القدس تناديكم وتستنهض هممكم – فهل من مجيب ؟!!!

في هذه الايام العصيبة التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية , تقف القدس الخالدة على منعطف تاريخي هام , حيث تتصاعد فيها حدة الصراعات والاحداث , بين الحق العربي الاسلامي التاريخي ومحنة تهويدها وطمس معالمها وهويتها العربية والاسلامية من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني التي تسعى بشتى الطرق والمزاعم والاحاييل والادعاءات لتثبيت حقوق تلموذية وتاريخية في المدينة المقدسة، من خلال توسيع الاستيطان وتغير الديمغرافيا والجغرافيا ومعالم المنطقة وجوارها.

لهذا فان قضية فلسطين ومفتاحها القدس هي قضية كل عربي ومسلم، بل هي قضية كل انسان حر يؤمن بالعدل والحقوق الانسانية ينشد الحق والعدل والانصاف لبني الانسان .. فالقدس في الوعي والفكر الاسلامي هي قضية مركزية في عقيدة المسلم بنص القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة اذ يقول تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير ) صدق الله العظيم.

ان مدينة القدس في الاسلام ليست مكانا فحسب، فاذا ما عدنا الى بنية الفكر الديني الاسلامي فاننا نجد ان هذه المدينة متاصلة في جذور عقيدة المسلم لانها تشكلت منذ ان بدات رسل التوحيد، وتعززت منذ ان بعث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ومما يزيد في قداسة هذه المدينة قداسة في الفكر الاسلامي الجامع للامة ان رسول الله صلى عليه السلام بالانبياء اماما في الحرم القدسي الشريف عند قبة الصخرة.. وانطلاقا من هذا الايمان لا يمكننا الا القول ان المسلمين هم اصحاب الحق وحماة التراث السماوي في القدس.

قد تختلف الامة في العديد من القضايا المحلية والاقليمية والدولية في الرؤى والمواقف والاراء والطروحات، لكن لايمكن للامة ان تختلف حول القضية الفلسطينية ومفتاحها القدس.. فالقدس بالنسبة للامة الاسلامية بوصلتها التي توجه مسارها الصحيح كلما انحرفت الامة عن مرتكزاتها وثوابتها الاساسية، والدفاع عن القدس والمرابطة في جنباتها تشكل قدسية النضال الاسلامي المعاصر، فالقدس قبلة المسلمين الاولى ومصدر الوحي و الالهام الاسلامي وعنوان وحدة الامة وعزتها وكبريائها المقدس، والقدس كذلك عنوان لقران يتلى وحديث يروى وعقيدة تتبع، والقدس هي القضية الوحيدة التي تعمل على تفجير الطاقات واستنهاض الهمم واستفزاز المشاعر وتوحدها في بوتقة واحدة لمقاومة الاحتلال ونصرة اصحاب الدار.

القدس توحد النداءات والاتجاهات المختلفة في الامة، فليس غريبا ان ترى في المظاهرات والمسيرات والاعتصامات المقامة في كثير من عواصم العالم الاسلامي والعالمي، كيف ان القومي والعلماني واليساري يسيرون جنبا الى جنب مع الاسلامي ليتضامن الجميع مع صاحب الارض والحق.. فالقدس توحدنا من خلال تاريخنا المشترك فهي تشكل جزءا هاما من مسيرة تاريخ امتنا الاسلامية.

ان وجود المعالم الاسلامية في القدس – قبة الصخرة – المسجد القبلي والمسجد الاقصى وحائط البراق هي اماكن مقدسة لدى كافة ابناء المسلمين، وهي جزء اصيل من انجازات حضارتنا الاسلامية الواحدة وموروثها المادي والروحي التاريخي التي ساهم فيها ابناء امتنا الاسلامية وتجسدت فيها وحدة الامة الروحانية والمادية بابهى صورها وتجلياتها. واليها تُشد الرحال بعد فريضة ركن الحج، فهذا الركن عامل توحيد في عقيدة الامة.

وفي العموم، فان فلسطين كانت وستبقى قضيتنا الأولى والكبرى والرئيسية والمركزية والمحورية والمفصلية والجوهرية والوجودية، وهي توحدنا وبها نكون أو لن نكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى