينما الجميلة عن كواليس أول يوم تصوير وأول مشهد لها أمام الكاميرا فى فيلم دليلة.

قالت زبيدة ثروت أنها لم تنم طوال الليل انتظارا وشغفاً لوقوفها أمام الكاميرا، وعندما ذهبت للاستديو دخلت غرفة الماكياج واستعدت للمشهد وقال لها المخرج: انتى هتقعدى على الكرسى هنا ولما شادية تدخل هتقومى تجرى تستقبليها، وهتسألك: إزاى أختك مجاتش، وهتردى زمانها جاية ”

وأشارت زبيدة ثروت إلى أنها جلست على المقعد وأعجب المخرج بجلستها وقال لها: “برنسيسة”، وأكسبتها هذه الكلمة ثقة وبددت مخاوفها، مؤكدة أن المخرج محمد كريم أشار عليها بأن تكون طبيعية، ولكنها حين وقفت نظر إليها فنظرت إليه، وهنا غضب المخرج وصرخ “ستوووب”، وقال لها بعتاب شديد: “يا مودموزيل بتبصيلى ليه، أنا ممثل معاكم، أنا جوه الكاميرا”.

وارتعدت الفنانة المبتدئة وقالت فى نفسها أنه لم يوجهها تنظر إلى الكاميرا ولا تعرف مكان الكاميرا فأين تنظر ومتى وهى فنانة جديدة ليس لديها أى خبرة بالتمثيل، وخفضت وجهها إلى الارض فى حزن شديد وهى تشعر أن كل من فى الاستديو ينظرون إليها، واستمر المخرج محمد كريم قائلا: “يا أنسة اللى بتستقبل واحدة ماتبصش لحد تانى ، تجرى ناحيتها وتبص لها وتكلمها..مفهوم”.

وهنا لم تتمالك زبيدة ثروت دموعها وانفجرت فى البكاء ثم جرت إلى غرفة الماكياج لتبكى بعيدا عن الناس وهى تشعر بالفشل.

وقالت زبيدة ثروت: “فوجئت بالفنانة شادية تجرى ورائى، وربتت على خدى وكأنها تداعب قطة صغيرة وهى تقول :”ماتعيطيش يا أمورة ، هما الحلوين يعيطوا كده”.

وأضافت: “بعد قليل جفت دموعى، وأضحكتنى شادية بخفة ظلها المعروفة، وعدت معها إلى البلاتوه، ووجدت محمد كريم ينتظرنى وهو هادئ ومبتسم قائلا: “خلصنا دموع يا حلوة”، فضحكت وعدت إلى مقعدى لأصور أول لقطة فى حياتى دون أن أنظر للمخرج”.

حكاية إعجاب بيليه بقطة السينما المصرية 

أسرت زبيدة قلوب الكثيرين ومنهم اسطورة كرة القدم البرازيليه بيليه، وفقاً لما روته بنفسها أثناء حلولةا ضيفة على برنامج تليفزيوني عام 2005 تطرقت فيه لكواليس الأمر.

فقد ذكرت إنها قابلته في حفل بالكويت بسبعينات القرن الماضى، ولأن كرة القدم لم تكن من أولوياتها فلم تتعرف على اللاعب البرازيلي برغم التقاط الصور معًا، والذى كان يتواجد بنفس الحفل.

وأضافت أنه عبر عن إعجابه الشديد بها حينما قام بإلباسها طوقا من الورد، وما أن عادت إلى القاهرة حتى وجدت اتصالاً منه على تليفونها، وختمت كلامها حول قصتها مع بيليه بأنها لم تكن تعلم هل هو صادق فى علاقتهما أم لا إلا أن تلك العلاقة لم تتطور لأكثر من ذلك.

واجهت تهمة التجسس

وفى بداية حياتها تعرضت قطة السينما للعديد من المواقف والمفارقات، ومن أهمها انها كادت تواجه الحبس بسبب اتهامها بالتجسس.

وحكت زبيدة ثروت صاحبة أجمل عينين على الشاشة، فى حوار قديم لها، عن موقف من أصعب وأغرب المواقف التى تعرضت لها فى حياتها، قبل شهرتها.

قالت زبيدة ثروت إنها كانت تهوى الرسم بشكل كبير إلى جانب هواية التمثيل، وكانت قبل أن تدخل المجال الفنى ترسم النجوم الذين تحبهم ، إضافة إلى المناظر الطبيعية الجميلة، وتنتهز فرصة يوم الجمعة إجازتها من المدرسة فى الخروج ومعها أوراقها وأقلامها وألوانها لتختار مكاناً جميلاً ترسمه، وحدث ذات مرة أن كانت فى الإسكندرية فاختارت مكاناً أعجبها لتستقر فيه وتنقله على أوراقها وترسمه فى إحدى لوحاتها.

