كتاب يستحق القراءة والاقتناء.. التربية وظيفة ومهنة ورسالة

حمل لي البريد قبل ايام هدية قيمة من معالي الدكتور عزت جرادات وهو نسخة من كتابه الموسوم “التربية وظيفة ومهنة ورسالة”، وقد قيض لي، يوم امس الجمعة، الانتهاء من قراءته، والكتاب يحتوي على حوالي 270 صفحة وعلى 6 اجزاء يصلح كل قسم ان يكون كتابا كاملا في الشكل والمضمون.

الكتاب يتناول مسيرة تربوية طويلة من خبير كبير تشهد له بذلك مؤهلاته العلمية والمواقع الوظيفية التي عمل بها واثر بها واثراها، فمن طالب عند الكتاب يتعلم القراءة والكتابة والحساب الى وزير للتربية والتعليم.. ذلك لان هذه المسيرة العمرية التي تتجاوز السبعين عاما قضاها طالبا ومعلما ومشرفا ومديرا وخبيرا وامينا عاما ووزيرا، هذه التراكمات العلمية والميدانية التربوية الطويلة من العمل والدراسة والتنقل في المواقع الوظيفية والاماكن الجغرافية وتجربته العملية وخبرته وادواره في المسيرة التربوية الاردنية، قد اهلته لاصدار هذا الكتاب القيم والذي يُعد اضافة نوعية الى المكتبة العربية، فالى جانب ما احتواه من معلومات قيمة عن سيرته الشخصية وعصاميته الفذة في التحصيل العلمي والسفر والترحال خارج الاردن، فانه قد حمل ايضا بين طياته مسيرة التعليم و تاريخ الحالة التربوية والتعليمية في الاردن.

فمنذ تأسيس الوطن الاردني بذلت الجهود المضنية وماتزال تبذل في سبيل تطوير العملية التربوية والتعليمية في الاردن، وقد اعتمد بناء مداميك الدولة الاردنية في السابق على رجال وقامات وطنية ساهموا جميعا في وضع التشريعات الحديثة والمتقدمة للعملية التربوية، بالرغم من شح الامكانيات المالية والعقبات السياسية وظروف المنطقة العربية المضطرب و غير المستقر وتأثيرها على الاردن وعلى خططه التنموية والتربوية والتعليمية.. غير ان هؤلاء الرجال الاوفياء من رجالات العلم والتربية حولوا عناصر التهديد والضعف الى فرص وقوة للوطن بفعل جهودهم وخبراتهم الطويلة واخلاصهم وسهرهم الليالي في العمل المضني.

لقد كان التخطيط السليم والادارة التنفيذية الراشدة في الميدان والحس الوطني والقومي بالمسؤولية من اسباب نجاح برامج التربية والتعليم في بلدنا سابقا، مما جعل الاردن مطلب ومقصد سائر الاشقاء العرب لفتح مدارسهم للمعلم من الاردن وفلسطين للتدريس في مدارسهم وهم مطمئنون الى جودة الاداء ومهنيته …

ولا شك ان هذا الكتاب يضم معلومات قيمة يمكن لجيل الشباب من المعلمين الاستفادة منها، فمسيرة سبعين عاما لخصها المؤلف للاجيال في حدود 270 صفحة، وهو ما يدفعي لدعوة كل معلم ومعلمة الاطلاع على الكتاب، واخذ العبر والاستفادة من الخبرة والتجارب التي تضمنها الكتاب ما امكن الى ذلك سبيلا.. مع الدعاء لمؤلف الكتاب بدوام الصحة والعافية والعمر المديد والشكر على هذه الهدية القيمة التي ستبقى تزين مكتبتي الشخصية والافادة منه كمرجع علمي حديث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى