الصهاينة أخطأوا الحساب، ولم يدركوا ان الصلاة في الاقصى أسمى درجات الوطنية الفلسطينية.. يميناً ويساراً

قلق إسرائيلي كبير من امتداد رقعة الغضب من الأقصى لأراضي الـ48

تتخوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من توسع بقعة الزيت في بلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في ظل الاحتجاجات التي جاءت امتدادًا للوضع المتوتر وتصاعد الأحداث في المسجد الأقصى المبارك مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية عليه.فقد وعبر جهاز الأمن العام الإسرائيلي عن “قلقه” حيال إمكانية انتقال المواجهات من المسجد الأقصى إلى المدن والبلدات في أراضي الـ48، وأنه يوجد تخوف من حجم “الغليان” في المجتمع الفلسطيني من المشاهد في الأقصى.

ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات إسرائيلية يومية منذ أكثر من أسبوع، وتصاعدت هذه الاعتداءات منذ يوم الجمعة الماضي مع مخططات إدخال القرابين والمسيرات التي يصر المستوطنون على تنفيذها بباحات الأقصى.

ونتيجة لهذه الاعتداءات، تتواصل الاعتقالات والانتهاكات بحق المرابطين في الأقصى، فيما يواصل المقدسيون والمرابطون الدفاع عنه يوميًا ومنع الاحتلال ومستوطنيه من تمرير مخططاتهم.

وبسبب هذا الوضع المستمر بالاشتعال، فقد يشعل أيضًا الوضع في المجتمع الفلسطيني بالداخل، الذي يشهد احتجاجات واسعة ومظاهرات ليلية يومية دفاعًا عن الأقصى وتنديدًا بالعدوان عليه.

ويوم الأربعاء، قال مندوب شرطة الاحتلال خلال مداولات لتقييم الوضع عقدها جهاز الأمن: “إن 57 مواطنًا فلسطينيًا اعتقلوا في الأيام الأخيرة”.

وزعم أن معظم الناشطين “اعتقلوا في أعقاب مظاهرات وإغلاق شوارع وإلقاء حجارة من سكان وادي عارة والناصرة والفريديس بالداخل المحتل”.

إلا أن حملة الاعتقالات في الداخل في الأيام الأخيرة ونهاية الأسبوع الماضي طالت ناشطين كان غالبيتهم العظمى يتجهون إلى مواقع ستجري فيها وقفات احتجاجية، واعتقلوا في الشوارع وسط تنكيل شديد.

بل إن المظاهرات تركزت في بلدات أخرى معروفة لدى “إسرائيل” بأنها “عدو استراتيجي” كأم الفحم والناصرة ووادي عارة واللد.

غضب عارم ودرس

ويقول النائب في الكنيست الإسرائيلي والمحلل السياسي، طلب الصانع في حديث صحفي: إن “هناك حساسية بكل ما يحدث في المسجد الأقصى، كما أن هناك أجواء غضب عارم في الداخل الفلسطيني على خلفية الانتهاكات المتكررة للمستوطنين”.

ويضيف “قبل بداية شهر رمضان كان لدى إسرائيل تخوف من الأحداث وما يمكن أن يحدث هلال هذا الشهر، وهبة الكرامة كانت درساً وعبرة لها”.

ويرى أن ممارسات شرطة الاحتلال واستخدام العنف المفرط ضد الناشطين والمتظاهرين يهدف إلى تخويف الناس ومنع الاحتجاجات، لأنها فعلًا تتخوف من امتداد بقعة الزيت وتوسعها في الداخل”.

لذا فإن “إسرائيل تحاول استخلاص الدروس من أحداث هبة الكرامة التي اندلعت بأيار/مايو العام الماضي، والتي لم تكن مستعدة لها وفق اعترافات الاحتلال عقبها.

هدوء مشروط وانفجار متوقع

وبالرغم من أن الصانع يتوقع أنه “إذا ما تم وقف هذه الانتهاكات قد تعود الأمور إلى حالة من الهدوء المشروط بأن تتوقف كل المحاولات السياسية للمس بالمسجد الأقصى”.، إلا أنه يستدرك حديثه بالقول “هناك مخاطر بأن تحاول حكومة الاحتلال جس النبض لتمرير مخططاتها بالتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة”.

ويلفت الصائغ النظر الى أن “هناك منع للمتطرف بن غفير من الدخول للأقصى وإقامة مكتبه قرب باب العامود ومنع مسيرة الأعلام من الوصول إليه، وهذا مؤشر إيجابي”.

بالإضافة لذلك فإن “المس بالشيخ جراح تراجع، والتجاوزات الأخيرة في أعقاب الفعل الجماهيري وموقف المقاومة والموقف السياسي أدى إلى عودة حكومة الاحتلال إلى صوابها، إلى حد ما”.

ويكمل “لأن هذه الحكومة تدرك بأن التصعيد والسماح لجماعات المستوطنين بالحرية المطلقة في الأقصى سيخرج الوضع عن السيطرة”.

وفي ظل استمرار توتر الأجواء في المسجد الأقصى، فإن الأمور قابلة للانفجار بأي وقت في الداخل وبشكل عام وفي أي لحظة، حتى الأن، حسب الصانع.. فقد اثبتت الايام القليلة الماضية ان الصلاة والرباط في ردهات المسجد الاقصى يجسدان اعلى درجات الوطنية الفلسطينية في الداخل والشتات، ومن اقصى اليمين الى اقصى اليسار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى