اوقع 63 شهيدًا منذ بداية هذا العام.. العدو يجهد لاخماد نار انتفاضة الضفة بدماء شهدائها

رام الله – أظهرت إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال قد اعتمدت، منذ بداية هذا العام،  سياسة الإعدام الميداني بحق المواطنين، وبشكل يعيد للأذهان فترة ما عرف بـ “انتفاضة القدس/ السكاكين” عام 2015، وكذلك العمليات الخاصة في مناطق شمال الضفة التي كانت تنفذها ما بين أعوام 2005 حتى 2007 للقضاء على خلايا المقاومة.

ويظهر من الإحصائية الرسمية أن غالبية الشهداء سقطوا بفعل الاقتحامات المتواصلة للمدن في الضفة الغربية، وليس بفعل محاولات أو زعم الاحتلال لشهداء انتفاضة 2015، أنهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن على الحواجز وغيرها.

وقد بلغ عدد الشهداء منذ بداية العام 62 شهيدًا، (يضاف لهم مساء اليوم الشهيد الطفل عودة محمد عودة) دون أن يشمل ذلك 3 شهداء هم منفذ عملية بئر السبع محمد أبو القيعان من النقب، ومنفذي عملية الخضيرة أيمن وإبراهيم اغبارية من أم الفحم، فيما اشتملت على أسماء منفذي عملية بني براك، الشهيد ضياء حمارشة من سكان جنين، وكذلك منفذ عملية “ديزنغوف”، الشهيد رعد الخازم.

أول شهداء العام الحالي، كان الشهيد بكير حشاش الذي استشهد في مخيم بلاطة بنابلس خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم في السادس من يناير/ كانون ثاني، فيما استشهد في نفس اليوم الشاب مصطفى فلنة بعد دهسه من قبل مستوطن غرب رام الله.

ويتبين من الإحصائية، أن 20 مواطنًا استشهدوا من سكان مدينة جنين، فيما استشهد 9 في نابلس، ومثلهم في بيت لحم،و7 شهداء من مدينة القدس المحتلة من بينهم الزميلة شيرين أبو عاقلة التي استشهدت في جنين، و6 من الخليل ، و5 شهداء من رام الله والبيرة، وشهيدان من قلقيلية، وشهيد من طولكرم، ومثله من أريحا والأغوار، وآخرين من قطاع غزة آخرهم ياسر المصري أمس متأثرًا بجروحه التي أصيب بها في معركة “سيف القدس”.

وقد بات واضحاً وجليّاً توجه الاحتلال الإسرائيلي لرفع فاتورة الدماء بالضفة الغربية المحتلة، بتعمد إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى، ليشبع بذلك نهم اليمين الإسرائيلي المتطرف للدم الفلسطيني من جهة، ويلبي رغبة قادة جيشه باستعادة قوة الردع.

ولا يكاد يمر اقتحام إسرائيلي لمنطقة من مناطق الضفة إلا وينتهي بارتقاء شهداء أو تسجيل إصابات خطيرة وبأعداد كبيرة، بما لا يتناسب والهدف المعلن للاقتحام.

وقد باتت مشاهد مواكب تشييع الشهداء تحتل موقعًا مهمًا في المشهد اليومي، لتصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلا بفعل تواصل العدوان الإسرائيلي في الضفة والقدس المحتلة.

وما يزيد من حدة التوتر هو دخول المستوطنين كجيش رديف لقوات الاحتلال من خلال شن الهجمات على المدن والقرى وتدمير الممتلكات واستفزاز الفلسطينيين بالحرب على العلم الفلسطيني في بلدة حوارة وغيرها.

ويرى المحلل والمختص الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي، عصمت منصور ،أن القتل وإيقاع عدد كبير من الشهداء أصبح جزءًا من السياسة الإسرائيلية.

وبيّن منصور في حديث صحفي أن حملة “كاسر الأمواج” التي أطلقها جيش الاحتلال بعد سلسلة العمليات التي وقعت في الداخل المحتل، كان الهدف منها هو كيّ الوعي الفلسطيني، وردع الأفراد والمجتمع والحالة الوطنية الفلسطينية بشكل عام.

وقال: “الاحتلال يدرك أنه لا يواجه مقاومة منظمة بالضفة، ولهذا يريد ترك انطباع قوي بالردع والبطش من خلال صور الشهداء والاقتحامات الاستعراضية في الليل والنهار”.

ولهذا فإن التساهل بأوامر إطلاق النار بهدف القتل لمجرد الاشتباه هي جزء من أدوات كيّ الوعي، والهدف منها خلق حالة من الذعر والخوف لدى الفلسطيني حتى لا يأمن على حياته ويتردد ويرتدع عن مواجهة الاحتلال.

ويعتبر أن هذا التوجه هو مزيج من سياسات أمنية تتوافق مع التركيب العنصري المتطرف لحكومة نفتالي بيينت، لأن المستوى السياسي والعسكري في “إسرائيل” يتكاملان، وفي الأساس هي مخططات أمنية يشرف عليها الجيش.

ويعزو منصور التصعيد الأخير إلى أن الاحتلال يعتمد على القوة العسكرية والقتل، ولذلك فهو في حالة تصعيد دائم، لكن وتيرته زادت في الآونة الأخيرة، وهذا يعكس توجه الاحتلال نحو التصعيد وافتعال الأزمات بهدف تنفيذ خطط عسكرية سواء في جنين أو شمال الضفة أو الضفة بشكل عام.

وختم منصور بالقول: “لن يكون هناك هدوء في الفترة المقبلة، فالهدوء هو الاستثناء، والأمور تتجه أكثر فأكثر نحو التصعيد إذا بقيت سياسة الحكومة الحالية على ما هي عليه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى