سوريا تنفي إنسحاب أية قوات روسية من أراضيها، وتؤكد أن كل ما يتم تداوله هو محض دعاية أمريكية هدفها التشويش

وصلت إلى مطار مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا الذي يضم إحدى أهم القواعد العسكرية الروسية، اليوم الجمعة، تعزيزات عسكرية روسية جديدة، بينها طائرات مروحية وحربية وذلك بالتزامن مع التصريحات التركية التي هددت بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت النفوذ الروسي.

وأفاد مراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا نقلاً عن مصادر ميدانية مطلعة أن تعزيزات عسكرية وصلت للقوات الروسية في قاعدة مطار القامشلي الدولي شمالي محافظة الحسكة، اليوم الجمعة 27 أيار/ مايو، مكونة من معدات عسكرية حربية إضافة إلى سرب من الطائرات المروحية وعددها ستة وطائرتان حربيتان.

ويأتي وصول المعدات والتعزيزات العسكرية الروسية إلى مطار القامشلي بالتزامن مع التصريحات التركية التي هددت بشن عملية عسكرية شمالي سوريا، ضد مناطق ينتشر فيها الجيش العربي السوري وقوات “قسد” في أرياف الحسكة والرقة وحلب.

وأكدت المصادر أن الحوامات الروسية حلقت على علو منخفض في أجواء ريف الحسكة المحاذية لمناطق تسيطر عليها القوات التركية والفصائل “التركمانية” الخاضعة لها، اليوم الجمعة، في مدينة الدرباسية وريف بلدتي أبو راسين وتل تمر شمال غربي الحسكة.

وفي دمشق نفى مصدر سوري مطلع، انسحاب الجيش الروسي من بعض مواقعه في سوريا، وقال إن ما يتم تداوله هدفه التشويش .

واكد المتحدث باسم لجان المصالحة في سوريا عمر رحمون، امس الخميس، إنّ “القواعد الروسية من القامشلي إلى تل تمر وعين عيسى في ريف حلب وادلب وكل نقاطهم موجودة ولم يُخلِ الروس أية نقطة من نقاطهم “.

وقال رحمون: “اليوم زارني وفد روسي وتحدثت معهم حول تصريحات سحب روسيا نقاط لها، وأكدوا أن كل ما يتم تداوله هو دعاية غربية أمريكية الغاية منها التشويش ولم ينقل جندي روسي من نقطة لهم في سوريا، وأن الجيش الروسي يعتبر واحداً من أهم وأكبر جيوش العالم “.

إلى ذلك، نفى قائد عسكري فيما يسمى” الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للمعارضة السورية، انسحاب القوات الروسية من النقاط العسكرية المتفق عليها مع تركيا في مناطق ريف ادلب وحماة واللاذقية “.

وأوضح القائد العسكري ان “القوات الروسية مازالت في جميع نقاطها ولم نرصد انسحابا لها، بل هي في حركة اعتيادية بالخروج والعودة إلى قواعدها، وأبرزها قاعدة حلفايا بريف حماة الشمالي ونقطتي سراقب معرة النعمان بريف ادلب الشمالي الشرقي “.

وتنشر روسيا عشرات النقاط العسكرية في سوريا تمتد من محافظة درعا جنوبي البلاد إلى مدينة المالكية شمال شرقي سوريا، وتقيم قيادتها في قاعدة حميميم أكبر قاعدة عسكرية جوية في محافظة اللاذقية، وقاعدة بحرية في طرطوس، ويزيد عدد القوات الروسية في سوريا بحسب تقارير صحفية عن 50 ألف عنصر، منذ تدخل القوات الروسية في الحرب إلى جانب القوات الحكومية السورية نهاية شهر سبتمبر عام 2015 .

على صعيدٍ آخر، نفذت طائرة حربية روسية غارة جوية بـ صاروخ جو – جو على محور تل أبيض بريف الرقة الشمالي. ووفقا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدة طائرات حربية روسية أقلعت من قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، وحلقت في أجواء ريفي الحسكة والرقة، قبل أن تنفذ إحداها الغارة، ويأتي ذلك، لليوم الثاني على التوالي.

وكان المرصد السوري قد أشار، إلى أن طائرة مجهولة الهوية استهدفت بغارة جوية محيط بلدة المناجير جنوبي رأس العين “سري كانييه” ضمن مناطق “نبع السلام”، حيث تتواجد نقطة تركية بعد منتصف ليلة الأربعاء – الخميس، دون أن تتمكن مصادر المرصد من معرفة إذا ما كانت طائرة حربية روسية أو تابعة لـِ “التحالف الدولي”.

كما نفذت طائرة حربية روسية 3 غارات محملة بـ 6 صواريخ جو – جو في أجواء منطقتي تل أبيض ورأس العين ضمن منطقة “نبع السلام”.
كما أفادت مصادر المرصد السوري، بأن منطقة “نبع السلام” والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (الكردية)، القريبة من خطوط المواجهة بأرياف حلب والحسكة والرقة، شهدت تحليقًا مكثفًا للمقاتلات الحربية مساء الأربعاء وحتى فجر الخميس، دون معرفة هويتها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار أيضاً إلى أن طائرة حربية روسية قصفت بـ 3 غارات صواريخ جو – جو، اهدافا في أجواء منطقتي تل أبيض ورأس العين ضمن منطقة “نبع السلام”.

ويأتي ذلك، بعد استقدام القوات التركية تعزيزات عسكرية إلى مناطق في شمال الرقة، حيث تستعد تركيا بعد عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، لإطلاق عمليات عسكرية واسعة وممتدة عبر الحدود مع كل من العراق وسوريا، في خطوة تستهدف المسلحين الأكراد عموما بمختلف تشكيلاتهم المسلحة في البلدين الجارين، وهي الذريعة التي تتخذها أنقرة منذ سنوات لتبرير تدخلاتها العسكرية الخارجية.

وعقد أردوغان اجتماعا لمجلس الأمن القومي، امس الخميس، تناول “عمليات عبر الحدود” جارية وأخرى ستطلق ضد من وصفها بـ”المنظمات الإرهابية” ومن بينها حزب العمال الكردستاني.

وينفذ الجيش التركي عملية في شمال العراق منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي تستهدف مواقع لحزب العمال الكردستاني وكشف أردوغان منذ الاثنين أنه يدرس إطلاق عملية مماثلة في شمال سوريا.

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة “تم تقديم المعلومات ومناقشة إجراءات إضافية بخصوص العمليات الجارية في البلاد وخارج حدودنا ضد التنظيمات الإرهابية: حزب العمال الكردستاني/اتحاد مجتمعات كردستان- حزب الاتحاد الديمقراطي – وحدات حماية الشعب،ومنظمة فيتو (حركة غولن) وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، وكل أنواع التهديدات لوحدتنا الوطنية”.

 

وتأتي هذه التحضيرات التركية بعد مقتل 6 جنود أتراك في مواجهات مع رجال حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث تنفذ تركيا منذ سنوات عمليات عسكرية أثارت توترات مع بغداد التي اتهمت أنقرة مرارا بانتهاك السيادة العراقية،

ومقتل 6 جنود أتراك يعتبر أثقل حصيلة قتلى في العام الحالي في صفوف القوات التركية بالعراق، بينما كانت أثقل حصيلة في فبراير من العام الماضي حين قتل 13 تركيا بينهم عناصر أمنية ومخابراتية كانوا محتجزين لدى المتمردين الأكراد، واتهمت أنقرة حزب العمال الكردستاني بأنه أعدمهم بدم بارد، بينما أكد الأخير أنهم قتلوا في قصف تركي في كهف كانوا محتجزين فيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى