الخارجية الأمريكية تكرر اكاذيبها حول اعادة فتح قنصليتها التي اغلقها ترامب في القدس لخدمة الفلسطينيين

 

زعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، صباح اليوم الأربعاء، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ما زالت ملتزمة بإعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس الشرقية، وإنهم ناقشوا الموضوع مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

 

وقال برايس: “لا زلنا ملتزمين بفتح القنصلية في القدس الشرقية، ما زلنا نعتقد بأنها طريقة مهمة بالنسبة لبلدنا لدعم المواطنين الفلسطينيين، نحن نواصل مناقشة هذا الأمر مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين، سنواصل التشاور بالموضوع أيضا مع أعضاء الكونغرس”.

ويشار إلى أن القنصلية الأمريكية في القدس أغلقت خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولكن الرئيس بايدن، الذي هزم ترامب عام 2020، التزم بفتح القنصلية مجددا، لكنه لم ينفذ هذا الالتزام حتى اليوم  وقد لا ينفذه بتاتاً، ولا سيما بعدما اعلنت إسرائيل معارضتها لهذا التوجه الامريكي.

فقد كشف موقع “تايمز أوف إسرائيل” أنَّ إدارة الرئيس بايدن قرَّرت التخلي عن إقامة قنصلية أميركية للفلسطينيين في القسم الشرقي من القدس المحتلة، والتي أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2019، وأطلق كذبة “القدس عاصمة لإسرائيل”، حيث تنازلت واشنطن عن قرارها إرضاءً لابنها الصهيونيّ المدلل وأعلنت تل أبيب مراراً وتكراراً عن معارضتها فتح قنصلية للفلسطينيين، بزعم العاصمة الفلسطينية القدس هي عاصمة لكيان احتلالهم، وهي لا تقبل بوجود ممثليات دبلوماسية لأصحاب الأرض فيها.

وقال هذا الموقع أنَّه “في أعقاب القرار الذي اتخذته الإدارة قبل بضعة أشهر بالعدول عن قرار ترامب، قررت إدارة بايدن مؤخرًا التخلي عن ذلك، وبدلًا من ذلك زعمت أنّها ستتخذ “سلسلة من الخطوات لتحسين العلاقات مع الفلسطينيين”، نعم الفلسطينيين الذين يُقتلون حتى وإن كانوا صحفيين فإراقة دمائهم تستحق من واشنطن رفع الدعم الذي تقدمه لسرطانها المُدلل باعتباره يمثل المعسكر الغربيّ والأمريكيّ والحامي لمصالحه في الشرق الأوسط، وما من أحد يجهل حجم الدعم العسكريّ والسياسيّ والاقتصاديّ الذي يتلقاه العدو المُستبد على كل المستويات من الإدارات الأمريكيّة منذ نشأة الدولة المزعومة على أنقاض فلسطين وأشلاء شعبها في 14 مايو/ أيار 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطانيّ على فلسطين.

والمثير للسخريّة، أنّ الموقع العبريّ الذي استند على مصدريْن اثنين؛ أميركي وفلسطيني، قد ادعى أنَّ الولايات المتحدة تعتزم ترقية مكانة نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو، إلى منصب المبعوث الخاص للفلسطينيين، في وقت تدعم فيه بشكل مُطلق الكيان الصهيونيّ القاتل، وتساعده بشكل فاضح في تغييب كل القرارات الدوليّة بفرضه سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين، وخرقه المؤسف لكل القوانيّن والمواثيق الدوليّة المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى مخطط الضم امتداداً لعملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ الأعزل، في إصرار واضح من حكومة العدو على قتل آخر رمق للسلام الذي يتحدث عنه البعض وبالأخص الولايات المتحدة التي أدخلت العديد من الدول الخليجيّة والعربيّة في حظيرة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ رغماً عنها.

وقال الموقع إن الحديث عن أنَّ عمرو سيبقى في واشنطن لكنه سيعقد اجتماعات متكرّرة في المنطقة، للعمل مباشرة مع وحدة الشؤون الفلسطينية التابعة للسفارة الأميركية في إسرائيل .

ومن المعروف أنَّ هذه الوحدة كانت في السابق تابعة مباشرة لوزارة الخارجية، ما يعني أنَّها لم تكن جزءًا هرميًا من السفارة، لكن ترامب دمجها في السفارة، واليوم مع اقتراب موعد تعيين عمرو، ستقدم الوحدة تقاريرها للبيت الأبيض مباشرةً ولن تبقى جزءًا من السفارةـ أي إنها عمليًا ستكون ممثلية منفصلة للفلسطينيين بكل ما للكلمة من معنى، ومع أن “الوحدة” لا تزال تقدم تقاريرها إلى واشنطن، الا ان خطوة تعيين عمرو ستجعلها رسمية،

ومن الجدير بالذكر، أنّ دونالد ترامب كان قد ادرج اسم “القدس” كعاصمة موحدة للكيان الغاصب في 6 ديسمبر/ كانون أول عام 2017، فيما أعلنت إدارته قطع كل المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في 3 آب من العام 2018، بعد أن كانت على مدى سنوات طويلة المانح الأكبر للوكالة، وقد حصلت تل أبيب، وفق ما تقوله المعطيات، على دعم كبير من أمريكا ترامب خلال 4 سنوات، من ضمنها مكاسب سياسية عديدة على حساب العرب والفلسطينيين تفوق ما حصلت عليه من أيّ رئيس آخر في تاريخ أمريكا، حيث أعلن ترامب في 28 كانون الثاني عام 2020، ما تعرف بـ”صفقة القرن”، وهي خطة أمريكيّة لتسوية سياسيّة تتضمن تصفية القضية الفلسطينيّة، ليأتي بايدن بعدها ويكمل مسيرة بلاده الداعمة للاحتلال تنفيذاً لأوامر اللوبي الصهيونيّ الحاكم هناك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى