حالة من الحزن سيطرت على فناني مصر الذين حضروا في وداع الراحل سمير صبري في القاهرة اليوم السبت، قبل دفنه بمقابر الأسرة في المنارة بالإسكندرية.
ومن المقرر أن يقام عزاء الفنان الراحل سمير صبري بعد غد الإثنين 23 مايو في مسجد الشرطة بالشيخ زايد.
وقد تم إقامة صلاة الجنازة اليوم بمسجد الشرطة في الشيخ زايد عقب صلاة الظهر، وتم الدفن بمدافن الأسرة بالمنارة في محافظة الإسكندرية.
وتسببت وفاة الفنان الراحل في حالة كبيرة من الحزن لدى كل محبيه من الوسط الفني وزملائه إلى جمهوره ممن ارتبطوا به على مدار مسيرة فنية طويلة تمتع فيها بموهبة كبيرة منحته القدرة على تصدر المشهد سواء في عالم تقديم البرامج أو التمثيل مع كبار النجوم.
سمير صبري الذي وصف بكونه صندوق أسرار زملائه، أجهد قلبه في نهاية المطاف بما تحمله، وكان في حاجة إلى تغيير صمام بالقلب، ولكن حالته لم تكن تسمح بإجراء الجراحة الدقيقة، ورحل في النهاية وسط حزن شديد لزملائه ومحبيه.
في حياته لعب سمير صبري دور كاتم الأسرار، الذي يحاور زملاءه ويسرد تفاصيل رحلتهم وحكاياتهم التي اختاروا أن يرووها، لكنه دائما ما كان يصر على أن تبقى تفاصيل حياته الخاصة بعيدة عن الجميع.
في لقاءات تلفزيونية عدة كان يرفض الحديث عن أسرار حياته، ويشدد على أنه دائما ما يبوح بالقليل ويرفض أن يتحدث عن باقي التفاصيل.
إلا أن الشغل الشاغل للجميع كان معرفة السبب الحقيقي لعدم زواجه، وهو ما كشف سره في لقاء تلفزيوني قديم، قال فيه إن تجربة انفصال والده عن والدته تقف وراء الأمر.
تلك التجربة المريرة عاشها سمير صبري في صغره، وحاول كثيرا أن يعيد والده إلى والدته لكنه فشل، وبعدها تزوج الوالد ومن ثم تزوجت الوالدة.. الأمر الذي شكّل ضغطا كبيرا على سمير صبري، فقرر خوض التحدي كي يثبت للجميع أنه لم يتأثر أو يفشل، خاصة وأن زوج والدته كان له أبناء من زيجة سابقة، وزوجة والده كان لها نفس الأمر.
وبالفعل نجح سمير صبري في ميدان الفن، ولكنه قرر ألا يدخل تجربة الزواج حتى لا يحدث لأحد آخر ما مر به هو في صغره، وهو ما اهتدى له في النهاية.
غير أن حياته لم تكن خالية من العواطف، فقد تردد كثيرا أن قصة حبه الأولى كانت بصحبة “ميمي” ابنة فريد الأطرش، أو بالأصح الابنة السرية لفريد الأطرش.
وقد أكد سمير أنه تعرف عليها حينما كانت تأتي لزيارة أصدقائها بالقرب من منزله، وحينما تعرف إليها أخبرته أنها ابنة فريد الأطرش، من زيجة سرية ولكنه يخفيها عن الجمهور.
تلك القصة التي تأكدت فيما بعد، ونشرتها وسائل إعلام لبنانية حيث كشفت أن فريد الأطرش له ابنة من زيجة سرية، لكن سمير صبري شدد على أن هذا الحب كان في فترة المراهقة ولا يمكن توصيفه بأنه حب حقيقي.
غير أنه خرج في سنواته الأخيرة ليؤكد أن الفنانة التي أحبها وكاد أن يتزوجها هي سماح أنور، وأنه بالفعل اشترى خاتم الزواج، ولكن الأمر لم يتحقق في النهاية بسبب فارق العمر الكبير بينهما.
وقد ظل سمير صبري يعيش على تلك الذكريات التي جمعته بسماح أنور، رغم أنه عارض كثيرا أن يتزوج شخص من فتاة تصغره بعمر كبير، لذلك منع نفسه من الزواج بسماح أنور وظل وحيدا حتى رحل.