وتابعت الفنانة الجميلة قائلة، أنها بينما كانت مندمجة فى الرسم فوجئت بيد غليظة تقبض على يدها التى تمسك بالقلم، ففزعت ونظرت أمامها لتفاجأ بعسكرى ضخم يقول فى قوة “ظبطتك متلبسة بتعملى إيه”، فردت زبيدة ثروت فى خوف:” أنا برسم، معملتش حاجة”، لكن ازداد إصرار وغضب الجندى وكأنه أمسك بلص عتيد الإجرام “كلكم بتقولوا كدة، قدامى على حضرة الظابط، شعرك أصفر وعيونك خضر، إنتى لازم جاسوسة أجنبية”.

فكادت زبيدة ثروت تبكى وهى ترجو الجندى قائلة: “لا والنبى يا عم أنا مصرية زيك وبابا ضابط بحرية”، لكن لم تشفع لها توسلاتها ولم يصدقها العسكرى، وقال لها “أنا مباكلش من الكلام ده قدامى على الظابط”.

قبض العسكرى على زبيدة ثروت ومعها جسم الجريمة، وهى أوراقها وأقلامها وألوانها، واصطحبها للضابط حيث كانت دون أن تدرى أنها ترسم مكانا حول إحدى المناطق العسكرية الممنوع التصوير بها.

وعندما وقفت زبيدة ثروت أمام الضابط قال له العسكرى “ظبطتها متلبسة بالرسم يا افندم”، وحكت الفنانة الجميلة للضابط ما حدث، فضحك وأخبرها بأن هناك مناطق ممنوع التصوير أو الرسم بها، ثم أعاد لها أدوات الرسم وأطلق سراحها.

وبدأت زبيدة ثروت مشوارهها الفنى قبل أن يتجاوز عمرها 17 عامًا عندما فازت فى مسابقة ملكة جمال الشرق التى نظمتها مجلة الجيل، ومسابقة أجمل 10 وجوه للسينما التى نظمتها مجلة الكواكب، حيث خطفت الأنظار بجمالها وسحر عينيها، واختارها حسين حلمى المهندس ويحيى شاهين لبطولة فيلم الملاك الصغير عام 1957 وكان عمرها وقتها لا يتجاوز 17 عاما، وقبله شاركت فى مشهد صغير بفيلم دليلة.

يحيى شاهين منعها من الغناء.

بالرغم من أن قطة السينما المصرية عرفت كممثلة ولم تعرف كمطربة، إلا أنه حدثت أزمة فى أول بطولة للفنانة الجميلة بين والدها وبين الفنان يحيى شاهين منتج وبطل فيلم الملاك الصغير، الذى كان أول بطولة لزبيدة ثروت، بسبب صوت الفنانة الجميلة.

ومن المعروف ان والد زبيدة ثروت، اللواء أحمد ثروت كان لا يفارقها فى بداية مشوارها، بل يرافقها اثناء التصوير.

وتعود تفاصيل هذه الأزمة إلى أن أحداث الفيلم كانت تتضمن أغنية من المفترض أن تغنيها بطلة الفيلم الذى أنتجه يحيى شاهين وأخرجه كمال الشيخ، وكان الاتفاق أن تغنى فنانة أخرى الأغنية، على أن تقوم زبيدة ثروت بعمل دوبلاج للأغنية وكأنها هى التى تغنيها.

لكن أثناء التصوير اعترض والد زبيدة ثروت، مؤكداً أن ابنته تمتلك صوتاً جميلاً ويمكنها أن تغنى بنفسها أغنية الفيلم، ولكن الفنان يحيى شاهين أكد أن ترتيبات الفيلم انتهت بحيث تمثل فيه زبيدة ثروت، بينما سجلت فنانة أخرى الأغنية، ويمكن أن يجرب صوت زبيدة ثروت فى فيلم واتفاق آخر، ولكن صمم والد زبيدة واستمرت المناقشة بين الطرفين.

وقال يحيى شاهين لوالد النجمة الجميلة: يا أستاذ أنا بنفذ شروط العقد، وكاد العمل يتوقف فى الفيلم لولا تدخل الوسطاء لحل الأزمة والتقريب بين وجهات النظر لاستكمال التصوير، طبقاً للاتفاق الموقع بين الطرفين.

وقد رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا عام 2016 عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، فقد أُصيبت بسرطان الثدي، وبسبب شراهتها في التدخين، أصيبت أيضًا بسرطان الرئة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى