شن الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي، هجومًا عنيفًا على وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، الذي اقترح امس الاول الثلاثاء، أن تهدف مفاوضات السلام إلى إنشاء حدود بين موسكو وكييف في دونباس كما كانت موجودة عشية الغزو الروسي، بحسب شبكة “سي إن إن”.
وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو، امس الأربعاء: “بغض النظر عما تفعله الدولة الروسية، هناك شخص يقول: دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار، على الرغم من سقوط آلاف الصواريخ الروسية على أوكرانيا، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وعلى الرغم ما حدث من انتهاكات في بوتشا وماريوبول”.
وأضاف: “لقد فعلت روسيا كل هذا في أوروبا. ولكن مع ذلك يخرج كيسنجر من الماضي العميق ويقول إن قطعة من أوكرانيا يجب أن تُمنح لروسيا”.
كان كيسنجر قال في حديثه في منتدى دافوس إن المفاوضات بين موسكو وكييف يجب أن تبدأ خلال الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات يصعب السيطرة عليها.
وأضاف كيسنجر: “من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع السابق”، مما يعني تخلي أوكرانيا عن جزء كبير من منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم لصالح روسيا.
وتابع: “إن مواصلة الحرب بعد تلك النقطة لن تكون حول حرية أوكرانيا، بل حرب جديدة ضد روسيا نفسها”.
وشبه زيلينسكي آراء كيسنجر “بمحاولة أوروبا استرضاء ألمانيا النازية خلال مؤتمر ميونيخ؛ لإقناع أدولف هتلر بعد التوسع”.
وقال: “يبدو أن تقويم كيسنجر ليس عام 2022 بل عام 1938، وكان يعتقد أنه يتحدث إلى جمهور ليس في دافوس، ولكن فيما كان يعرف آنذاك بميونخ”.
كان كبير المفاوضين الأوكرانيين استبعد الأسبوع الماضي، أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن تتنازل كييف عن أراض لموسكو أو يسمح للقوات الروسية بالبقاء على أراضيها.
وقال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي يقود المحادثات مع موسكو، إن مثل هذه التنازلات ستأتي بنتائج عكسية لأن روسيا سترد بقوة أكبر بعد أي توقف للقتال.
وأضاف بودولياك: “يجب على القوات الروسية مغادرة البلاد وبعد ذلك سيكون استئناف عملية السلام ممكنًا”.