صَغُر بايدن ولم يكبر ابن سلمان.. واشنطن تتلاعب بالكلمات وتخترع تفسيراً عجيباً لقول بايدن أن السعودية “دولة منبوذة”

علق جون كيربي المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، على تصريح الرئيس جو بايدن بأن السعودية “منبوذة”، قبل تأكيد المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس الأربعاء أن المملكة “شريك”.
فقد قال كيربي في مقابلة على “CNN”: “الرئيس كان يرد طبعا على مقتل جمال خاشقجي.. وهي عملية قتل قامت بها هذه الإدارة في الواقع لتطبيق إجراءات المساءلة للمملكة العربية السعودية.. لكن السعودية شريك مهم. والرئيس يؤمن بذلك”.
وتابع: “يعتقد الرئيس أيضا أن من المهم بالنسبة له أن يكون مستعدا وقادرا على مقابلة القادة في جميع أنحاء العالم، بصرف النظر عن هويتهم، ومن يمثلون، إذا كان ذلك في الواقع سيؤدي إلى تحسين مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة”.
وأضاف كيربي: “وفي هذه الحالة، يعتقد الرئيس تماما أن هذا هو الحال. الآن، ليس لدينا رحلة إلى المملكة العربية السعودية للإعلان عنها أو الاجتماعات للتحدث عنها على وجه التحديد. لكن السعوديين هم مفتاح في جميع أنحاء المنطقة، وبصراحة تامة، في جميع أنحاء العالم..”
واستطرد: “من حيث مساعدة مصالح أمننا القومي. انظروا، طيارونا طاروا مع طياريهم وضربوا الصواريخ وضربوا أهدافا ضد داعش، وبحارتنا وسفننا أبحروا مع سفنهم في البحر الأحمر في مهمات مكافحة الإرهاب”.
ومن جانبه، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتبر السعودية شريكاً مهماً في مجموعة من الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، واحتواء إيران ومكافحة الإرهاب.
وقد ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، على سؤال شبكة “CNN” في البيت الأبيض حول ما إذا كان بايدن لا يزال يعتقد أن السعودية يجب أن تصبح “منبوذة”، بالقول: “كانت المملكة شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة منذ 8 عقود، وقد التقى كل رئيس منذ روزفلت بقادة سعوديين”.
وأضافت، وفق ما نشرته “CNN”، امس الأربعاء: “الطيارون السعوديون حلقوا مع طيارينا في الحرب ضد تنظيم (داعش)، ودورياتها البحرية مع قواتنا في البحر الأحمر والخليج، والعسكريون الأمريكيون متمركزون في السعودية”.
وأضافت: “الرئيس سيلتقي مع أي زعيم إذا كان ذلك يخدم مصالح الشعب الأمريكي، هذا ما يضعه أولاً، ويعتقد أن التعامل مع القادة السعوديين يفي بهذا، كما فعل كل رئيس قبله”.
يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الخميس الماضي، أن بايدن يعتزم الاجتماع مع قادة الإمارات ومصر والأردن والعراق، إضافة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارة سيجريها إلى الرياض الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن بايدن قرر السفر إلى السعودية في يونيو الجاري، لإعادة بناء العلاقات مع المملكة ضمن مساعيه لخفض أسعار النفط والغاز وعزل روسيا عن محيطها الإقليمي والدولي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين -طلبوا عدم الكشف عن هويتهم- قولهم إن زيارة بايدن للمملكة تأتي “ضمن رحلة مجدولة مسبقاً إلى أوروبا وإسرائيل”.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من توتر في علاقات البلدين على أثر رفض السعودية لطلبات أمريكية بزيادة إنتاج النفط لتهدئة أسعاره في الأسواق العالمية، والتي قفزت على أثر زيادة الطلب عليه بعد التعافي من جائحة كورونا، وشن روسيا حرباً على أوكرانيا ما تزال متواصلة منذ نحو أربعة أشهر.
وكانت تصريحات مسؤولين أمريكيين لـCNN حول ترتيب لقاء محتمل بين بايدن، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قد أثارت تفاعلا أبرز التحول الكبير لسياسة الإدارة الأمريكية تجاه المملكة التي وصفها بايدن في تصريحات سابقة بأنها “منبوذة”.