زيارة بينيت للإمارات والتهديدات الإسرائيلية والخليجية لإيران

قام رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت بزيارة لأبو ظبي الخميس 9/5/2022 أجرى خلالها مباحثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال قبل مغادرته تل أبيب إن هذه الزيارة ستكون ” مدماكا آخر في العلاقات المميزة ” بين دولة الاحتلال والإمارات.
فهل كان الهدف من هذه الزيارة هو التنسيق بين دولة الاحتلال والإمارات للاعتداء على إيران؟ وما الذي ستجنيه الإمارات من ارتمائها في أحضان تل أبيب وتعاونها العسكري معها ومشاركتها بعمل عسكري ضد منشآت إيران النووية؟ لا شك ان هرولة قادة الإمارات المشينة لتل أبيب واستقبالهم لبينيت وغيره من قادة دولة الاحتلال، وتشبثهم بإقامة علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية مميزة معها يخدم الاستراتيجية التوسعية الصهيونية، ويشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي، ولجمهورية إيران الإسلامية.
ولهذا فإن زيارة بينيت الأخيرة للإمارات تثير المزيد من الشكوك حول نوايا إسرائيل والإمارات؛ ويبدو أن هدفها الأساسي هو تنسيق المواقف الإسرائيلية الإماراتية والخليجية والتحضير للقيام بعمل عسكري ضد إيران، والدليل على ذلك هو حدوث عدد من التطورات مؤخرا من أهمها وصول المفاوضات بين الحكومة الإيرانية والقوى الغربية إلى طريق مسدود بسبب تعثر المباحثات حول الاتفاق النووي بين الطرفين، خاصة بعد تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدين سلوك إيران النووي، ويتهمها بعدم تقديم ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاث مواقع لم يعلن عنها؛ وقناعة إسرائيل ان طهران تحاول استغلال الوقت لتحقيق هدفها بإنتاج سلاح نووي، وأنها تملك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج ثلاث قنابل نووية. واعترافها أن جيشها نشر منظومة رادارية متطورة في دول في الشرق الأوسط، بما فيها الإمارات والبحرين ضمن رؤية للتعاون المشترك في مواجهة تهديدات إيران الصاروخية.
وإضافة لما سبق أفادت الأنباء أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإقامة تحالف أمني يضم إسرائيل وعددا من دول الخليج. وفي سياق متصل تقدم أعضاء في الكونغرس الأمريكي بمشروع قانون ينص على أن تعمل وزارة الدفاع الأمريكية مع إسرائيل وعدد من الدول العربية، ومن بينها دول خليجية من أجل دمج الدفاعات الجوية للتصدي ” للتهديدات الإيرانية!”
وجاء رد إيران على تقرير وكالة الطاقة الذرية ومؤامرات الغرب وإسرائيل وبعض الدول الخليجية ضدها بمزيد من التحدي بقيامها بوقف عمل 27 كاميرا لمراقبة أنشطتها النووية، وأعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اليوم التالي لإصدار التقرير ان بلاده ” لن تتراجع خطوة واحدة “عن مواقفها، وقال قائد القوات البرية، كيومرت حيدري، إن بلاده ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل خطأ بمهاجمة منشآتها النووية.
فما الذي ستجنيه الإمارات ودول التطبيع العربية الأخرى من الاستسلام للإرادة الصهيونية ومعاداة إيران؟ لن تجني سوى الخيبة والضياع! إسرائيل تتعامل مع إيران كدولة عدوة وتعتبر تطويرها وحيازتها أسلحة نووية تهديدا لوجودها، بينما قادة التطبيع العرب يتآمرون معها ضد إيران ويعرضون بلادهم وشعوبهم للخطر، ويتجاهلون الحقيقة وهي ان العلاقات بين الدول تقوم على المصالح والمنافع المشتركة ومبدأ ” عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي عدوي!” فهل أصبحت إسرائيل عدوة الأمة العربية الصديق الموثوق لقادة دول التطبيع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى